في حلب يوهن "الثوار" لكنهم "لن يهزموا" مهما بلغت قدرات العالم بأجمعه في مواجهتهم
في حلب يوهن "الثوار" لكنهم "لن يهزموا" مهما بلغت قدرات العالم بأجمعه في مواجهتهم
● مقالات رأي ٧ يوليو ٢٠١٦

في حلب يوهن "الثوار" لكنهم "لن يهزموا" مهما بلغت قدرات العالم بأجمعه في مواجهتهم

أقلب تصريحات أمريكا و فرنسا و أمر على رسالة ستيفان دي مستورا، مع التعريج على الاستهزاء الروسي بالجميع، لأصل إلى كم الجثامين المضرجة بالدماء و العيون الملآى بالألم و الرعب و الخوف ، لأتساءل أي حال وصلنا إليه ، و أي عالم "قذر" اجتمع على الشعب السوري و قرر إنهاءه بدون أي يرمش له جفن..

أتلقف أخبار الجبهات و لاسيما حلب ، لأرى حجم القهر الذي يملئ حروف الناشطين ، مدى الحنق الذي يسيطر على أصواتهم و هم يشرحون الحال و ما يتعرض له الثوار في مواجهة العالم بأجمعه ، داخل رقعة جغرافية لا تتجاوز بضع الكيلومترات تحوي من الجحيم و الحقد ما يكفي لتدمير نصف الكرة الأرضية ، ورغم ذلك لازال هناك من يقاوم ، و يدافع بجسد مرهق و بسلاح مهترئ.

قد يكون ما يحدث هو موجبات الاتفاق الأمريكي – الروسي الذي يتطلب رعبوناً يتمثل بإدخال حلب داخل دائرة الحصار و تحويلها لجزيرة تضربها كل الأمواج لتنهي ثورتها ، و تكون بداية للانطلاق بالتنفيذ الفعلي لمخطط قذر يضمن حقوق الجميع باستثناء السوريين.

أمريكا تركب موجة "القلق" و تعيد رسائلها "الخبيثة" لروسيا للمطالبة بالضغط على الأسد لوقف الحملة ، في حين أن من يجوب الأجواء هو الطيران الروسي ، وطبعاً غير مرئي و غير معروف فهو في خانة المجهول ، في حين أن أي كلام أو حديث عن داعش يكون بحكم القضية المقضية كخبر اليوم حول عمليات بيع السبايا عبر "الواتس آب" فهو من اليقين ما يكفي لإلغاء كل شيء يحدث في سوريا.

ودعت اليوم حلب ثلة كبيرة من ثوارها على أعتاب المجد ، غير ملامين أو متهمين بأي شيء ، فيكفي أنهم كانوا قادرين على مواجهة أكبر قوى العالم و المنطقة وحيدين ، في حين يقبع العرب في هذا الوقت للتجهيز لحرب الإرهاب المطلوب كداعش و أخوتها، فهم من الخطورة بمكان يلغي كل إرهاب العالم، متناسين أن داعش مهما عتت لن يكون لديها من الجيوش ما ترعب ، و لكن قرروا الاستكانة بانتظار مد يقترب من أعناقهم ليلقيهم في درك قد تكون جهنم رحيمة أكثر منه .

حلب اليوم تذبح ببرودة مع قهقهات "قذرة" من الجميع ابتداء بالقريبين و مدعي الصداقة قبل الأعداء الظاهرين، و لكن لحلب العزاء بوجود أبطالها ، الذين حتماً لن يتراجعوا و إن وهنوا مؤقتاً، و لكن لكل من تخاذل لن يكون هناك له عودة ، فهذه ليست بكبوة و إنما "موتة" حقيقية و إن بقي نفس شكلي يصعد تارة و يضل طريقه في الهبوط.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ