في رثاء أبطال "داريا" .. لا تعلم الأمة خطورة من تفقد
في رثاء أبطال "داريا" .. لا تعلم الأمة خطورة من تفقد
● مقالات رأي ٣٠ يوليو ٢٠١٦

في رثاء أبطال "داريا" .. لا تعلم الأمة خطورة من تفقد

في داريا هذه الأيام تتجلى فوق داريا غمامة لا يمكن لأحد أن يصفها هي غمامة عبقت بمسك الشهداء وعنبرهم وفاح طيب أرواحهم على الدنيا.

يستشهد الشاب في مدينتي لا تعلم الأمة جمعاء خطورة من تفقد وخطورة من يرحل عنها

يرحل عنها من كان حاملا لوائها مدافعا عن رفعتها وعزتها

يرحل من يركض وراء حرية أمة أنهكها التعب ورضيت الذل والهوان ولم تنقذ من يموت لأجلها

ولكن هذا الشهيد لم يلتفت للخذلان وقرر أن يبقى على مبدأه وأن يعمل ما يرضي ربه

يستشهد من في داريا وقد ترك دراسته ومشروع تخرجه وجامعته ليلتحق بساحات الوغى ومثال واضح لذلك الشهيدين المهندسين محمد أبو أحمد وعمر أبو أنس وكالشهيد عدي أبي يزن الذي ترك دراسته ليكون قائدا شجاعا تشهد له الجبهات بصبره ومقارعته للظلم

ويترك شهيد آخر عمله ليلبي نداء مدينته ويدافع عنها كالشهيد عامر أبو عارف الذي تشهد له كل داريا وكل ذرة تراب فيها ببطولاته ولا تنسى الثورة روحها فيه وأنه أيقونة داريا ورمزها.

لأي مكن لأحد أن يصف شهيدا من داريا ولا يمكن لوصف أن ينصفه

علم طريقه ومشى فيها ونعمت الطريق ونعمت النهاية

يبقى وراء الشهيد ثلة من رفقائه الذين قضوا معه حياتهم ببؤسها وشقاوتها وفرحها يصدمهم خبر استشهاده ولكن يعصبون رؤوسهم بالعزم والإقدام على اللحاق به

لا يريدون اللحاق به مللا من الحياة أو هروبا من واقع مؤلم ولكن لما يعلمون من سعادة هذه الخاتمة

يعتبرون ان الأجر الجزيل من الله عز وجل على جهادهم هو السعادة يتنعمون فيها بجنان الخلد قريبا من أصحابهم وأحبابهم في الدنيا.

ولسان حال مجاهد يجلس الآن عند قبر صديقه الشهيد قائلا يا صديقي (إلى لقاء تحت ظل عدالة قدسية الأحكام والميزان )

رحماك ربي بداريا وأهلها ورحماك ربي فيما بقي وفيمن بقي .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: تمام أبو الخير - المسؤول الاعلام لواء شهداء الاسلام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ