قبل أن نودع وعر”نا” .. على من ولد من رحم حمص الانتفاض
قبل أن نودع وعر”نا” .. على من ولد من رحم حمص الانتفاض
● مقالات رأي ٢٧ أغسطس ٢٠١٦

قبل أن نودع وعر”نا” .. على من ولد من رحم حمص الانتفاض

اليوم بتنا أمام مشهد جديد ، يحمل في طياته ذات البدايات التي شهدناها في كل منطقة تم تهجير أهلها ، و من الخطأ أن ننتظر حصول ذات النتائج بذات الأساليب المقيتة، التي تفقدنا أعز ما نملك و أغلى ما يجب أن نحافظه .

بعد تتالي الصور القادمة من انتقال أهالي داريا منها لتصبح منطقة محتلة يدنسها (الشيعة)، في حرب طائفية بحتة في مسوغاتها و اسلوبها و مسارها ، دون أي مواربة أو تجميل ، لأن أي تلاعب بالالفاظ تحت أي مسمى في هذا الأمر ، هو التلاعب بالدين و العرض .

“قادمون” وما تلاها من تحضيرات جرارة (اعلامياً)، بغية العودة إلى حمص و الحفاظ على ما تبقى منها و من أهلها ، من الابعاد و الترحيل و التغيير الذي طال كل المعالم الدينية و الأصيلة في المدينة التي تحتضن رفاة خالد بن الوليد ، م تؤتي أوكلها لاأسباب معرفة لدى الجميع ، ولكن مع تصاعد الهجمة على الوعر التي باتت اليوم تحت خيارين الابادة أم الهجرة و فان الأمور بحاجة لاعادة ترتيب الأوراق .

اليوم لا مكان للكلام العاطفي أو شحن من أي نوع ، فحي الوعر الذي انتهت علاقاته بالعالم الخارجي تماماً ، مع سيطرة القوات الطائفية على قريتي ( قزحل و ام قصب) نتيجة فشل فصائل ريف حمص الشمالي في حمايتهما ، و حماية الطريق الأخير و الجسر الوحيد الموصل للوعر ، وتحولت مع هذا الوعر إلى لقمة سائغة بكل ما تحتويه من أجساد و أرزاق.

حمص اليوم مهددة ككل بفقد قلبها النابض ، و رئتها و أملها الوحيد، في محافظة “السنة” على حضورهم في المنطقة الوسطى ، فبعدها لن يعود هناك أي دليل على حمص التاريخ و التركيبة و الحضارة ، وستكون شيعية أم علوية بحتة و بالمطلق ، ومن تبقى فيها مرغماً و صاغراً سيكون معرضاً للموت قتلاً أو ذلاً.

حسب المنطق العام الوعر يختلف عن داريا ، في كون المقاتلون “الحماصنة” لهم حضور قوي على مختلف الجبهات ، ابتداء من درعا ووصولاً إلى حدود تركيا ، و يشاركون في كافة الفصائل و يملكون ارادات و تشكيلات قد لاتكون بالحجم الكبير و لكنها فعالة و يحسب لها حساب ، والأهم هناك مفاتيح ضغط يكاد العد يخطأها، مع تواجد فصائل قوية في قلب المكون المعادي في الريف الشمالي ، مما يجعل أمر القتل يواجه بالقتل ، و بالتالي الألم والنحيب لن يكون لأهالي حمص الأصلاء أمام المستجلوبون ، والذين سيرضخون حتماً عندما يصل الأمر لحدود معينة.

قد يؤخذ على كلامي كثير من المآخذ، والتي يكون أبرزها هو حشيها باللغة الطائفية ، المفروض ألا تطرح كي يكون هناك “عيش مشترك” و “شراكة في الوطن” ، وطن قتلنا فيه و شردنا و حرق كل شيء فيه بفعل قلة قليلة تمارس “الرذيلة” و “القذارة” بدعم اسطوري من أمم قيل أنها متحدة للأمن و السلم و لكنها في الحقيقة ما تبرع به هو شيء واحد ألا وهو الع… .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ