قررت التدخل بنفسها.. انتقال التغيير في السياسة التركية إلى الأرض وقلبت الموازين
قررت التدخل بنفسها.. انتقال التغيير في السياسة التركية إلى الأرض وقلبت الموازين
● مقالات رأي ٢٤ أغسطس ٢٠١٦

قررت التدخل بنفسها.. انتقال التغيير في السياسة التركية إلى الأرض وقلبت الموازين

قررت تركيا اليوم التدخل المباشر ، العلني ، لأول مرة في الميدان السوري عسكريا، بزج قواتها الخاصة في تطور ملحوظ في الملف السوري عموماً و لاسيما الحدود، و الذي يعتبر رسالة واضحة أن “لا مغامرة جديدة “في هذا المكان ، و العمل سيكون بيدها بشكل تام .

في الأيام الماضية، من خلال متابعة التحضيرات لمعركة “جرابلس”، كانت الأحاديث العلنية و المتداولة أن الفاعل على الأرض سيكون بعض الفصائل التابعة للجيش الحر ، بدعم كبير و شامل و كامل من قبل تركيا ، و في الخفاء كان الحديث عن تدخل قوات تركية بشكل غير علني ، و لكن اليوم و منذ الفجر بدأ الاعلام التركي الرسمي الاعلان عن أن القوات التي ستدخل تركية ، في اطار الحق في “الدفاع عن النفس” و الأهم تنفيذ التهديد الفعلي لأحد أهم خطوطها الحمراء ألا وهي “الدولة الكردية”، بعد أن مرت سنوات على الاقتصار على التهديد و الوعيد على المنابر و أمام الكميرات.

توقيت الهجوم لم يكن مفاجئاً ، فقد أخذ “حقه” في التمهيد السياسي الناعم ، و الذي حمل في طياته “الحسم” بأن لا دولة كردية بشكل نهائي، بعد أن كان الاقتصار على منطقة بعينها ضمن مربع معين يمنع أن يكون الحلم الكردي في شمال سوريا موصولاً .

و لعل التغيير في ديمغرافية السياسية التركية اتجاه سوريا ، قد يمهد لمزيد من التغيرات على الأرض ، و يقلب الموازين من جديد ، و لكن بشكل غير مفهوم أو متوقع ، فهنا لن يكون لـ”المبادئ” دور في توجيه السياسية التركية ، و إنما “المصالح” هي المغلبة بشكل حتمي ، فمن يستطيع أن يقدم خدماته لتركيا سيكون على موعد مع مقابل مجزٍ، و أما من يتخاذل أو يظهر ضعفه فسيكون حتماً في قائمة المحاربين، و هذا ما يجعل من معركة “جرابلس” و في الطرف الآخر “الحسكة” ، هي المفاضلة بين الثوار و النظام ، من يفز بود تركيا و يحصل على “الهدية”.

الحقيقة التدخل التركي ، بهذه الطريقة لا يمكن اعتباره تدخل من طرف واحد “تركيا” ، بمنعزل على بقية الأطراف الدولية الفاعلة بالملف السوري، فأحاديث تركيا الرسمية تقول أن الدعم الجوي يتم من قبل التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، و في نفس الوقت هناك “تطنيش” روسي ينم على علم ، و صمت إيراني يشير إلى التأييد الكامل ، و بطبيعة الحال الأسد لا يملك شيء إلا محاولة تقديم خدمة “المصالحة” مع تركيا من خلال اقلاق الفصائل الكردية الانفصالية في الحسكة و القامشلي ، علّه يستطيع الحصول على شيء من “العسل” التركي ، الذي لوحت به الأخيرة بعد أن تصريحات رئيس الوزراء بن علي يلدريم ، التي تجاهل بها ذكر الأسد كعدو و إنما اعتبره مفاوض و طرف في الحل .

اليوم بدأت “درع الفرات” ، التي تشي بأن الهدف لن يكون “جرابلس” بعينها ، بل الامتداد سيكون على طول الخط “الفرات” ، وهذا ما أكده العقيد أحمد عثمان قائد فرقة السلطان مراد ، أن جرابلس هي بوابة لتحرير ريف حلب الشمالي، قهذا يدل أن الأمور قد حسمت ، و أن دور “الانفصاليين” بات من الماضي ، و أقسى ما يمكن الحصول عليه هو مناطق كانوا متواجدين بها قبل الثورة .

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ