كي لاننساهم .. قتلوه هرساً لأنه سأل عن أولاده
كي لاننساهم .. قتلوه هرساً لأنه سأل عن أولاده
● مقالات رأي ١١ مارس ٢٠١٨

كي لاننساهم .. قتلوه هرساً لأنه سأل عن أولاده

المساعد المجرم ((( مجد إسماعيل )))
المخابرات الجوية _ قسم التحقيق و قطاع الإفراديات
ويكفي الوجود عاراً أن هذا المسخ لازال يعيش و يأكل و ينام كما يفعل كل البشر … أسماء لا يعرفها الأحياء حفظها جيداً ألاف من الأموات قبل الرحيل الأخير ..
_ حين رموه بيننا راعه أي بشر نحن هناك.. هياكل عظمية بدقون طويلة وقطعان من القمل تشاركنا كل شيء
نظر إلينا واحداً واحداً كنت أراقبه وهو يزداد خوفاً وذهولاً فنحن حقيقة السلطة نحن المستحاثات البشرية الوحيدة على قيد الحياة …..
بدأ يتلمس رقبته يشعر بالإختناق كان بيننا جثتين و رائحة الجثث تكاد تخنقه لأن بقية الحياة لازلت معه رغم أنه ميت سوري جديد …
أخذ يقرأ القرآن بصوت مرتفع ! همسنا له أن أخفض صوتك سيقتلونك إن سمعوك لم ينصت إلينا
ودون أي تردد وقف و ذهب باتجاه الباب
حاولنا أن نمنعه لكنه طرق باب الزنزانة … وقضي الأمر سيموت بعد قليل فكل من يطرق الباب هناك يموت .. لكنه موت مختلف تماماً ..موتٌ بداخل أعماق الألم ….

وجاء صوت المساعد المسخ ’’مجد إسماعيل’’ كريهاً قبيحاً دنيئاً ككل مافيه دقائق وفُتح الباب :
_ قبل أن يسأل مالأمر بادره المعتقل الشهيد بالبكاء وبعض التوسلات وهو يحكي قصته :
ياسيدي دخيلك أنا طلعت مع أولادي لنشتري غراض من الدكان وجيتو أنتو وأخدتوني وولادي ضلوا بالدكان دخيلك يا سيدي ولادي صغار ابني سبع سنين وبنتي 4 سنين مرتي متوفيه من سنه أنا من جسرين بالغوطة يا سيدي ولادي وينهن يا سيدي الله يخليك ولادي وينهن مع مين بقيوا طالعني من هون يا سيدي دخيلك !!!!

_ بدأ مجد إسماعيل يفكر كيف سيقتله و أي عذاب سيسقيه وعرف أنه رجل بسيط…
قال له : قلتلي بدك ولادك لكن .. وبدك تطلع من هون !!!
بتعرف قسماً بالله لأطالعك من هون تعال لقلك لك أصلاً أنا ربك هون ولاك ….
واعتصرنا الألم عرفنا أنه سيقتله
_ جره خارج الزنزانة كبل له يديه إلى الخلف بحيث كان وجها يديه على بعضهما كأنه يصفق … نادى على مسخ آخر قال له : أمسكه لا تخليه يتحرك !!

فتح باب الزنزانة على آخرها أدخل له يداه الملتصقتين ببعضهما بين الباب وإطاره الحديدي أدخلهما حتى الرسغ صرخ بكل قوته بدي ألعن ربك ورب ولادك. وطبق الباب بكل قوته على يدي المعتقل....
فانهرس كفاه بين الباب وإطاره ووصل عويله إلى أبعد مجرات هذا الكون …. كان يبكي ويجأر ويصرخ وينوح ويغمى ويموت من الالأم بذات الوقت
حين ذهب المسخ كانت أصابعه داخل زنزانتنا نراها أمام أعيننا والدم سال من مكان أصابعه حتى لامس أرض الزنزانة فرسم خطاً لن أنساه ما حييت

أما جسده فكان خارج الزنزانة يشرب أعمق أنواع الألم البشري ….
المصيبة أنهم كانوا كلما فتحوا باب زنزانتنا ليرموا لنا معتقل جديد أو ليطلبوا أحدنا للتحقيق أعادوا كفيه بين الباب وإطاره وطبقوه مرة أخرى في مكان جديد لم يبق لحم أو عظم في كفيه ….. ولم يعد هو ليصرخ على وقع فرم يديه ...
في صباح اليوم التالي سقطت أصابعه الخنصر والإبهام والصغرى داخل زنزانتنا … بينما بقي جسده خارجاً
أدخلوه قبل المساء …. عندما نظرت إليه كان أسوء بكثير مما توقعت …
فأحد المسوخ حفر من تحت عينه إلى أسفل ذقنه بالمفتاح كلمة الأسد....
أنفه عبارة عن بعض العظام المختلطة ببقايا لحم وجهه... عينه اليمين ليست هناك جسده مغطى كله بالدم
في الليل شهق مرتين ثم توفى كأنه لم يكن بيننا …..
_ أضفناه إلى قائمة ثأرنا من نظام الأسد …
إن كان السجن ينفى الحرية فالمعتقل ينفي الوطن فلا وطن طالما أن هناك معتقل ….

ولاشك أن مجد إسماعيل نسي هذه الحادثة فقد مضى عليها ست سنين
ونسي كيف غرس مرة مسماراً في ساقي لازالت أثاره حتى هذه اللحظة ونسي أسماء مئات الشهداء السوريين الذين قتلهم بيديه …..
لكننا لن ننسى وكلما طغوا إجراماً زدنا إصراراً وكل يوم يمضي لا يزيدنا إلا عزيمة وإباءً وإيمانأً بنصرنا وقوائم شهداءنا تزداد كل يوم … و صفحات إجرامهم إمتلأت حتى لم يعد فيها مكان لجديد …..
_ أفكر فيك دوماً يا مجد إسماعيل أنت ونصر إسبر وأقول :
فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ …... صدق الله العظيم

الكاتب: المعتقل السابق وائل زهراوي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ