لا"جنيف" في الأفق .. والمعارضة متماسكة حتى اللحظة و بيدها "كروت" سرية
لا"جنيف" في الأفق .. والمعارضة متماسكة حتى اللحظة و بيدها "كروت" سرية
● مقالات رأي ٢٨ يناير ٢٠١٦

لا"جنيف" في الأفق .. والمعارضة متماسكة حتى اللحظة و بيدها "كروت" سرية

لايمكن الجزم أن الحقائب التي وضبت على عجل ، ستدخل في مستوعبات الطائرات التي ستنطلق من الرياض و دمشق و عدة بلدان باتجاه جنيف ، لتحط هناك وتفتح على طاولات الحوار الغير مباشر في اطار الوصول إلى حل للجلبة السورية التي أغرقت العالم في أوحال قد تحتاج سنون طويلة للتخلص منها و يمكن قرون للتخلص من تبعياتها .

ففي الرياض لازالت المعارضة متماسكة بشكل أربك كل الأطراف ، ولازالت أيضاً تمسك بـ"كروت" سرية و غير مفهومة ، تجعلها قادرة على مواصلة الرفض و التأكيد على أن لاحضور في جنيف أو دخول في أي حديث قبل التنفيذ الفعلي لمقررات ٢٢٥٤ ، مع التشديد على عدم اللعب في أي فقرة أو حدوث أي خلط بين ماهو انساني و ماهو سياسي ، ففي جنيف (وفق للمعارضة) مناقشة بنود الانتقال السياسي ، وما يسبق هذا الانتقال هو التحول إلى الهدوء الداخلي ، الذي سيكون داعم أساسي لها و كرت إضافي من كروت القوة .

لم تفلح الجهود التي قادتها معظم الدول سواء الداعمة للأسد أو التي تحسب على الشعب السوري أو المتباينة بين هذا و ذاك في فك العقدة ، ولم ينجح الترهيب و كذلك الترغيب في تليين الموقف الممانع للذهاب إلى جنيف و الولوج إلى الأجواء السويسرية ،بدون دخول الهدوء و الطعام و منح الحرية للمعتقلين.

رفع مستوى التمثيل في وفد النظام ، ودعوة رئيس الدبلوماسية ( وطبعاً شكلياً في نظام أمني بحت لايملك قرار نفسه ) ، وتحجيم بقية المدعويين من المحسوبين على المعارضة (جذافاً) ،و منعٍ لحضور آخرين إرضاء للاعبين مؤثرين على المعارضة ، في مجملها لم تفد في تليين الموقف لدى المعارضة التي اتفقت غالبية الدول (صاغرة أم راغبة) أنها الممثل الأهم إن لم يكن الوحيد للشعب السوري ، بعد أن تمكنت في لم شمل المعارضة السياسية و العسكرية و الخليط الإثني و القومي ضمن قالب وطني جامع .

إلى اللحظة لا يوجد "جنيف" في الأفق و الأنباء تتحدث عن تأجيل حتى الاثنين ليكون التأجيل الثاني على التوالي ، بانتظار إيجاد صيغة تدفع وفد المعارضة للخروج من مطار الرياض إلى جنيف و ليس إلى بلدان أخرى ، كي لا يبقى الحل السياسي "وهم" لا مكان له في الواقع.

و لعل التماسك الذي تبديه المعارضة السورية حتى اللحظة أثار الكثير من التساؤلات حول أسبابه ، و الأهم ماهي "الكروت " السحرية التي تستند إليه ، و يمكن أن تكون سرية و غريبة على كثيرين ، و لكن التوليفة التي تم الوصول إليها لأول مرة منذ خمس سنوات لها دور بارز ، و الأبرز من ذلك هو مدى التأييد الذي حظيت به من قبل الحاضنة العسكرية و المدنية و حتى الشعبية ، التي يمكنها للصمود مزيداً من الوقت ، الذي يطول أو يقصر تبعاً للقدرة على تحمل "آلام الأصابع " في لعبة "العض".

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ