لم لا … و أخيراً سقط الطاغية
لم لا … و أخيراً سقط الطاغية
● مقالات رأي ١ أبريل ٢٠١٧

لم لا … و أخيراً سقط الطاغية

تقوم في الوقت الحالي قوات جيش سوريا ، الذي يضم قرابة سبعين فصيل سابق من فصائل الثورة ، بعمليات التمشيط الأخيرة في العاصمة دمشق ، بعد أن انتهت من السيطرة عليها فجر اليوم نتيجة الإنهيار التام لنظام الأسد.

و أعلنت مجموعة مختارة من تسلم دفة إدارة البلاد ، بشكل مؤقت ريثما يستتب الأمن و يتم إلقاء القبض على جميع من تورط في قتل الشعب السوري طوال السنوات الست الماضية ، و إيداعهم في مركز مخصص و بإشراف لجنة قضائية مختصة بهذا الشأن.

فيما بدأ الشعب السوري  ، الذي عانى من يوم قاسٍ و ضبابي ، غابت به الأخبار تماماً ، و كان الحاضر الأبرز هو صوت الرصاص الكثيف الذي عمّ غالبية المناطق التي كان يحتلها الأسد ، في حين نَعِم الشعب السوري في المناطق المحررة لأول يوم بهدوء تام و غياب شامل للموت.

قد لا يقنع كلامي من  ينامون في العراء أو على وقع أصوات الرصاص والقصف و أزيز الطائرات, لكن لابد منه في مثل هذا اليوم ، الذي يُمارس فيه الكذب ، و الكذب المهول ، فهو نيسان الكاذب بالعادة و بالأوضاع الجوية ، و لم لا يكون كاذباً بالواقع.


و في إطار متابعة الكذب ، حتى لا نستيقظ من هذه الكذبة الجميلة ، نمضي لنقول أن الشعب السوري بكل مكان بدأ عملية السير   في جنازة الكائن الذي تم زرعه في داخلنا طوال عقود كثيرة و سبب لنا ألما و رعبا ، و ذلك حتى نصّدق  أن الشرطي الداخلي قد رحل إلى غير رجعه وترك مكانا واسعا بجوفنا و عقلنا لتتنفس بحرية و نتكلم بأريحيه, و نقرأ ما نشاء و نحكي ما نريد و ننتقد الخطأ ونفتح حوارات و نقاشات لا يحدها خط أحمر أو هامش قاتل.

ولم لا نشكل في أذهاننا حكومة تضم وزراءً في خدمة الدولة وليس العكس و أنهم تحت الرقابة و المحاسبة و تحت سلطه القانون و أن كل واحد منهم مستعد للاستقالة عند حدوث أي خلل في مسؤولياته.

ولم لا نوسع الكذبة أكثر ، نعم بأن يكون هناك عشرة أشخاص يدخلون معترك انتخابات الرئاسة و لك الحق وانت وحدك (دون توجيه أو بصمه بالدم) أن تختار من تريد تبعا لنظرتك الشخصية ورؤيتك لبرنامجه.

ولم لا نكذب أيضاً ، بأن نتابع محاكمة السفاح و أعوانه و مساعديه وكل من قصف و قتل و دمر و شرد بمحاكمة علنية و ترى من ادعى الجبروت بالأمس يبحث عن شيئ يخبئ فيه وجهه.
ولم لا نواصل الكذب ، بأن يكون لديك شقه مفروشة وبقسط مريح و براتب عالي و أن تحظى باحترام رئيسك بالعمل تبعا لجهودك و ليس لمن يدعمك .

ولم لا ؟ و لم لا ؟

مساحه مفتوحة لك مطلق الحرية والحق في أن تستعملها كيفما شئت فأنت الهدف و الغاية و السبب بل والوسيلة في هذه الثورة .
عفوا ..... كلامي كان مجرد فاصل أو استراحة بينما تم تبديل عناصر المدفعية و الطيارين والرماة فقد حان موعد الجولة الثانية, ألقاكم في كذبة جديدة أو في السماء.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ