لن نعطي “الدنيّة” و “لن نرضخ”  .. لأول مرة الفصائل السورية تتمرد و تقول لا لـ ”الاتفاقات الدولية”
لن نعطي “الدنيّة” و “لن نرضخ” .. لأول مرة الفصائل السورية تتمرد و تقول لا لـ ”الاتفاقات الدولية”
● مقالات رأي ١٢ سبتمبر ٢٠١٦

لن نعطي “الدنيّة” و “لن نرضخ” .. لأول مرة الفصائل السورية تتمرد و تقول لا لـ ”الاتفاقات الدولية”

قد يكون قرار ابرز الفصائل السورية بشقيها “الحر - الإسلامي”، برفض الاتفاق الأمريكي - الروسي ، بداية عهد جديد في الثورة السورية ، و تطبيق عملي لأول درس من “الطعنات” التي مرت على مدى السنوات الست الماضية ، لتعلن الفصائل التي وصفت بعشرات الأوصاف “المقللة من شأنها” ، بأنها رقم موجود على الأرض و فاعل و ليس منفذ لاتفاقات و صفقات دولية.

اجتمع اليوم ١٦ فصيل ممن يقاتلون تحت بند الجيش الحر ، إضافة لحركة أحرار الشام ، على بيان موحد بذات الحروف و ذات السياق ، نص بصريح العبارة أن “لن نرضخ” للقرارات الدولية التي تهدف إلى تمزيقنا داخلياً أكثر ، و لن نعطي “الدنيّة” على ثوابت ثورتنا ، الأهم أنها سمت الأمور بمسمياتها من “إجحاف” و ضعف الإرادة الدولية ، ورفض “الابتزاز” سواء على أكان سياسي بوعود تذرها الرياح عند أول هبوب لها ، أو إنساني يكون آني و لا يسد جوع أو ينقذ روح .

 ساق بيان الفصائل اليوم جملة من المسببات التي دفعته لهذا القرار الذي جاء مخالفاً للتمهيد السابق من خلال تصريحات فردية تارة ، تحريف التصريحات تارة أخرى ، أو إقدام جهة لا تملك على الأرض أي سلطة للتعبير عن المتواجدين على الأرض ، و يبدو أن القرار قد خُلق بناء على علم و دراية ، أن أي قرار دونه يعني قيادة أنفسهم إلى التهلكة.

نقاشات محمومة بدأت منذ يوم الجمعة الفائت ، بعد أن أعلن الاتفاق الأمريكي الروسي ، حول مدى إمكانية قبول الفصائل باتفاق كهذا ، اتفاق “مُقلَم الأظفار”، و يضع الثورة و ثوارها و الشعب على مذبح “الإرهاب” ، في حين لا يستثني الطرف المقابل من كل شيء فحسب، بل و يمنحه القدرة على الحركة و التقدم ، بدعم و مساندة من العالم ، صحيح كان يحظى بها منذ الأزل ، و لكن ستكون هذه المرة علنية و “فجّة”.

اليوم ستكون الفصائل التي قررت المضي ضد الاتفاقات الدولية مسؤولية كبيرة ، و أعمال جسام في مواجهة علنية مع العالم بأسره ، بكافة أطيافه سواء أكان من الناحية الدينية أم العرقية أو القومية ، فالجميع كشّر عن أنيابه ليوغل أكثر فأكثر في دماء السوريين ، ولم يعد يفزعه شيء إلا انتصار هذا الشعب ، انتصار سيغير خارطة المصالح ، ويرفض كل المشاريع من تقسيم و محاصصة و حماية وأمان للأعداء .

قد يكون في الكلام شيء من العاطفة و الانفعال، لكن بالفعل سيكون على الفصائل اليوم ، الاعتماد التام على نفسها و على قوتها بالاستناد الكامل لله و للشعب ، الذي سيكون المضحي الأول و الأكبر ، لذا المفروض أن تكون هذه الهدنة هي الأولى التي تقلب الموازين ، إذ في كل هدنة أو مؤتمر أو جولة مفاوضات ، نخسر عشرات الكيلو مترات و عشرات آلاف النازحين و المهجرين ، الأهم نخسر تواجدنا في مناطقنا ليتم استبدالنا بمرتزقة .

اليوم قد لا يتحقق شيء ميداني ، و قد لا تقوى الفصائل و الشعب على تحمل مغبة القرار ، و لكنها صرخة سيكون لها أثرها ، و ستغير من نظرة العالم للشعب السوري و ثورته ، الأهم ستثبت للعالم أجمعه أن الشعب السوري الحر مستعد لمحاربته بغية انتزاع حريته.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ