لو دخلت القوافل إلى "داريا" لسقط الأسد
لو دخلت القوافل إلى "داريا" لسقط الأسد
● مقالات رأي ١٣ مايو ٢٠١٦

لو دخلت القوافل إلى "داريا" لسقط الأسد

قد يكون الربط ، بين دخول المساعدات إلى داريا و سقوط الأسد ، غير منطقي للوهلة الأولى، لكن هو واقعي و حقيقي، و الصفقة لو تمت بالأمس لبات الأسد في مرمى الانهيار و السقوط، لانتهاء كل الحجج و الذرائع و تحولها إلى اضحوكة تعلو وجوه العالم أجمع، عندما يسمع بأن القصف هو ضد "الارهابين" و أن الحرب هي ضد "الارهابين" و أن "الإرهاب" في كل مكان، و أن مناطق الأسد وحدها من تحوي السوريين.

بالأمس كان الحماس الأممي و المنظمات الانسانية عالياً لدرجة يصعب استيعابه من قبل أشخاص أمثالنا، فالإنجاز كبير بالنسبة لهم، ووصولهم إلى حصون تلك المدينة التي قيل أنها اسطورة يستحيل الدخول عليها و الخروج حياً، كما يحدث و جرت العادة بالنسبة لقوات الأسد و كل القوات التي أتت نجدة له ، يعتبر انجار لا يفوّت و لو دخلوا ببعض الأدوية و القرطاسية.

و لم يكن يفصل الإنجاز المرتقب عن تحوله إلى شيء ملموس إلا بضع أمتار، ولكن هذه الأمتار تعني بشكل قاطع أن الأسد اذا ما سمح بها، فإنه سيسمح بالتخلي عن سلطته و نفي سلسلة الكذب اللامتناهي، ففي داريا لا يوجد جبهة نصرة ، و في داريا لا يوجد مقاتلين فحسب ، و داريا ليست بلدة فارغة، ففي داريا نساء و أطفال ، وفي داريا أناس لازالوا يعيشون و يواجهون الموت، و المساعدات التي كان من المفروض دخولها هي لأؤلائك، ومجرد الدخول يعني أن هناك حياة و هناك من من الممكن أن يصدر بيان ادانة أو شجب في أحسن الأحوال اذا ما تمت ابادتهم.

لعل الأمم المتحدة و المنظمات المساعدة لها تعجلت في استعراض النصر الوهمي، و أتبعته بتعجل آخر عندما قالت أن الهدف القادم "دوما" و "حرستا"، أي محيط دمشق ليس عبارة مسلحين فحسب كما يصور و يسوق النظام و حلفاءه، و إنما هناك مدنيين بحاجة لمساعدات واجبة.


قد يقلل البعض من أهمية هكذا أمور على اعتبار أن المجتمع الدولي (دول – منظمات) شريكة للأسد في جرائمه ، و هي بالفعل كذلك، لكن هذه التصرفات تجعل من أمر إخفاء جزء من قباحة الأسد ليس باليسير أو الممكن، وبالتالي سيكون سلاحاً جيداً بيد هيئة المفاوضات التي تنتظر يوم ١٧ الشهر الحالي لتتابع قرار مجموعة دعم سوريا، من خلال اجتماع فيينا في نسخته الثانية.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ