ماذا تعني منبج بالنسبة لأنقرة؟
ماذا تعني منبج بالنسبة لأنقرة؟
● مقالات رأي ٣٠ يناير ٢٠١٨

ماذا تعني منبج بالنسبة لأنقرة؟

عللت الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها ريكس تيلرسون سبب بقائها في سوريا بالقول: "علينا ألا نكرر خطأ الانسحاب من العراق في 2011".

وجدت الولايات المتحدة شريكًا مناسبًا لمصالحها في سوريا وأمضت 7 سنوات بحملات تكتيكية عن طريقه. بيد أن الذريعة التي قدمتها بتصريح تيلرسون الساذج، يصعب تسويقها حاليًّا.

فما وراء الذريعة، أي "مكافحة داعش"، أصبح خاليًّا من المعنى بعد النجاحات المحققة ضد التنظيم على الأرض. هل من الممكن أن تظهر تنظيمات أخرى؟ لم لا..

الإجابة الأكثر واقعية عن سؤال "ما هدف الولايات المتحدة في سوريا؟"، هي استخدام حزب الاتحاد الديمقراطي حتى النهاية من أجل تثبيت أقدامها بشكل أفضل في هذا البلد. والأمر ينطبق على الطرفين.

فحزب الاتحاد الديمقراطي استغل الفرصة التي قدمتها له الحرب السورية على طبق من ذهب، وهو يسعى للوصول إلى مرحلة إقامة كيان شبيه بالدولة، بدعم أمريكي.

طبقت واشنطن خطة على مراحل من أجل حزب الاتحاد الديمقراطي.

نظمت صفوف الحزب أولًا. بعد ذلك أعدت الأرضية من أجل ممارساته الديموغرافية، وأخيرًا سلحته بأحدث الأسلحة. وأجرت فعاليات التدريب والتسليح، التي أوجدتها لمحاربة الأسد في البداية، من أجل حزب الاتحاد الديمقراطي فقط.

والآن، نجد في مواجهتنا وحدات حماية الشعب القادرة على استخدام كل الوسائط الحربية في عفرين. أما في منبج ومنطقة شرق الفرات فتمتلك جيشًا قوامه 30 ألف عنصر، مزودًا بأحدث الأسلحة، ويمتلك تقنيات كافة الهجوم والدفاع، ومهارات الحرب الإلكترونية.

وفيما يتعلق بتركيا قالت الولايات المتحدة في مختلف مراحل الحرب السورية إنها ستبعد وحدات حماية الشعب عن الحدود، وإنها تعارض توحيد الكانتونات، وإنها ستحول دون انتقال الأسلحة الممنوحة للوحدات إلى حزب العمال الكردستاني.

لم ترغب الولايات المتحدة باتخاذ موقف جديد سوى اعتبار "حزب العمال الكردستاني تنظيمًا إرهابيًّا"، ولم تفِ بأي وعد قطعته. لم تخلِ منبج من وحدات حماية الشعب، ولم تستعد الأسلحة التي وزعتها عليها.

والآن تحاول اختبار عزم أنقرة بخصوص عملية منبج، عبر مقترحات من قبيل إنشاء منطقة آمنة. يتوجب قراءة التصريحات التركية حول تواصل عملية عفرين بالانتقال إلى منبج، من خلال هذه النقطة في العلاقات مع الولايات المتحدة.

وينبغي الأخذ بعين الاعتبار منطقة شرق الفرات، التي تعادل ثلث مساحة سوريا، ويسيل اللعاب لاحتياطي الطاقة فيها، حيث يفرض حزب الاتحاد الديمقراطي سيطرته.

تحاول الولايات المتحدة السيطرة على هذه المنطقة بشكل دائم عبر الحزب، الذي تسعى إلى إدارجه في الحل السياسي. وتريد الاحتفاظ بإمكانية إثارة الاضطرابات الداخلية في تركيا على نحو دائم من خلاله.

أطلقت تركيا عملية عفرين، التي يتطلب إنجازها بنجاح، صبرًا كبيرًا.

نتحدث عن عملية سيستغرق الوصول إلى مراحلها النهائية أشهرًا.

وعندما طرحت سؤال "متى تبدأ عملية منبج؟" في أنقرة، جاءتني الإجابة على النحو التالي:

"إن لم تُنفذ عملية منبج ستكون نظيرتها في عفرين قد انتهت".

المصدر: صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس الكاتب: سربيل تشويكجان
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ