مع "إقتراب ساعة النهاية".. حرب على الثورة
مع "إقتراب ساعة النهاية".. حرب على الثورة
● مقالات رأي ١ مايو ٢٠١٥

مع "إقتراب ساعة النهاية".. حرب على الثورة

أرهق كاهل الثورة السورية الحرب النفسية التي تخاض ضدها من كل الجهات بغية إضاعة البوصلة و تشتيت الأفكار و الجهود ، أكثر من أي نوع من أنواع الحروب التي تم توجهيها ضدها ، هذه الحرب التي استعرت أكثر مع إقتراب ساعة النهاية التي اجتهد الثوار على مختلف الجبهات المشتعلة أو التي هي تتحضر للإنطلاق ، للوصول إلى تلك اللحظة التي انتظرها السوريين على مدى أربع سنوات.

ما يمكن قوله أن الثورة السورية استطاعة في عامها الخامس كسر غالبية القيود و تحقيق ما عجزت عنه طوال سنوات ، و يكفي الشهور القليلة الأخيرة التي أدت لقلب الموازين على الأرض ، بخلاف ما كان المحللون يقولون أن "العام الخامس سيكون صعباً".

هذا التحسن الكبير على الأرض و التنسيق و التوحد و العمل المشترك ، دفع أعداء الثورة و حتى من يدعون صداقتها ، لخوض حرب غير عسكرية ، و إنما نفسية تؤدي إلى وهن الثوار و التقليل من إنجازاتهم و الحد من إنتصاراتهم لضمان إستمرار الوضع على ماهو عليه ، أو الوصول إلى الصيغة التي تناسب مصالحهم.

الحرب النفسية التي تخاض على أعلى المستويات ، ويشارك البعض فيها عن دراية أو غباء ، تتمثل بالسعي باتجاه حل سياسي ، و إستغلال الأوضاع الميدانية التي تشهد قفزات متتالية و مستمرة ، كوسيلة ضغط بغية إخراج الأسد من السلطة والحفاظ على الهيكلية العامة للنظام .

جنيف 3 أو مؤتمر القاهرة أو مؤتمر الرياض ( الذي تم إلغاءه في المرحلة الحالية ) أو مباحاثات البلد الفلاني أو بإشراف المبعوث هذا أو استخدام تلك المظلة ، كلها أسماء إلى أمور يسعى من خلالها جميع رافضي انتصار الثورة والمضي نحو الإنهاء لوجود الأسد ، إنهاءً عسكرياً كما بدأه الأسد الأسد عسكرياً ، لإيقاف هذا التقدم العودة لطاولة السياسة وتحقيق كل طرف لمصالحه الخاصة ، دون أي مراعاة لمصالح السوريين .

مضحك جدا الحديث عن اتفاقات و توافقات على أن شكل الدولة القادم في سوريا سيكون من صبغة معينة ، إضافة للحديث عن التقسيم ، أو حرب تالية لإسقاط الأسد ، و تسريبات و قراءات و استشراقات من هذا و ذاك ، و كأنهم قادرون أو يملكون شيء على الأرض ، ومع تكرار اسطوانة أن لا حل عسكري للأزمة في سوريا ، و إنما الحل سياسي ، و كيف هذا الحل الذي بقي الشعب ينتظره أربع سنوات و هو يحتمل كل أنواع الموت و التدمير .

هناك حرب تدار بين الأطراف الخارجية حول كيفية انهاء الأسد (عسكرياً – سياسياً) ، و لكن تلك الحرب لاتجد مكاناً لها على الأرض التي تتجه  إلى أنه  لن يكون هناك حل سياسي حالي ، إنما الحل سيكون عسكرياً ، فالثوار لن يتراجعوا بموجب صفقات تجعل المجرم مجرد "منفي" ، و لا حتى الأسد سيكون راضٍ عن سحب الملك منه ، و إن رحل بشخصه سيبقى حاضراً بنظامه ، و كأن الثورة لم تقم و كل ما حدث عبارة عن موت مجاني .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ