مقومات حزب الله في سوريا
مقومات حزب الله في سوريا
● مقالات رأي ١٠ نوفمبر ٢٠١٧

مقومات حزب الله في سوريا

تصب جميع الاستهدافات التي تتعرض لها مذخرات ميليشيا " حزب الله " في سورية, في عرض نهاية الطريق لتلك الميليشيا داخل الأراضي السورية برغبة دولية .

لاسيما آخر تلك الاستهدافات كانت الغارة الإسرائيلية في 01 . 11 . 2017 على مستودعات الحزب في "حسياء" جنوب مدينة حمص.

وفي المسار ذاته توالت الأحداث داخل الحكومة اللبنانية , لتكون بمثابة زيادة الضغط على وجود الحزب , آخرها استقالة رئيس الحكومة "سعد الحريري" والتي لا تخلو أيضاً من مآرب أخرى لسنا بمعرض الحديث عنها .

تعد أهم المعطيات التي يضطلع بها الحزب لمد جذوره في المنطقة , بالانتصارات التي أراد تحقيقها من خلال مساندته لنظام الأسد , والتوسع بمرجعية الحزب وأفكاره في العمق السوري من ناحية أخرى .

يتضح بعد حين أن قادات حزب الله على تأهب دائم لما سيصدر من قرارات واتفاقيات من شأنها الحد من سيطرته على مناطق في سورية أو بتر أطرافه بشكل كامل بعد انتهاء الاعمال المبتغاة من عناصر الحزب فيها. فما تلك الضغوطات الا نتيجة اتفاقيات دولية تقضي بعدم السماح بوجود قوات لإيران وحزب الله في سورية.

وبدى ذلك جلياً بعد انتقال روسيا على الأراضي السورية من صفة "المتدخل المستشار" الى "المتدخل الفاعل" وصولاً الى حلولها محل النظام السوري فيما يتعلق بإدارة الدولة بعمقها الإستراتيجي. ليتجه الحزب الى تحقيق تطلعاته بعد التيقن أن الحزب لن يبقى في سورية بثقله العسكري ولو بالحدود الدنيا. خاصة أن "حزب الله" ليس كأي حزب في بنائه العقائدي وهيكليته وآليات عمله , فما كان منه إلا إيجاد صلة الوصل لمستقبله في سورية والاستمرار كحالة عسكرية , وذلك بإيجاد اليد الطولة الحافظة له ولوجوده معتمداً بذلك على شخصيات سورية لا  يشك بانتمائها وولائها .

وما تلك الشخصيات إلا من أبناء سورية منبتاً ونسباً, لكن لبوسهم وعملهم يندرج ضمن النسق العام والخاص "لحزب الله" لينتقل الحزب بهم من الباحث عن ميليشيات تسانده في حربه المزعومة , الى ميليشيات تنتهج نهجه وتسير بحمله الذي يتبناه منهجاً وعقيدة وعمل .

دغدغ الحزب مشاعر البعض منهم بالشعارات العقدية كزعمه الولاء "لآل البيت" باعتبار أولئك الأشخاص يعود نسبهم "لآل البيت" كما يفترض. والدعم السخي لتحقيق أحلامهم بقيام علاقات تشاركية معهم.

متن الحزب خلال سنوات من العمل على تنمية أفكاره وآليات عمله لدى تلك الشخصيات , لتفضي النتائج بانسلاخ تابعيه عن محيطهم وبيئتهم متبنين عقيدة الحزب بأفكاره وأهدافه . فباتوا أصلاء أصحاب مبدأ وقضية لا وكلاء عن الحزب.

تجلت تلك الصورة في تشكيلات عسكرية انتشرت في عدة محافظات في سورية , منها "لواء الإمام الباقر" بقيادة "عمر الحسين" . يضم هذا اللواء مقاتلين من أبناء قبيلة "البقارة" في حلب , جيش العشائر المنتشر في مناطق الرقة بقيادة "تركي البوحمد" ولن يكون آخر هذه التشكيلات "قوات النخب" التي أسسها "نواف راغب البشير" تحت غطاء حزب الله ودعمه الكامل .

تجارب عدة , اكسبت حزب الله قدرة على المناورة والحركة بما يفيد تمتين قواه . وحتى وقتنا هذا وبالأخص على الأراضي السورية , ورغم أنه مترنحاً إلا أنه لا يفتئ البحث عن كافة المعطيات بشتى السبل للبقاء . ليثبت في كل حين انه العدو الأخطر على معطيات التحرر التي ضحى لأجلها الشعب السوري .


الكاتب: آمال سلوم
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ