نهاية حرب حلب بداية اشعال نار الفتنة الايرانية – الروسية
نهاية حرب حلب بداية اشعال نار الفتنة الايرانية – الروسية
● مقالات رأي ١٥ ديسمبر ٢٠١٦

نهاية حرب حلب بداية اشعال نار الفتنة الايرانية – الروسية

لم تكن مأساة حلب بالأمر المستبعد، ولم يكن أمام فصائل المعارضة المسلحة حل أخير غير الموافقة عل الشروط التي وضعتها روسيا بعد أن باتوا في خانة "اليك"، فلم يعد بمقدروهم أن يصمدوا في وجه تقدم قوات النظام والميليشيات الشيعية الإيرانية والطيران الروسي، وإن صمدوا في وجه الحملة الشرسة  لأسابيع، فالذخيرة لن تبقى بين أيديهم أكثر من أيام، ولن يكون هناك ما يقيت الأهالي في تلك البقعة الصغيرة من الأرض التي حوصروا فيها.


على الرغم  من حزن السوريين من منحدر معركة حلب، إلا أن اقتراب كل من روسيا و ايران من اتمام خططهما المتعلقة بسوريا، سيسرع عجلة الحرب الدفينة بين الطرفين، لتتخذ شكلا واضحاً في وقت قريب جداً، لاسيما مع ظهور أولى علائمه مع رفض ايران تنفيذ بنود الاتفاق بين روسيا والفصائل المعرضة بوساطة تركية لخروجهم والمدنيين من حلب، فالمشاريع الايرانية-الروسية تتعارض بشكل واضح مع اقترابهما من قطاف الثمار، روسيا من جهتها تسعى لإتمام تنفيذ ما يعرف بخطة " m5 " بالسيطرة عى المدن الكبرى و ضمان آمان خطوط الامداد بينها، تلك الخطة التي وضعت منذ بدء التدخل الروسي منذ أيلول 2015، وبحسب ما هو مخطط لم يتبقى أمامها سوى الغوطة الشرقية في ريف دمشق، والرستن في حمص، وبعض المدن والبلدات في ادلب وريفها التي تقع على طريق حماة – حلب، في الوقت الذي تنتظر ، بسرور لقرب اكتمال هلالها  الشيعي مع وصول مليشيات الحشد الشعبي إلى مشارف سوريا بعد الموصل، الأمر الذي يجعل الصراع الامبراطوري بين الروس والايرانيين ملموس.


بعيداً عن هذا الصراع الثنائي، يبدو أنه لم يدرك الكثيرون مدى خطورة السيطرة الروسية الايرانية على حلب، لاسيما الوطن العربي عموماً والخليج العربي على وجه الخصوص، والذي أمسى بعد السيطرة على حلب هدف قريب المنال، وبالرغم من كل المساعي الخليجية لإطالة مدى الحرب في سوريا لتبعد عم محيطها خطر التشييع الشيوعي، إلا أنها لم تستطع أن تطله، لتكون دول الخليج في مهب ريح الشيعة عن قريب.


الانحسار الراهن لفصائل المعارضة المسلحة، هو انتكاسة قاسية للمعارضة، وربما تكون بداية لثورة جديدة من المفترض أن تقوم على اتحاد الفصائل المقاتلة والرضى بإقصاء جبهة النصرة، مع تحرك القوى السياسية المعارضة في الخارج لوضع استراتيجية واستغلال الشرخ الايراني-الروسي، وفي حال أخفقت قوى المعارضة السياسية والعسكرية على رسم استراتيجية هادفة في هذه الحقبة من الزمن، ستكون سوريا أمام منعطف خطير يظهر بعده المزيد من المتطرفين والمقاتلين الأجانب على أراضيها، وهذا الأمر بدى واضحاً من خلال المظاهرات التي قامت في عدة دول تضامناً مع حلب، والتي اتسمت بصيغة اسلامية دعت للجهاد في سوريا،  لنكون أمام استنساخ جديد لتجربة أفغانستان والعراق، يحول سوريا الى مصدر للارهاب، الأمر الذي سيستفيد منه النظام السوري وحلفائه لرفع العقوبات المفروضة عليه بمقارنتها مع انتشار جماعات توصف ب"الارهابية"، وبالتالي استدراج الأسد وأعوانه لمساعدات مادية من كافة الدول التي تخاف على مصالحها.

الكاتب: رنا جاموس
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ