هل نحقد على "داعش" لنقبل بأي شيء يزيلها .. أم نبغض "الانفصاليين" لحد التمني لهم "الانكسار" ؟؟
هل نحقد على "داعش" لنقبل بأي شيء يزيلها .. أم نبغض "الانفصاليين" لحد التمني لهم "الانكسار" ؟؟
● مقالات رأي ٢٥ مايو ٢٠١٦

هل نحقد على "داعش" لنقبل بأي شيء يزيلها .. أم نبغض "الانفصاليين" لحد التمني لهم "الانكسار" ؟؟

تفتح المعركة التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية باتجاه الرقة لـ"تحريرها" من داعش، بدعم أمريكي غير مسبوق جوياً و برياً و تسليحياً، و حتى كغطاء دولي و تسامح لامحدود مع كل ما يمكن أن يحدث بعد ذلك من تهجير أو تطهير أو ادخال في خارطة فيدرالية تمهيداً لإتمام عملية الانفصال.

يحار المرء اليوم كيف ينظر إلى هذه المعركة و الجلبة التي تقابلها بشكل مشابه تقريباً في العراق و معركة "الفلوجة"، و إن تغيرت العبارات إلا أن الرايات الصفراء تتشابه بين حشد طائفي و قوات انفصالية، و العدو الشكل واحد، و لكن المتضرر الحقيقي و الفعلي هم المدنيين، و وحرفياً و أكثر دقة "السنّة"، فهم سيخسرون أرضهم و حياتهم و كل ما يمكن أن يجعلهم موجودون على الخارطة الجغرافية أم الديمغرافية في المنطقة.

في الحقيقة التقدم باتجاه الرقة ليس بالأمر الصعب، في واقع الأمر فالتحالف الدولي عندما يضع خطة و يتحضر لتنفيذها فهو ينجح حتماً ، نظراً للإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها و القدرات على التمهيد الجيد لأي قوة تتقدم على الأرض ، لدرجة من الممكن أن يكون التقدم عبارة عن ممارسة لرياضة "المشي" مع بعض الهرولة، مع إمكانية ممارسة هواية التقاط الصور التذكارية التخليدية للحظات لن تنسى.

فالتقدم باتجاه الرقة و بدعم التحالف شيء بات مفروغ منه، و لكن هل لنا أن نسعد بهذا التقدم و نهلل له كونه سيقضي على أهم مراكز من طعن بالثوار و حاربهم أشد حرب ، أم نحزن لأن الاستبداد الذي سيتم بين داعش و قسد ، ما هو إلا استبدال ألوان بذات التصميم و التفاصيل، التي لن يكون معهما أي وجود للسكان الأصليين للمنطقة ، و المكوّن الذي بنى و أسس الحضارة و بنفس الوقت شهد على تدميرها من قبل الجميع.

هناك نوع من اختلاط المشاعر يوغل في الصدور حقد من نوع مغاير لما عرفناه، فمنّا من يقول "اللهم اضرب الظالمين بالظالمين و أخرجنا من بينهما سالمين"، و هناك من لايهتم فالأمر مرتزقة فيما بينهم و الاثنين إلى زوال، و آخرون قرروا الاصطفاف إلى جانب هذا الطرف أو الآخر بوازع ديني أم قومي، و لكن عندما نتخذ أي موقف هل نكون قد وفقنا و أرحنا ضميرنا ووجدنا السلام الداخلي.

أصدق ما يكن قوله فيما يتعلق بهذا الأمر، أن المسلمون "السنة" يسيرون إلى فنائهم في المنطقة، مرغمين و صاغرين و في الوقت ذاته سعداء أنهم سينتهون من عالم مارس ضدهم كل أشكال الإبادة و التلويث و التشويه، دون أن يرف له جفن  ، لذا فقرروا الذهاب إلى الله بأقدامهم علّهم يجدوا بعض العوض.

المصدر: شبكة شام الاخبارية الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ