هل نريد مضادات طيران فعلاً ..؟؟؟
هل نريد مضادات طيران فعلاً ..؟؟؟
● مقالات رأي ٩ مايو ٢٠١٥

هل نريد مضادات طيران فعلاً ..؟؟؟

يتصدّر خبر إسقاط طائرة دائماً نشرات الأخبار في الخبر الأول ، ويُدرج ضمن "الخبر العاجل".

ويطمح الكثيرون أن يحصل الثوَّار على صواريخ مضادة للطيران تتفوق على المضاد التقليدي الموجود لدى كل الكتائب وهو الدفع عيار "23مم" ، ومنها الحراري كالكوبرا والستينغر وغيرها.

ولكن ما أهمية تقديم الدول الداعمة لأسلحة نوعية مضادة للطيران ؟

ولماذا لم يقدموا ذلك السلاح حتى الآن ..؟

أولاً المقاتلون على الأرض المعركة ليسوا بحاجة ماسة لمضادات الطيران كحاجتهم لمضادات الدروع مثلاً ..!!!

ففي المعارك الطيران لا يغير الموازنة كما تغيرها الدبابات والصواريخ والراجمات والمشاة على الأرض .

وفي المعارك بالكاد تقدّم الطائرات تقدماً للجيش مقارنةً بما تقدّمه الأسلحة الثقيلة والمتوسطة الأخرى .

بل إن كثيراً من المعارك كنا نرى فيها تفاصيل الطائرة بوضوح شديد لشدة اقترابها ، بينما المعركة على الأرض مستمرة والتقدم مستمر والجيش ينهزم ويتقهقر.

والطيران الحربي يضرب مسرعاً ويهرب (خوفاً من المضاد عيار "23") مما يجعل أهدافه غير دقيقة أبداً، بينما الهلوكوبتر ذات الدقة بالتصويب بالكاد تستطيع الاقتراب لنفس السبب .

خصوصاً أن معارك كبيرة تتجاوز فيها أعداد المدافع المضادة للطيران العشرة مدافع من عيار "23"..!!

ولم يحدث أن هزمنا في معركة بسبب الطيران ، بينما مشاة الحرس الثوري الإيراني أحدثوا تغييراً في مسار إحدى المعارك .

____________

ولعل غرابة هذا الكلام تكمن في أن عدد المجازر التي تجري جرّاء غارات الطيران والبراميل تتجاوز بعشرات المرات أعداد الشهداء الذين يسقطون جراء قذيفة هاون أو صاروخ ..

بل إننا لا نكاد نجد فرقاً بين نتيجة ضرب صاروخ "سكود" وبين رمي برميل من طائرة ..!!

فكيف نقول أن الثوار ليسوا بحاجة لمضاد طيران وأن الطيران لا يؤثر بهم ؟؟

...

إن الثوار في معاركهم ولحماية أنفسهم بل ومقراتهم ليسوا بحاجة ماسّة لتلك المضادات ..

ولكن الحاجة الماسّة لتلك المضادات تكمن في حماية المدنيين ..

حماية سكان أحياء حلب والغوطة وحماة وحمص وغيرها .

غارات الطيران تُكثر من استهداف المدنيين .. تقتل النساء والأطفال والشيوخ ..

تهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها .

بل إنَّ غارة واحدة تهدم بناءاً قد تخلف عشرات الشهداء .

وبرميلاً واحداً قد يدمر حياً بأكمله .

فنحن بأمس الحاجة لتلك الأسلحة النوعية لحماية الأبرياء من المدنيين . ولمنع الموت عن هؤلاء .

وإن كان المجتمع الدولي والعربي يتقاعس عن الإمداد بمضادات الطيران بدعوى التوازن أو لدواعٍ عسكرية فإن تلك ذريعة كاذبة .

لأن هذا السلاح أول ما يحمي فإنه سيحمي المدنيين ، وأكبر تأثير سيكون على أرض المعركة إنما هي منع الطيران من قتل الأطفال والنساء وتهديم الأحياء المدنية .

والمعارك التي تجري على الأرض لن تتوقف إن توقف الطيران .

ولن يتأثّر حزب الله -مثلاً- أو الحرس الثوري إن خاضوا معركة بلا غطاء جوي .

ولن يحقق الثوار تقدماً على الأرض إن فقدوا مضادات الدروع وحصلوا على مضادات الطيران .

ولم ينتصر حزب اللات في القصير ، ولم يجهز ليبرود الأبية الصامدة طائرة واحدة ..!

بل إن كثيراً من الصفقات الدولية الكبيرة التي عقدت لدعم ألوية في الجيش الحر لم يهتم فيها القادة بمضادات الطيران بمقابل اهتمامهم بمضادات الدروع..! كما شاهدت بنفسي ذلك .

لذلك ، فالمجتمع الدولي والعربي يساهم مباشرة بقتلنا ، وذبحنا ، وتهديم مدننا وأحيائنا ، وإبادة أطفالنا ونسائنا ورجالنا ، وتهجيرهم ، وذلك عبر منع وحجب ما يمنع قتلهم ، ويحميهم ، ويطرد الموت الذي يخيم فوق رؤوسهم .

فلكم أن تعرفوا أيها الشعب السوري إلى أي حد يتآمر الصديق قبل العدو علينا .

لدرجة أنه حتى حماية الأطفال والنساء والمدنيين ممنوعة عنا ..!!

 

الكاتب: ابراهيم كوكي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ