هل "هدنة" الفوعة.. أقرب إلى الـ "فتنة" من حل "جزئي"
هل "هدنة" الفوعة.. أقرب إلى الـ "فتنة" من حل "جزئي"
● مقالات رأي ٢٧ سبتمبر ٢٠١٥

هل "هدنة" الفوعة.. أقرب إلى الـ "فتنة" من حل "جزئي"

أحدثت التسريبات التي خرجت حول الإتفاق الذي توصل إليه جيش الفتح و المفاوض الإيراني ، حول قريتي الفوعة و كفريا وما يقابلها في الزبداني ، حالة من عدم التوازن و الاختلاف بالتعاطي مع نتائجها ، فالبعض رحب و ووجد بوادر "إنتصار" ، والبعض الآخر هاجم واعتبر أنها عبارة عن لعبة او مؤامرة ، فتحولت الهدنة المرتقبة لما يشبه الفتنة في إدلب .

المؤيدون و المهللون للهدنة التي ستكون لستة اشهر مبدئية ، يجدون فيها انتصاراً للثوار ، وتثبت قدرتهم على ارغام ايران الجلوس على طاولة المفاوضات لعدة مرات ، و اخذ تنازلات كالمعتقلين ، و اخراج المصابين ، و زرع الهدوء في منطقة كانت آيلة للسقوط .

في حين يجد المعارضين لها انها تعتبر بداية غير مبشرة كخطوة سياسية لجيش الفتح ، الذي دخل في تفاوض مع ايران التي يعتبرونها العدو الاول و الاساسي للسوريين ، سبب مركزي في مأسآتهم ، و يمضي المنتقدين لبنود الإتفاق ، للحديث و بصوت أعلى و لهجة أشد ، حول المناطق التي اتفق عليها لتكون خارج مهام طيران الأسد ، وإبقاء مناطق أخرى تحت رحمة القصف و الموت اليومي .

خرق الهدنة بالأمس هلل له الكثر و اعتبروه مشيئة إلهية لإنهاء اتفاق يذكر بمشهد "ثوار حمص" قبل عامين ، في حين يمكن تحليله بأنه رفض من النظام لما تم الإتفاق عليه من قبل المفاوض الإيراني ، الذي رد عليه طيران الأسد بقرار من قيادات داخل النظام لها مشكلات مع التحكم الإيراني المطلق بالقرار في كافة مفاصل الحكم في سوريا الأسد .

وفي كل الحالات ، الوصول إلى اتفاق يرضي الجميع هو شيء ضرب الخيال ، و مستحيل الحدوث في الحالة السورية ، لكن مشكلة عدم القبول تكون أشد وطئة و صعوبة ، عندما تواجه رفضاً شعبياً على الأرض ، وماحدث بالأمس من قطع الاستراد في ادلب و مظاهرات في كفرنبل ، وتبادل الإتهامات بين المناطق المشمولة بالحماية ، و المناطق التي بقيت خارجة عن الحماية ، تنبئ بأن تطبيق الهدنة على الأرض قريب من الفتنة أكثر من الحل ولو كان جزئي أو وقتي .

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ