هل يستخدم الثوار الكلور من جديد..!؟
هل يستخدم الثوار الكلور من جديد..!؟
● مقالات رأي ٧ مارس ٢٠١٥

هل يستخدم الثوار الكلور من جديد..!؟

لا غرابة أن نشهد خلال الأيام القليلة القادمة ظهور جديد لاستخدام غاز الكلور كسلاح فتاك في الحرب السورية ، و لا غرابة أن يتم ذلك على منطقة أو منطقتين من المناطق الخاضعة لقوات الأسد ، فالجهود التي بُذلت طوال الشهور الماضية يجب أن لا تضيع سداً.

خرج بالأمس مجلس الأمن منتصراً على ذاته باستحواذ قرار على موافقة 14 دولة ، و امتناع واحدة عن التصويت دون ابداء الرفض ، حول ادانة استخدام غاز الكلور كسلاح فتاك في الصراع الدائر في سوريا .

القرار المعجزة جاء أصماً و أبكماً عن المرتكب لهذه الجريمة ،  ليكتمل الفصل الجديد من الجهود الروسية التي قادة حملة شعواء ضد أي محاولة لوضع نظام الأسد حتى في خانة الاتهام و ليس الإدانة.

فبعد الاستخدام الأشهر و الأوضح في غوطة دمشق في آب 2013 ، و ما تبعها من تهديدات باستخدام القوة ضد الأسد كونه تجاوز خط أوباما الأحمر ، هدّأت روسيا الأوضاع و تم الاتفاق على نزع أنياب نظام الأسد الكيميائية ، و دفن الجريمة مؤقتاً ريثما تهدأ العاصفة و يجد مخرجاً يكون مضموناً كما اعتادت القذارة الروسية على دفن جرائهما.

و خلال الشهور الأربعة الماضية دأبت روسيا توجيه نظام الأسد لإعداد تقارير عن وجود مواد كيماوية لدى المعارضة عموماً ، و تنظيم الدولة بشكل مسمى و عريض ، لتتالى بعدها التقارير واحداً تولى الآخر و تعمل روسيا على بثها و تأكيدها و توثيقها ، بالتزامن مع أحاديث و تقارير من منظمة نزع الأسلحة الكيميائية التي تخرج بين الفينة و الأخرى لتقول أنها دمرت منشأة أو اثنتين أو انها باتت قريبة من انهاء السلاح الكيماوي الموجود لدى الأسد ، حتى عندما أرسلت الأمم المتحدة لجنة لتقصي الحقائق حول استخدام الكيماوي كان الطلب محدداً أن يتم التثبت من استخدام هذا السلاح ، دون التطرق أو الاقتراب من قام بهذا الفعل !!.

هذه الجهود تم تكلليها بقرار اخذ ظاهره أنه أمريكي ، و دون علم روسيا ، ولكن مع صدوره و قبول و سعادة روسيا به ، بات الأمر واضحاً ، أن "الطبخة انتهت" و بحاجة لبعض المنكهات لتكون جاهزة تماماً.

خلو القرار من تسمية المجرم و تضمينه لغة التهديد تحت الفصل السابع لمن يستخدم هذا السلاح في المستقبل ، فإن الأمر يدل على أن الحسم و توجيه ضربة إضافية للثورة و الثوار ، لتكون عمليات القصف و التدمير و القتل مباحة و مسموح بها ، و حتى مع مساندة دولية .

ولا غرابة أن يكون تفكيرنا هكذا و لا غرابة أن نتحضّر لفصل جديد و تهمة جديدة تساق إلى الثورة و الثوار ... فاليوم نحن إرهابيين ، طائفين ، غائرين في الاجرام ، متمرسين في الإتجار بالدم ، نستجلب مقاتلين من كل العالم المنافق ، و لم يعد ينقصنا إلا استخدام السلاح الكيماوي لنكون قد أنهينا كافة فصول الجريمة بحق الوطن .

الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ