هل يظن الحزب و حاضنته أنهم سيحصدون "الورود" أم يصلون لـ"المهدي" الموعود !؟
هل يظن الحزب و حاضنته أنهم سيحصدون "الورود" أم يصلون لـ"المهدي" الموعود !؟
● مقالات رأي ١٣ نوفمبر ٢٠١٥

هل يظن الحزب و حاضنته أنهم سيحصدون "الورود" أم يصلون لـ"المهدي" الموعود !؟

تضاربت التعليقات حول ما حدث بالأمس في أحد أحياء الضاحية الجنوبية مركز الثقل لحزب الله ، التابع ( فكرياً – مادياً – دينياً - ....) لإيران ، واختلف المعلقون بين مندد و مؤيد وداعي للمزيد ، هذه الفجوات دفعت للتساؤل هل الحزب و حاضنته زرعوا بذار الورود فخرج لهم الشر اللؤم أم أنهم عكس ذلك .

لا شك بأن المنددين يحملون في قلوبهم مبادئ تقول بأنه يجب تحييد المدنيين ، و لا يجب معاقبة إلا المجرم ، و مال إلى ذلك من حجج مدعمة ببراهين دامغة و محقة .

وفي المقابل تعاد قائمة مبررات المرحيبن والداعين للمزيد ، في شكل معاكس ، فخمس سنوات كانت كافية لإنهاء أي شعور أو حس مما يقوله المنددون ، فالحزب كان مشاركاً منذ أول رصاصة وجهت للشعب في سلميته ، وكان إلى جانب أول قذيفة وجهت إلى بيوت الآمنين ، وهو أوغل و اعتبر أن معركته في سوريا معركة مصيرية ، و حول المدن السورية واحدة تلوا الأخرى إلى نقاط و جسور العبور إلى "القدس" الموعودة بمذهبه "الإثني عشري" لتكون تجمعاً لهذه الملة بإنتظار مهديهم و المشاركة في جيشه .

مليون شهيد سوري و ملايين المشردين ، و ضغوط من كل حدب و صوب ، و غرق في الدم إلى ما فوق الأنوف ، الإيغال في الحشد المذهبي و "تقديس" الحرب ضد الشعب السوري ، الذل و الإهانة للسوريين المتواجدين على الأراضي اللبنانية و أخرها أحداث عرسال ، القصف بأقذر الأسلحة و إرتكاب أحقر المجازر ، فهل سيكون مقابل كل هذا ورود تعاد للقاتل أم هي طريقهم الواضحة نحو الـ"المهدي" المنتظر ، الذي لن يظهر حتى يعم الظلم ، فلذا هم يمهدوا له من خلال الشعب السوري ، فإن كان كذلك فلا بأس بأن يذوقوا بعضاً من ذلك الظلم ، فإنتظار المهدي يتطلب التضحية ، و بقاءه متخفياً كل هذه القرون موضع اجحاف بحقه .

حتماً زرع الحزب و حاضنته ، بل و طائفته لن يكون حصاده قمحاً أو قطناً أبيضاً ، وحتماً سيكون أحمراً قانياً ، له جريان لن يتوقف أو يصاب بالتجلط .

ليس فرحاً بماحدث بالأمس ، و لكن هي قراءة لمسببات الأمور ، فليس علينا مواجهة النتيجة ، بل يجب أن نعود لأسبابها التي دفعت لذلك ، و لكن الأسباب لازالت تعمل و مستمرة و بشكل أكبر سواء من حيث التدخل أو خلق العدو الوهمي لهم "داعش" ، و بالتالي النتيجة الصغيرة التي حصدتها الضاحية بالأمس ، ماهي إلا من ضمن الأسباب ، التي ستكون نتائجها فوق التوقعات .

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ