وكم يؤلمنا أن تصوب سلاحك لصدورنا .. "لست بثائر"
وكم يؤلمنا أن تصوب سلاحك لصدورنا .. "لست بثائر"
● مقالات رأي ٢٠ ديسمبر ٢٠١٩

وكم يؤلمنا أن تصوب سلاحك لصدورنا .. "لست بثائر"

من المؤلم أكثر من القصف والموت ما تعرض له المتظاهرين في باب الهوى اليوم وفي المرة الماضية، من مواجهة مباشرة من قبل أمنية هيئة تحرير الشام التي واجهت أبناء ريف إدلب الغاضبين ممن دمرت مدنهم وبلداتهم وقتل أبنائهم أو أقربائهم بالرصاص الحي واليوم بالغاز المسيل للدموع كما فعل الأسد بحق المتظاهرين وما أقساه من موقف عندما يجد ذلك الناشط الذي وثق كل جرائم النظام اليوم أمام من يظنهم أنهم لحمايته ليقوموا باعتقاله وضربه لمجرد أنه يحمل الكاميرا ليصور احتجاج الغاضبين ...

وما أقساها من موقف حين يجد ذلك المدني المشرد المهجر من أرضه وبلده بعد أن خسر كل شيئ ذلك المقاتل الملثم يحمل سلاحاً ويوجه بندقيته باتجاهه ليمنعه من حقه في التظاهر والغضب وتفريغ مافي قلبه من أوجاع وآهات وآلام لا يمكن للجبال أن تتحملها، وكيف يمكن لنا أن ننظر لهذا المشهد أو نحلله عندما نجد سلاح من يجب أن يحمينا يوجه لصدورنا.

طيلة السنوات الماضية واجه الشعب السوري كل أصناف العذاب والموت، وحرم من كل حقوقه في الحياة، فقط لأنه رفع صوته وطالب بالحرية وخرج لساحات التظاهر ليعبر عن رأيه، فواجهه الأسد بالرصاص والغازات المسيلة للدموع قبل أن يستخدم الطائرات والمدافع والراجمات والأسلحة المحرمة لقتل ذلك المتظاهر السلمي.

واليوم، يتكرر المشهد ولكن بأيادي وبنادق من المفترض أن تكون لحمايتنا لا لقتلنا، ليس الرصاص وحده، بل استخدمت الدبابات والرشاشات لاقتحام المحرر، وقتل الأخ أخاه وشابت العداوة بين أبناء القرية والبلدة والريف، وتقسم المحرر وأنهيت فصائل وقتل أبرياء في حملات بغي متكررة، لم يكن الأسد طرفاً فيها، قبل أن يواجه المتظاهرون بالرصاص في الساحات ضمن المحرر ويمنع رفع أعلام الثورة وتحرم مدن من التظاهر وتحاصر أخرى بالدبابات.

أن تصوب سلاحك لصدر مدني لست بثائر، أن تعتقل ناشطاً إعلامياً أو تضربه أو تهينه أو تصادر معداته لست بثائر، أن تغلق طريقاً في وجه متظاهر بدل أن تحميه لست بثائر، أن تمنع رفع علم الثورة لست بثائر، أن تطلق الرصاص في منطقة محررة لست بثائر، فالجبهات أولى بعنترياتكم ومراجلكم على المدنيين والنشطاء هم من رموز ثورتنا وصوتها للعالم.

ماذا لو فكرتم بغير هذه العقلية الأمنية التي مارسها وجربها النظام ولم تنفع حتى اليوم في قتل روح الثورة في صدور أبناء الشعب السوري، وماذا لو امتلكتم الطائرات ..؟ هل ستوجهوها لصدورنا .. ألم تحركوا الدبابات في المحرر وتطلقوا الرصاص على المتظاهرين وتحاصروا مدناً محررة .. ماذا بعد ..؟؟

ماذا لو فكرتم بوجع هذا الشعب وآلامه، وخرج منكم قائد رشيد أمام الجموع، ونادى بالمتظاهرين أن اسمعوني، وتحدث لهم بلغة القائد الحقيقي، وشرح لهم ماتواجهه المنطقة من عدوان، ووعدهم بالدفاع عنهم والثبات على الجبهات، وطالبهم بالتظاهر السلمي ووعدهم بتأمين التظاهرة وحمايتها ... ألم يكن خيراً من مواجهة شعب ثائر غاضب بالرصاص وتشويه صورة من يقاتل على الجبهات ويبذل دمه ليدافع عن الدين والأرض والعرض.

ماهو رد ذك الثائر المجاهد على الثغور وهو يواجه أعنف الغارات والقصف والجيوش، عندما يسمع أن أهله المهجرين من مناطقهم والهاربين من الموت يتعرضون للرصاص منه رفاق دربه ومن ظنهم يحمون أهله بغيابه، ماهو موقفنا اليوم أمام الله أمام محنة ومعاناة الشعب السوري كله، وماذا سنقول لمن دمر بيته وقتل أبنائهم وكيف سيثق بكم بأنكم ستحمون ماتبقى له من أرض وأطفال وأنتم توجهون الرصاص لصدره.

ثم من نصبكم حراساً للحدود التركية، ومن قال لكم أن المظاهرات ستضر الجانب التركي، بالعكس تماماً كثرة المظاهرات ونقل صوت المتظاهرة حتى لو اقتحموا الحدود هو ورقة تستخدمها تركيا أمام العالم علها تستطيع تخفيف القصف والموت من باب تهديد العالم بموجات اللاجئين في حال دخولهم الحدود وفتحها أمامهم وربما يكون خيراً ....

المصدر: شبكة شام الكاتب: أحمد نور
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ