“ قُمْ “  .. الروسية
“ قُمْ “ .. الروسية
● مقالات رأي ١٣ نوفمبر ٢٠١٤

“ قُمْ “ .. الروسية

قرأت الشرح المطول للخطيب ولم أستطع أن ألمس شيئاً جدياً سوى تساؤلات، فلمَ لم تدع روسيا إن كانت صادقة الائتلاف -على علاته- طالما أنه الممثل الحالي المتوافق عليه دولياً؟ واكتفت بدعوة "شخصيات" ليس لها تمثيل حقيقي على الأرض؟ ولا ننسى أن الخطيب كان رئيساً للائتلاف -على علاته- واستقال عدة مرات وتراجع عدة مرات،
قال الخطيب أن لديه قوتين ناعمة، وهذه فهمناها، وخشنة وهذه لم نفهمها حيث روّج أن إيران تود الانسحاب واعتبر ذلك مسلّمةً وأنه عنصر قوة في يده لا في يد القوى الكبرى وخاصة بوجود ملف نووي عالق بينهم.
أعتقد أن الزيارة سواءاً كانت بدعوة روسية أو بناءاً على طلب هؤلاء الأشخاص لا تصب إلا في تكريس الانقسام وتعزيزه بين من يدعون تمثيل الشعب السوري. ومن البديهي أن يسمع المبادر في أي لقاء ذات الكلام الوردي حتى لو كان اللقاء مع حكومة الملالي في طهران، تماماً كدساتير الأحزاب فجميعها طوباوية.
آمل أن أكون مخطئاً لكني أرى أن تحركات الخطيب ومن وراءه لها وجهين الأول خاص بهذه الفئة وتسعى لاستقطاب ذلك الجزء من السوريين الغير منتمين أو من تزعزع انتمائهم، وهذا أمر متوقع النتائج فليس كل السوريين منخرطون في العمل المسلح والكثيرون يريدون "سلتهم بلا عنب"، والوجه الآخر دولي يهدف لاستخدام الخطيب ومن معه كبالون اختبار لتحرك قادم باتجاه مؤتمر ماراثوني جديد.
ما يقوم به الخطيب ومن وراءه ألا يشبه  ما جرى ويجري في الداخل حيث توجد فصائل كبرى ثم نسمع في صباح اليوم التالي عن تشكيل فصيل جديد من عدة أشخاص يرفض أن ينضوي تحت لواء أحد قائلاً (أنا غير)؟
السؤال الأكبر، هل نتوقع من روسيا الخير وهي التي تشارك في قتلنا منذ البدية أم نسي الوفد العتيد أن سيرجي لافروف هو المروج الأكبر لإجرام بشار.
ألا ترون أن العودة للشعب السوري والتحدث معه أجدى بكثير من التوجه لعواصم تسببت بمقتل عشرات الآلاف من شعبنا من طهران مروراً بموسكو ووصولاً لواشنطن.
فالرسول عليه الصلاة والسلام وصحبه رضوان الله عليهم وفرنسيو القرن الثامن عشر جميعه لم يكن لديهم تنسيقيات ولم يستجدوا الدعم من أحد بل اعتمدوا على الإنسان الذي آمنوا به وآمن بأفكارهم.

الكاتب: أبو عذاري التركاوي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ