أصدقاء سوريا العرب بحاجة لمن يصلح بينهم
أصدقاء سوريا العرب بحاجة لمن يصلح بينهم
● مقالات رأي ٤ يوليو ٢٠١٧

أصدقاء سوريا العرب بحاجة لمن يصلح بينهم

الدول العربية التي كانت تعرف بالمؤيدة للثورة السورية، والتي دعمت في مرحلة ما المعارضة السورية بوجه النظام وإيران، باتت اليوم بحاجة لمن يدعمها بوجه أزماتها، فحمى النزاعات وحالة الشقاق تتصاعد بين الدول العربية، التي يفترض أن تشكل العمق مقابل النفوذ الإيراني المكتسح يوما بعد يوم..

فأي مشهد قاتم يمكن تصوره لمستقبل النزاع مع ايران، في ظل هذا التراجع المطرد للنظام الرسمي العربي؟ الدول الخليجية متنازعة، وتركيا فقدت الثقة بمعظم حلفائها الخليجيين في الرياض بعد التطورات الاخيرة، وهذا يعني أن الخلافات الخليجية الأخيرة أفقدت اصدقاء سوريا العرب حليفا مهما بوجه ايران، هو تركيا الدولة الاقليمية الأهم التي كان من الممكن ان تشكل ظهيرا للدول الخليجية الداعمة للمعارضة.

بالطبع سيدفع هذا التطور الاتراك للعمل منفردين، وبالتنسيق مع الامريكيين والروس، دون الاخذ بالاعتبار وجود موقف عربي معارض للنظام، وهو موقف تلاشى عمليا في العامين الاخيرين، بل ان شريكا جديدا بات أكثر تاثيرا من تركيا في ما يتعلق بالموقف من الاسد، وهو السيسي، الذي يدفع باتجاه التطبيع العربي التام مع نظام الاسد.

يواصل النظام فرض واقعه العسكري على الارض بالدم والدمار، مدعوما بحلف وثيق منظم من طهران لبيروت، لكن في المقابل، فإن أكثر ما يشغل القاهرة والرياض هذه الايام ليس ضياع هذه الحواضر العربية في الشام والعراق، بل حسابات الثأر من الدولة التي لعبت دورا مهما في إيقاظ روح الثورة والتمرد العربي بوجه الأنظمة الرسمية، وإن كان محكوما بالسقف الأمريكي الذي لا يريد مثلا دعم حركات مقاومة كحماس في فلسطين، وغيرها من تيارات اسلامية، بات الثأر منها يهيمن على طموحات وخطط الدول التي قادت الثورات المضادة..

الكثيرون تعلقوا بالامل بعد زيارة ترامب للرياض، وعلاقته الوطيدة مع هذا المحور الممتد من ابو ظبي للقاهرة، وظنوا ان الجعجعة التي رافقت هذه الزيارة ستنعكس طحنا للمشروع الايراني في العراق وسوريا، وان الدعم الامريكي الوثيق سينعكس بقوة على جهود تلك الدول بمواجهة إيران، وبدأ البعض يسهب بالتفاؤل عن سيناريوهات لإدخال قوات من أصدقاء سوريا العرب مستعينين بالدعم الترامبي الكبير. ولكن تبين ان ما كان يجمعه هذا الحلف من قوة ومن مؤازرة امريكية، انما توجه بالنهاية ضد دولة شقيقة، كانت حليفتهم يوما بدعم المعارضة السورية! ولكنهم اكتشفوا أنها اكثر تهديدا لهم ممن يحتل عواصم اليمن والعراق وسوريا، ويقتل يوميا المئات من العرب، العرب الذين ظنوهم يوما «اصدقاء».

المصدر: القدس العربي الكاتب: وائل عصام
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ