"تنظيم الدولة" .. نظرة من الداخل بعين ألماني دخل و خرج حي ..
"تنظيم الدولة" .. نظرة من الداخل بعين ألماني دخل و خرج حي ..
● أخبار عربية ١١ يناير ٢٠١٥

"تنظيم الدولة" .. نظرة من الداخل بعين ألماني دخل و خرج حي ..

ظهر الصحفي الألماني يورغين تودنهوفر ، العائد من أراضي تنظيم الدولة ، في برنامج  "في العمق" الذي تبثه قناة الجزيرة ، و تحدث خلاله عن تجربته هناك و كيف رأى التنظيم من الداخل و من خلال عناصره الذين إحتك معهم .
قضى الصحفي والسياسي الألماني يورغين تودنهوفر أياما في تنظيم الدولة، منها عشرة أيام مع مقاتلي الدولة الاسلامية في الموصل شمال العراق. يعتبر تودنهوفر هو أول صحفي أوروبي زار مناطق الدولة الاسلامية ثم عاش ليخبر تجربته للعالم .


و فيما يلي الترجمة للحوار الذي جرى :
الجزيرة: كيف تمكنت من الوصول إلى الشخص المناسب للتواصل مع الدولة؟
تودنهوفر: لقد راسلنا جميع المجاهدين الألمانيين في "الفيس بوك"، كان هناك أكثر من ثمانين منهم. سألتهم عن أسباب تركهم لألمانيا وانضمامهم للدولة، تلقيت خمسة عشر ردا، وأخبرني أحدهم أنه ليس مسموحًا له التحدث باسم الدولة الإسلامية، لكنه يستطيع ربطي بشخص من القسم الإعلامي.

كنت أتحدث مع هذا الشخص لمدة سبعة أشهر، وتجاذبنا أطراف الحديث خلالها أكثر من عشرين ساعة في المجموع، خلال نقاشنا تكلمنا عن المشاكل العقائدية، حالات الحرب، ومقتل جيمس فولي. وتكلمنا عن عقد الأمان أيضًا، أخبرته أنني سأذهب إلي أراضي الدولة فقط حين أحصل على ضمان حقيقي على سلامتي.

لم أعرف إن كان ختم الأمان صحيحًا أو لا، أعتقد أنه من الصعب معرفة ذلك، لربما كان مزوراً لكن في النهاية بعد نقاشاتنا المتكررة وثقت بهذا الشخص، ولم أكن لأفهم أي سبب يجعلهم يقضون معي هذه الأشهر في المناقشات، ليأتوا بي ثم ليقطعوا رأسي في النهاية، هذا يبدو غير منطقي.

ربما كانت هذه طريقتهم ليفتحوا بابًا مع الغرب، أو ليظهروا أنهم بدأوا بالخطوة الأولى من ذلك، لأن قتل الصحفيين ليس استراتيجية ذكية جدًا.
كانوا يعرفون أنني نشرت تعليقات سلبية عنهم مسبقًان ويعرفون أني التقيت بالأسد.
قلت لهم: بصراحة أنني لا أقف بصفهم.
قالوا لي: نعم؛ هذه ليست مشكلتنا، لا يهمنا رأيك، نريدك أن تخبر بما رأيت هنا، لا برأيك المسبق.

الجزيرة: كيف فرضوا عليك الرقابة خلال تجولك؟
يورغين تودنهوفر: كان هناك قدر كبير من الرقابة، لم يسمح لي بالتصوير في بعض الأحيان. مثلاً لم يكن مسموحًا لنا أن نصور من السيارة لأنهم لم يريدوا أن تتوجه الأنظار إلينا. في النهاية تحكموا بكل الصور، وأخذوا الـ 800 صورة التي التقطناها فحذفوا 9 صور منها لأسباب شافية جدًا، أحدها -على سبيل المثال- أنهم قالوا لنا أن صور عائلات المجاهدين ربما تشكل عليهم خطرًا في المستقبل إن نشرت.

الجزيرة: ماهي أكثر النقاشات صعوبة، أو المسائل الغير مريحة؟
يورغين تودنهوف: كل شيء كان غير مريح، بعض الأحيان كان لا يوجد هناك ماء أو طعام، مثل آخر يوم لنا هناك حيث أننا لم نأكل شيئًا. كان ذلك بكل بساطة لأنهم اختاروا بيوتًا لا يتصور المرء أن يجد بها أحًدا حتى لا يلفتو أي أنظار، كان عليهم الاختباء لأن هناك قصف أمريكي خارجًا.

من المواقف الصعبة في الموصل أن تمكنت واحدة من الطائرات المسيرة من معرفة بعض مرافقينا فتعرضنا للقصف.
كان من المزعج جدًا رجوعنا من الموصل -حيث قضينا أيامًا- إلى الرقة، كنا تأخرنا من موعد الوصول المحدد ثلاثة أيام، وقبل وصولنا بيومين تعرضت شقتنا للقصف من الطيران السوري، رجعنا إلى الشقة ووجدناها بلا نوافذ وبلا أبواب، والزجاج في كل مكان، كنا نعرف أنه لو أننا وصلنا إليها في الموعد المحدد للوصول لصرنا في عداد الموتى.

العبور من الحدود في نهاية رحلتنا كان مخيفًا بشكل رهيب، قبل عبورنا بأيام كانت هناك معارك جرت في المنطقة، بالقرب من الحد، كان على المرء أن يجري حوالي كيلومتر واحد لعبوره، حاملاً كل ملابسه ومعداته ليصل إلى بر الأمان، مسافة كيلومتر واحد بعيدة جدًا إذا كان المرء يجري لحياته وهناك أبراج المراقبة التي يتمركز فيها القناصون.

عندما نتكلم عن لقائنا مع مقاتلي الدولة الإسلامية؛ فإن كان كل شيء صعبًا ومعقدًا، لقد قرأت القرآن عدة مرات، ودائمًا ما كنت أسألهم عن قيمة الرحمة في الإسلام، لم أرَ أية رحمة في سلوكياتهم. مالم أفهمه البتة حماسهم لخطة التطهير الديني، التخطيط لقتل غير المسلمين ... هم أيضًا سيقتلون الديموقراطيين لأنهم يعتقدون أنهم -أي الديموقراطيين- وضعوا القوانين الوضعية فوق أوامر الله.

كانت هذه نقاشات صعبة، خصوصًا عندما يتكلمون عن عدد الناس الذين هم جاهزين لقتلهم. كانوا يتكلمون عن الآلاف من الملايين، كانوا متحمسين جدًا بشأن ذلك، وأنا فقط لم أفهم ذلك.

الجزيرة: ما الذي رجعت به [انطباعات] وما الذي تود إيصاله للناس؟
يورغين تودنهوفر: لدي ثلاث انطباعات قوية عن الدولة:
1- الدولة الإسلامية قوية جدًا، وهي أقوى مما نعتقد، تمكنوا من الاستيلاء على أراضٍ تعتبر أكبر من بريطانيا العظمى، كل يوم يصل إليهم المئات من المقاتلين المتحمسين  الجدد. لديهم حماسة خارقة لم أرها من قبل أبدًا في مناطق الحروب.
2- وحشيتهم في التطهير الديني في مستوى آخر.
3- أعتقد أن استراتيجية الدول الغربية خاطئة تمامًا، بقصفنا لهم لم ننجح أبدًا، لم ننجح في أفغانستان وفي العراق. إنها برامج توليد الإرهاب، كان لدينا إرهابيون أقل قبل عام 2001 وهذا القصف -الذي قتل مئات الآلاف من الناس- أنتج لنا إرهابيين وإرهابًا متزايدًا.

الجزيرة: ما الذي تقترحه كأفضل وسيلة لمحارتهم؟

يورغين تودنهوفر:
أولا: يجب أن نعاملهم بطريقة عادلة، أن ننظر لهم بتساوٍ، كشركاء في البلد.
ثانيًا: يجب أن نوقف القصف، ليس لدينا أي شيء لنقصفه في البلدان العربية، إنها ليست لنا.
ثالثًا: أعتقد أن السنة العراقيين فقط يستطيعون هزيمة الدولة الإسلامية، فعلوا ذلك سابقًا، طردوهم في عام 2007، إلا أن الدولة الإسلامية أصبحت بعد ذلك أضعف. لكن هذه هي الإمكانية الوحيدة.
لكن السنة في العراق يتعرضون لتهميش كبير في حقوقهم، وهذا خطأ كبير اقترفته الحكومة السابقة والحكومة الحالية، طالما أن السنة غير متحدين فهم لن يحاربوا الدولة الاسلامية.
لكن لو نسقت الحكومة الأمريكية والعراقية لدمج السنة العراقيين؛ حينها سيكون السنة جاهزين لقتال الدولة الإسلامية.
لذا أقول: الغرب لن يتمكن من هزيمة الدولة الإسلامية، فقط السنة العرب العراقيين يمكنهم فعل ذلك، ولكن هذا طريق طويل بعيد المدى.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ