"سفن الشبح" .. تستنفر أوروبا و تهدد حياة الآلاف
"سفن الشبح" .. تستنفر أوروبا و تهدد حياة الآلاف
● أخبار دولية ٤ يناير ٢٠١٥

"سفن الشبح" .. تستنفر أوروبا و تهدد حياة الآلاف

شكلت عدة حوادث متكررة كان آخرها السفينة عز الدين و قبلها ام بلو سكاي الفتيل الذي يعيد هذه القضية إلى الواجهة من جديد و سيما من الدول المستهدفة من المهاجرين .
فليس عملية منح اللجوء وحدها باتت المعضلة بل الطرق التي يتم سلكها للوصول إلى الوجهة المطلوبة ، و هنا يكون المشكلة مزدوجة من حالات الاستغلال و النصب من جهة و من جهة آخري ما تنطوي عليه من مخاطر قد تودي بحياة المهاجر .

سبب الحديث :
سفينة "عز الدين" التي تم العثور عليها مساء الخميس و على متنها 360 مهاجراً ، دفع كل واحد منهم ما بين 4-8 دولار ، سبقها إكتشاف سفينة شحن إسمها "M بلو سكاي" يوم الأربعاء جنوب إيطاليا على متنها 768 لاجئ امام الشاطئ في منطقة بوليا. وقال متحدث بإسم خفر سواحل المنطقة إنه لولا تدخل رجال خفر السواحل لتحطمت السفينة على ساحل بوليا.

سفن شبح بلا ربان :
تشكل سفن الشبح وفق وصف وكالة الإتحاد الأوروبي لحماية الحدود "فرونتكس" المعضلة الجديدة و التي تدل على مدى جشع و قسوة المهربين ، و إنتهاجهم لطرق لا تخطر ببالي الشيطان ، فقد عمدوا من خلال سلسلة من الحوادث المتتالية الأخيرة على قيام طاقم السفينة بلبس أقنعة لكي لا يتعرف عليهم أحد من الركاب و من ثم يتمكنوا من الانسحاب من السفينة و تركها وحدها دون أي مساعد أو ربان لها ، و تبقى السفينة على هذا الحال إلى أن تتمكن إحدى السفن التجارية مصادفتها و مساعدة اللاجئين ، و في أحسن الأحوال أن يلتقط خفر السواحل إشارة الإستغاثة فهنا يقوم بعملية الإنقاذ .

حدود لا بشر :
وحتى عملية الإنقاذ بالإسلوب الأخير لم تعد متوافرة أو معتمدة في جميع الأحوال سيما إذا ما علمنا أن حرس حدود الاتحاد الأوروبي "فرونتكس" لديه أولوية حماية الحدود لا حماية الحياة البشرية. و هذا ما أكد عليه الأوربيون و عادوا و شددوا على هذا الأمر .
 الإحصائيات تقول أنه غرق عام2014  وحده أكثر من 3000 لاجئ في البحر الأبيض المتوسط وخلال العام الجاري 2015 سيكون العدد مرشح للإرتفاع أكثر فأكثر مع تطبيق مهام "فرونتكس" المحددة بالحدود لا البشر.

أوربا شريكة :
رئيس إتحاد الشرطة الألمانية راينر فينت، صرح لجريدة "هاندلزبلات" أن الاتحاد الأوروبي شريك في المسؤولية عن مصير اللاجئين الذين يتعرضون لاستراتيجية جديدة يتبعها المهربون حيالهم ويتركهم على متن سفن دون طاقم ملاحي او قبطان  يواجهون مصير مجهول. وطالب بروكسل بضرورة عدم السماح بأن يصل اللاجئين الى هذه السفن، ودراسة أوراقهم خارج حدود الإتحاد الأوروبي.
كذلك طالبت النائبة في البرلمان الأوروبي مونيكا هولماير ـ وهي إبنة فرانس يوزيف شتراوس، الرئيس الأسبق لوزراء بافاريا ـ في حديث لجريدة "فيلت" مفوض الشؤون الداخلية في الإتحاد الأوروبي ديميتري أفراموبولوس بالعمل على إيجاد إستراتيجية أمن لمكافحة الإتجار بالبشر.

المهرب المستهدف :
الأمور لا تتجه نحو الضحية و لا حتى  المسبب بل تركز على صلة الوصل " المهرب " الذي سيكون محط تركيز الإتحاد الأوربي خلال الفترة المقبلة عبر ضبط كافة المنافذ التي يقوم على إختراقها في سلسلة من العمليات المخابراتية ، دون أن يكون هناك أي خطة فيما يتعلق بإلغاء دورهم من خلال إنهاء أساباب الهجرة من إخلال السلام في البلاد المشتعلة ، أو إيجاد آلية لتأمين اللجوء و الحماية بطرق شرعية و متاحة لمن يحتاجها .

أخيراً :
و نحن نخط هذه المادة أو الوقت الذي تقرأها فيه يجب أن نكون متيقنين أن هناك كئات المهاجرين في وسط البحر تلاطمهم الأمواج ، و لا يحيط بهم إلا الموت ، و رحمة الله ...



 

المصدر: شبكة شام الكاتب: زين مصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ