أحمد العودة "رجل بوتين في الجنوب السوري" يحط رحاله في موسكو.. ماذا ينتظر درعا؟
أحمد العودة "رجل بوتين في الجنوب السوري" يحط رحاله في موسكو.. ماذا ينتظر درعا؟
● أخبار سورية ٢٦ نوفمبر ٢٠٢١

أحمد العودة "رجل بوتين في الجنوب السوري" يحط رحاله في موسكو.. ماذا ينتظر درعا؟

ظهر "أحمد العودة" قائد اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس المدعوم من روسيا، في صورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي في مطار فنوكوفو بالعاصمة الروسية موسكو، بشكل مفاجئ دون معرفة سبب الزيارة الحقيقي.

وتناقل ناشطون صورتين للعودة أحدها يظهر في مطار فنوكوفو وأخرى يعتقد أنها في شوارع موسكو، دون معرفة تاريخ الصورة الفعلي وفي أي وقت أخذت، ولكن حسب مصادر لشبكة شام فقد أكدت أن العودة كان يتواجد قبل هذه الزيارة في المملكة الأردنية.

وحسب المصادر فقد أكدت أن العودة غادر من مطار عمان الدولي وتوجه إلى روسيا، ومن ثم عاد بعد ذلك إلى الأردن، دون معرفة المدة التي مكث فيها في موسكو، والأسباب الحقيقية وراء ذلك، إلا أن المصادر قالت أنها ربما تكون مرتبطة بعملية جراحية لقدمه جراء إصابة قديمة أصيب بها خلال المعارك السابقة مع نظام الأسد، أي قبل عام 2018.

وتزامنت زيارة أحمد العودة مع زيارة قام بها وفد تابع لقوات سوريا الديمقراطية "قسد" إلى والتقوا فيها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حيث تباحثوا حول التسوية السورية والوضع في شمال شرقي البلاد.

ومن غير المعروف بشكل دقيق السبب وراء زيارة العودة إلى موسكو، ولكن توقيتها يأتي مع انتهاء التسويات في مدن وبلدات محافظة درعا، كما أنها أتت مع فتح كامل الحدود بين الأردن وسوريا، وعودة العلاقات الكاملة بين البلدين، ويعتقد أن الزيارة لها علاقة بإنهاء التمدد الايراني في الجنوب السوري.

ومهما يكن زيارة العودة إلى موسكو ان كانت من أجل العلاج أم لأجل أمر أخر، فمن المؤكد أن هذه الزيارة تكشف مدى نفوذ العودة لدى العسكريين الروس وأهميته لهم، خاصة أن جميع مدن وبلدات محافظة درعا شهدت تسويات إلا مدينة بصرى الشام المقر الرئيسي للواء الثامن والتي لم تم تشهد أي تسويات، ولم تدخلها قوات الأسد ابدا لغاية اللحظة منذ سقوط المحافظة عام 2018.

وكان العودة قد أثار الجدل سابقا عندما صرح عن تشكيل جيش واحد لمنطقة حوران، حيث قال "قريبًا ستكون حوران جسد واحد وجسم واحد وجيش واحد، وهذا التشكيل لن يكون لحماية حوران فقط، إنما الأداة الأقوى لحماية سوريا"، وقد تكون زيارة العودة لموسكو تأتي في هذا الإطار.

والجدير ذكره أن القيادي السابق في فصائل المعارضة أحمد العودة والذي كان يرأس فيصل "قوات شباب السنة" قد انضم بعد اتفاق التسوية عام 2018 إلى صفوف الفيلق الخامس، وتزعم قيادة اللواء الثامن فيه، وأصبح رجل بوتين في الجنوبي السوري.

ولم يكن للعودة أي دور حقيقي في الأحداث التي شهدتها محافظة درعا مؤخرا بعد حصار ومعارك دامت أكثر من شهرين في درعا البلد وعدد من مدن وبلدات المحافظة، حيث نفذ العودة كل الأوامر الروسية ولم ينخرط بشكل كبير في الأحداث التي أدت لإستشهاد وجرح العشرات من أبناء المحافظة.

وخلال الأحداث التي دارت في درعا، تمكن مقاتلون من أسر العشرات من قوات الأسد، إلا أن أحمد العودة ضغط على المقاتلين، وأخذ هؤلاء الأسرى وأعادهم للنظام دون أي مقابل.

وأحمد العودة، يعتبر العمود الأساسي في تثبيت أقدام الروس وتسليم المحافظة لهم على طبق من ذهب ودون أي تعب عام 2018، وعمل على إغراء المدنيين والمقاتلين للانضمام الى لواءه وحصل على الدعم المطلوب لذلك، حيث سمح له الروس بفرض قوته حتى على قوات النظام السوري ذاتها، وقام في أكثر من مرة بطرد عناصر الأسد وضربهم وتأديبهم بل وشن هجمات ضد حواجز لهم، وكل ذلك كان يتم بموافقة روسيا ودعمها.

كانت هذه الحركات التي يقوم بها اللواء الثامن بالتحرش بقوات الأسد وفرض قوته، كافية لمئات المقاتلين السابقين في فصائل الجيش الحر، وأيضا ممن يرفضون الإنضمام إلى جيش النظام، بالتوجه وتسجيل أسمائهم للانضمام إلى قوات أحمد العودة.

كانت رغبة الروس في تشكيل اللواء الثامن لوضعه في مواجهة النفوذ الإيراني والتي أصبح لها قواعد عسكرية كبيرة منها ما هو بجانب الحدود السورية الإسرائيلية، حيث تقوم إيران أيضا هي الأخرى بالترويج للانضمام لقواتها وميليشياتها وأيضا الى الفيلق الرابع الذي يخضع لقيادة إيرانية مباشرة، فأصبحت العروض تنزل على المدنيين والمقاتلين من الطرفين، وغالبا ما تكون عروض الإيرانيين مغرية أكثر من الناحية المالية، أما بالنسبة للفيلق الخامس فقد كان العرض الوحيد المغري هو عدم الملاحقة الأمنية من قبل النظام.

انقسم أبناء درعا بين منضم الى المليشيات الإيرانية ونظام الأسد بحثا عن المال، وآخرون بحثا عن الحماية وانضموا الى الفيلق الخامس، وآخرون لا الى هؤلاء ولا هؤلاء، وبقوا على عهد الثورة الأولى، ما تسبب بمقتل العشرات منهم إما تحت التعذيب بعد الإعتقال أو من خلال عمليات الإغتيال والتفجير المستمرة والتي لم تتوقف ولا يكاد يمر يوم واحد بدون أن تشهد المحافظة تفجيرا هنا أو هناك.

ومن جانب أخر مصادر خاصة أكدت لشبكة شام أن روسيا غير راضية 100% عن اللواء الثامن، وقد عملت على تقزيم دوره في بعض المناطق، وكان ذلك واضحا في التوتر الأخير الذي وقع في درعا البلد وبلدات أخرى، حيث عملت روسيا على منعه من التدخل في هذه الحرب والوقوف مع الثوار، خاصة أن هناك قيادات مقربة من العودة كانت ترغب بمساندة درعا البلد.

وأكد نشطاء لشبكة شام أن روسيا تسعى لتحجيم دور اللواء في تقرير مصير المحافظة أو السيطرة على قراراته وتم وضع خطوط حمراء عليه يمنع تجاوزها، حيث باتت تصرفات اللواء تحرج روسيا أمام حلفائه من النظام وإيران، خاصة بعد خروج العديد من المقاطع التي تظهر عناصر اللواء وهم يعلنون عدائهم الصريح للنظام السوري وللأسد.

ونستطيع أن نخرج بتحليل أن اللواء الثامن لم يتم تشكيله فعليا لمواجهة النفوذ الإيراني، حيث أن إيران باتت منتشرة بشكل كبير جدا في الجنوب السوري، ولكن هذا التشكيل بات المغناطيس الذي يجذب من يرفضون الالتحاق بصفوف النظام بشكل مباشر، وستقوم روسيا في وقت لاحق بتحويل اللواء الى تابع لقوات النظام السوري بشكل مباشر وكامل، في خدعة ربما انطلت حتى على القيادات السابقين في الجيش الحر، وعندها سيجد المنضمون في اللواء أنفسهم يقاتلون رفاق السلاح بالأمس في كل التراب السوري، رغما عنهم.

أما موضوع مجابهة النفوذ الايراني في الجنوب السوري، فهو في الحقيقة بات من الصعوبة بمكان الحديث حتى على تقزيمه أو الحد منه، فإيران باتت منتشرة في كل مكان بالمحافظة، والحديث عن تشكيل جيش حوران لمحاربة التواجد الإيراني، هو فقط للإستهلاك الدولي والإقليمي، والطريقة الوحيدة لإنهاء إيران في الجنوب السوري هو محاربتها بالقوة والسلاح ودون ذلك فهو تغميس خارج الصحن.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ