إدلب تستوعب مهجري حلب .. منح ومساعدات لإسكان و إراحة قرابة ٥٠ ألف مدني
إدلب تستوعب مهجري حلب .. منح ومساعدات لإسكان و إراحة قرابة ٥٠ ألف مدني
● أخبار سورية ٢٠ ديسمبر ٢٠١٦

إدلب تستوعب مهجري حلب .. منح ومساعدات لإسكان و إراحة قرابة ٥٠ ألف مدني

تتزايد يوماً بعد يوم أعداد المهجرين من المناطق المحررة في عموم المحافظات السورية، إلى محافظة إدلب، وذلك عبر عملية تهجير قسرية ممنهجة تتبعها قوات الأسد وحلفائها، وفق خطط مرسومة يتم العمل عليها من خلال الحصار والتضييق والقصف والتجويع، تدفع المحاصرين في النهاية للرضوخ لاتفاقيات التسوية وقبول الخروج من جحيم الحصار إلى المناطق المحررة في الشمال السوري، وغالباً الوجهة إلى محافظة إدلب.

تكرار عمليات التهجير من محافظات الوسط والجنوب إلى إدلب جعلت المنظمات الإنسانية القائمة على إغاثة العائلات المهجرة، وتأمين متطلباتهم الأساسية من مأكل ومشرب ومسكن تواجه تحديات كبيرة، نظراً لكثرة الأعداد الوافدة للمحافظة، إضافة لعميات النزوح الداخلية، ومن المحافظات المجاورة كريف حلب الجنوبي وريفي حماة واللاذقية.

ومع تزايد التضييق على مدينة حلب، وما آلت إليه الأوضاع الميدانية من تعنت القوات الروسية على الحسم العسكري في مدينة حلب، إذ كان الموت يهدد قرابة 100 ألف مدني محاصرون ضمن عدة أحياء في بقعة جغرافية صغيرة بمدينة حلب، تحاصرهم عشرات القوى والميليشيات، ما أجبر الثوار على قبول الخروج من الأحياء المحاصرة إلى الريف المحرر غربي حلب وإدلب، في أكبر عملية تهجير في سوريا حتى اليوم.

شبكة شام الإخبارية تواصلت مع "فؤاد سيد عيسى" مدينة منظمة بنفسج إحدى المنظمات الإنسانية العاملة في محافظة إدلب، والتي تشارك في عملية إجلاء المهجرين من مدينة حلب، واطلعت على تفاصيل عملية الإجلاء، والصعوبات التي تواجه عمل المنظمات، والمناطق التي يتم توزيع المهجرين بعد خروجهم من مناطق سيطرة قوات الأسد باتجاه المناطق المحررة.

وقال "فؤاد سيد عيسى" إن عملية الاستجابة لاستقبال المهجرين من مدينة حلب، تختلف بشكل كبير عن عمليات الاستيعاب السابقة من حيث أعداد المهجرين، والمناطق التي يتم إيوائهم فيها، حيث أن القسم الأكبر من المهجرين يملك أقرباء ومعارف وأهالي له في المناطق المحررة في ريف حلب الغربي وريف إدلب، ما سهل بشكل كبير عملية استيعاب هذا الكم الكبير من المهجرين.

وأضاف عيسى أن أكثر من 35 ألفاً من المهجرين من مدينة حلب وصلوا للنقطة صفر في موقع استقبال الخارجين من مناطق سيطرة قوات الأسد، تم استيعابهم جميعاً لدى أقارب لهم، وفي مخيمات إيواء جهزت بشكل عاجل، وعدة مراكز ومدارس ومنازل مستأجرة عملت المنظمة ومنظمات أخرى على تجهيزها.

وتابع " بدأت الاستجابة في نقطة الصفر نقطة الاستقبال بتقديم بعض المواد الجاهزة للأكل ومياه الشرب والبطانيات للتدفئة السريعة، وكذلك قدمت بنفسج عربة متنقلة للشرب تقدم مشروبات ساخنة ودافئة للأهالي بشكل مباشر لدى نقطة وصولهم للمناطق المحررة".

وأكد سيد عيسى أن الاستجابة وتلبية متطلبات المهجرين كانت بسيطة بالنسبة لحاجة الواصلين من حلب، وأن إمكانيات المنظمات لا تكفي لمساعدة الأهالي بشكل كامل وبالسرعة المطلوبة، منوهاً لوجود عدة مشاريع ودعم قد تأخر وصلوها بسبب الإجراءات المتبعة، وعدم وجود وقت كافي لتجهيزها، على أن العمل سيستمر على استقبال المهجرين، وإعداد المشاريع الرامية لتلبية متطلبات جميع العائلات.

ولفت "سيد عيسى" إلى أن منظمة بنفسج تعمل على استقبال المهجرين بمشاركة جميع المنظمات الأخرى من النقطة صفر لحظة وصولهم من خلال فريق الطوارئ الذي يتواجد على مدار الساعة في الموقع، وتقديم الخدمات الضرورية للواصلين، فيما عملت على تجهيز ثلاث مدارس كبيرة لإيواء المهجرين في مدينة أريحا، واستأجرت عشرات المنازل في مدينة إدلب وريفها وتأمين عائلات فيها بأجر مدفوع لمدة عام كامل، مع تلبية متطلبات هذه العائلات من الحاجيات الأساسية، فيما تعمل على مشروع لتقديم منحة مادية " 110 " دولار لأكثر من خمسة آلاف عائلة في مناطق عمل المنظمة.

وأشاد "سيد عيسى" باستجابة الأهالي والمجالس المدنية في ريفي إدلب وحلب، وتعاونهم في استقبال العائلات وتأمين منازل لإيوائها، ونقلهم لهذه المنازل، مع السعي لتأمين العائلات المتوقع وصولها في الساعات القليلة القادمة من حلب، وتقديم المتطلبات الضرورية لهذه العائلات.

وباتت محافظة إدلب ذاب البقعة الجغرافية الأصغر بين المحافظات السورية، من أبر التجمعات التي تغص بآلاف المهجرين من محافظات حمص وحماة واللاذقية وريف دمشق وحلب والرقة ودير الزور، غالبية العائلات تقطن في عشرات المخيمات على الحدود السورية التركية ومخيمات بريف جسر الشغور الغربي وريف إدلب الشرقي والجنوبي، فيما تغص المدارس التعليمية والمراكز الخدمية والعامة، ومنازل المدنيين بعشرات الآلاف من المهجرين والمبعدين قسراً عن ديارهم، وسط تحذيرات كبيرة من تفاقم الوضع الإنساني في المحافظة بعد تهجير المحاصرين بمدينة حلب، وسط عزل المنظمات الدولية الكبرى عن تقديم الدعم اللازم لهؤلاء المهجرين.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ