إدلب حاضرة بمسلسل يصور الجلاد بمظهر الضحية ... صدفة أم ترويج متعمد ؟!
إدلب حاضرة بمسلسل يصور الجلاد بمظهر الضحية ... صدفة أم ترويج متعمد ؟!
● أخبار سورية ١١ أبريل ٢٠٢١

إدلب حاضرة بمسلسل يصور الجلاد بمظهر الضحية ... صدفة أم ترويج متعمد ؟!

أثارت صورة تظهر مجموعة من الممثلين الموالين للنظام وهم على متن سيارة تحمل لوحة باسم محافظة "إدلب"، خلال تصوير مشهد لما يصورهم النظام بوصف "الإرهابيين"، الأمر الذي اعتبر ترويج معلن لوصف المدينة وربطها بالإرهاب وفق رواية ممنهجة للنظام، فيما استدراك عدد من إعلاميه المشهد بوصفهم إن اختيار اللوحة كان "صدفة".

ويستبعد متابعون بأن يكون الأمر "صدفة" كما وصفها صحفي في إعلام النظام الرسمي وإن كان كذلك فإنها من صدف المخرج الداعم للنظام "نجدت أنزور"، المعروف بموالاته للأسد وتأييده لقتل الشعب السوري في المناطق المحررة بالبراميل بزعمه أنهم "حاضنة للإرهاب".

ويأتي ذلك عقب أن نشرت وكالة أنباء النظام "سانا"، صوراً من موقع تصوير مسلسل "أقمار في ليل حالك"، اعتبرت أنها تحمل تمييزاً بين المحافظات، كما أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وهاجم الإعلامي بتلفزيون النظام "أحمد سرجاوي"، المشهد قبل أن يتراجع ويحذف منشوره الذي ذكر فيه إن "هناك مغالطة حين يتم تقصّد إظهار لوحة مرور إدلب على سيارة تحمل مسلحين وراية القاعدة"، وأن "أنزور" يعرف أن لا لوحات لسياراتها، وفق تعبيره.

وجاء في منشور آخر له إن الأمر "كان صدفة"، مع وجود سيارات عدة "تحمل لوحات مرور من مختلف المحافظات وذكر أن سيارات أخرى في العمل تحملل عناصر من جيش" في إشارة لقوات الأسد.

ولنفي أن الأمر متعمد أورد عدد من إعلاميي ومواليي النظام منشورات في السياق ذاته لتبرير المشهد الصورة المثيرة مع استخدام لوحة باسم إدلب في مسلسل لتلميع صورة إجرام قوات الأسد.

وكان بث تلفزيون النظام مشاهد من تصوير اامسلسل الجديد الذي يهدف إلى الترويج لميليشيات النظام وتلميع صورة إجرامها، فيما اعتبر وزير إعلام نظام الأسد بأنه يأتي ضمن الرد على من حاول "شيطنة الجيش" بإظهاره خلال المسلسل كـ"إنسان"، وفق تعبيره.

وبحسب الوزير "عماد سارة"، فإنّ هناك من حاول "شيطنة هذا الجيش" حيث تعمل وزارة الإعلام عبر المسلسل على "أنسنة هذا الجيش"، وفق وصفه، مشيراً إلى أن تصوير المسلسل يأتي ضمن الاستراتيجية العامة لوزارة الإعلام التابعة للنظام.

واعتبر أن "الجندي ليس فقط من يحمل السلاح ويقاتل الإرهاب ولكن هو "إنسان"، وهذا ما نصوره للعالم كله، زاعماً أن الجيش هو من حمى الأطفال والنساء والشيوخ في الغوطة بريف دمشق"، في سياق محاولاته تضليل الوقائع.

وذكر المخرج الداعم للنظام "نجدة أنزور" في مداخلة له مع إعلامي النظام في حلب "شادي حلوة"، أن العمل يجري على تصوير مشاهد تمثل عملية اختطاف أحد الضباط ومن ثم إنقاذه من خلال "عملية عسكرية مدروسة"، وفق تعبيره.

في حين تحدث ممثلين موالين عن أدوارهم في المسلسل الذي تتطابق روايته مع رواية النظام في محاولاته المتكررة إلى تلميع صورة إجرامه بحق الشعب السوري وتصويره على أنه المنتصر في القرى والبلدات المدمرة والخالية من الأهالي بعد تدميرها وقتل وتهجير سكانها التي تحولت إلى أماكن لتصوير الأعمال والتدريب بالذخيرة الحية.

والمسلسل المزمع عرضه عبر إعلام النظام من إخراج "نجدة أنزور"، وكتابة "محمود عبد الكريم'، وإنتاج وزارة الإعلام الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لدى نظام الأسد، بحسب مصادر إعلامية موالية.

وفي كانون الأول من العام الجاري نفذت قوات الأسد مناورات عسكرية لعدة أيام بالذخيرة الحية وبمشاركة الطيران الحربي، وذلك في المناطق المحتلة من مناطق حلب وإدلب وحماة فيما تحدثت مصادر حينهة بأنّ تلك المناورات لتصوير فيلم يحاكي العمليات العسكرية التي شنها نظام الأسد للسيطرة على المناطق عقب تدميرها وتهجير سكانها.

وسبق أن انتجت "الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون"، التابعة للنظام فيلم وثائقي بعنوان "لآخر العمر"، ليكشف عبر التصريحات والإعلان عنه وبثه لاحقاً بأنه يندرج ضمن سياسة تضليل الوقائع وتزييف الحقائق من خلال الترويج لرواية النظام خلال سنوات الثورة السورية.

وتتطابق رواية الفيلم الأحداث مع عدة أفلام سابقة أبرزها للمخرج الموالي للنظام "نجدت أنزور"، ومنها أفلام "رد القضاء"، ودم النخيل وغيرها، يضاف إلى ذلك فيلم "مطر حمص"، الذي ينافي الوقائق في سياق محاولات ترويج رواية النظام عبر تلك الأعمال.

هذا ويثير إعداد النظام لهذه المسلسلات التلفزيونية والأفلام جدلاً واسعاً حيث تتطابق مع رواية النظام للحرب على الشعب السوري، يضاف إلى ذلك المتاجرة بمآسي السوريين وجراحهم مع تصوير تلك المشاهد في المدن والبلدات المدمرة، وسبق أن استغل النظام هذه المشاهد في تصوير أعمال مماثلة يصفها بأنها فنية، وفي حقيقتها ترويج معلن للنظام المجرم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ