الحكومة المؤقتة: "قسد" تسيطر على نحو 90 بالمئة من حقول النفط بسوريا
الحكومة المؤقتة: "قسد" تسيطر على نحو 90 بالمئة من حقول النفط بسوريا
● أخبار سورية ٧ نوفمبر ٢٠١٩

الحكومة المؤقتة: "قسد" تسيطر على نحو 90 بالمئة من حقول النفط بسوريا

قال وزير المالية في الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة "عبد الحكيم المصري"، الخميس، إن قوات سوريا الديمقراطية "قسد" المدعومة أمريكيا، تسيطر على قرابة 90 بالمئة من حقول النفط، و45 بالمئة من إنتاج الغاز بسوريا، فيما يسيطر نظام الأسد على ما تبقى، وجاء ذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة الأبحاث الاجتماعية والاقتصادية والسياسية "سيتا" بمدينة إسطنبول، لمناقشة وضع النفط شمال شرق سوريا، ودعم الولايات المتحدة لـ "قسد" الارهابية التي يشكل تنظيم "ي ب ك/ بي كاكا" الارهابي عمودها الفقري.

وأضاف المصري أن إنتاج النفط في سوريا المصرح عنه رسميا من قبل النظام، كان 387 ألف برميل يوميا عام 2011، إلا أنه في الحقيقة يصل أكثر من مليون و400 ألف برميل، كانت تذهب للمصالح الشخصية لرأس النظام، لافتا إلى أنه منذ تسلم نظام الأسد الحكم عام 1970، لم يدخل قطاع البترول موازنة الدولة إلا بشكل بسيط، لتخضع بعدها آبار النفط لسيطرة الجيش الحر، الذي لم يستطع الحفاظ عليها، ثم استولت عليه "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقا) لفترة قصيرة، ومن ثم "داعش"، لتستولي عليها "قسد" في الوقت الراهن.

وتابع "يترتب على النظام دفعات مالية كفاتورة للنفط السوري تقدر بنحو 8 ملايين دولار يوميا، ورغم أن روسيا وإيران ليستا عاجزتين عن دعمه بالنفط، إلا أنهما لا تريدان ذلك"، ورجح سبب ذلك أن روسيا تستخدم العقوبات الأمريكية وسيلة للضغط على النظام، لإلزامه بالحل السياسي الذي يناسب تطلعاتها، ولمنع إيران من التمدد في سوريا.

ورأى المصري، أن الروس لم يوجهوا أنظارهم إلى حقول النفط في دير الزور والرقة والحسكة، منذ دخولهم الحرب السورية عام 2015، لأن وزارة الدفاع الأمريكية هددت باستخدام القوة في حال الاقتراب من آبار النفط الخاضعة لسيطرة "قسد" في الوقت الراهن، مؤكدا أن "قسد" تبرم عقودا مع النظام وتبيعه الجزء الأكبر من النفط، مقابل حصولها على الكهرباء والخدمات في مناطق سيطرتها، وهذا يعني أن النظام ممول أساسي للإرهابيين عبر شرائه النفط منهم.

واستطرد "بحسب دراسات وتقارير رسمية، قدرت احتياطي النفط في حقول دير الزور والحسكة بـ 2.2 مليار برميل، تسيطر عليها قسد، إلا أن أمريكا لا تريد النفط لها، ولكنها تريد إبقاء قطاع النفط تحت هيمنة قسد، ليستطيعوا تمويل نفقاتهم".

بالمقابل، رأى الوزير أن العقود الطويلة الأمد التي وقعتها روسيا مع النظام للسيطرة على الساحل السوري والغاز بمياه البحر المتوسط وعقود الفوسفات، إضافة إلى سيطرتها على مطار دمشق الدولي، هي سبب الصمت الروسي عن محاربة "قسد" حول آبار النفط، وذلك بعد أن أمنت الحصة الكبيرة من السواحل السورية.

ولفت المصري إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن قبل عملية "نبع السلام" التركية، انسحاب قوات بلاده من سوريا، ولكنه مع بدء المعركة تراجع بحجة "داعش"، لكن الحقيقة الواضحة أن الولايات المتحدة ستحمي آبار النفط لـ "قسد"، مشددا على أنه في حال تمكنت تركيا والجيش الوطني السوري، من استرجاع هذه الأراضي من سيطرة "قسد"، فإن مواردها ستثمر وتورد للمنطقة الآمنة المتفق عليها من قبل تركيا وأمريكا وروسيا.

وأنهى حديثه بأن النفط لاعب أساسي بين الولايات المتحدة والروس، إذ تسيطر أمريكا على شرق الفرات، والروس على الساحل، فيما ليس بيد السوريين أي شيء، سواء النظام أو المعارضة.

من جهته، رأى فاتح شعبان المعارض السوري، أن أهم أسباب تدخل أمريكا في الحرب السورية، حفاظها على إيقاع الحرب كما تشاء وضبطها بالطريقة التي تناسبها، ودعم القوى الكردية الانفصالية للضغط على تركيا ومنع توسعها كقوة إسلامية، وأخيرا حماية أمن إسرائيل.

واستبعد شعبان في حديثه خلال الندوة أن يكون النفط هو الهدف التي تسعى اليه الولايات المتحدة، فالنفط السوري ليس بالكمية الكبيرة وليس ذا جودة عالية، واعتبر أن السبب الرئيسي لبقاء القوات الأمريكية في سوريا، استخدام النفط ورقة ضغط ومساومة مع روسيا، أو أنها ستقوم بتسليمه لـ "قسد" من أجل مساومة النظام.

وأوضح أن ترامب أعلن العام الماضي انسحاب قواته دون أي حديث عن النفط، وبالفعل انسحبت قواته من معقلها الأساسي في عين عيسى شمال الرقة، وهذا يعني أنها ستنسحب من سوريا نهائيا، لكنهم شعروا على ما يبدو بأنهم تركوا المجال لإيران والروس وتركوا حلفاءهم الأكراد، فعادوا بحجة القضاء على "داعش".

وسلط شعبان الضوء على أن "قسد" أجرت عدة اتفاقات مع النظام وبدراية أمريكية، متهما الولايات المتحدة بأنها تسيطر على النفط السوري بطريقة اللصوص وقطاع الطرق، مشيرا إلى أن روسيا تبتعد عن حقول النفط، لأنها لا تريد معاداة الولايات المتحدة التي تضع خطا أحمر حول تلك الحقول، كما "أن العقوبات الأمريكية ـ الأوروبية على النفط السوري، جعلت قسد، ترسل النفط إلى العراق وتكرره وتبيعه على أنه نفط عراقي، لكن روسيا يصعب عليها أن تتصرف بهذه الطريقة".

وأعرب شعبان عن اعتقاده بأن روسيا ستسيطر على مصادر الطاقة في سوريا عاجلا أم آجلا، بعد انسحاب القوات الأمريكية من المنطقة، وفق اتفاق موقع بين الطرفين، وفق قوله.

بدوره، اعتبر الباحث التركي المختص بالشأن السوري آيتون أورهان، أنه لا أهمية كبيرة للطاقة والاقتصاد في الحرب السورية، بسبب ديناميكية سوريا الداخلية وموقعها الجيوسياسي، مؤكدا خلال حديثه بالندوة، أن أهمية سوريا تكمن في أنها مكان ولادة القومية العربية، ومن يتحكم بسوريا يتحكم بالشرق الأوسط كاملا.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة غيرت استراتيجيتها في الحرب السورية، بعد أن كانت تسعى إلى رحيل الأسد في بداية الأزمة، كما غيرت تركيا سياستها القديمة مع تمدد القوى الكردية.

وأوضح أن تنظيم "ي ب ك ـ بي كا كا" الإرهابي، شكل خلايا جنوب تركيا، لذلك تدخلت الأخيرة في العملية العسكرية في "درع الفرات"، وأضاف أن "قسد" تمددت في دير الزور وشرق الفرات، وجعلتها منطقة تدخل للولايات المتحدة لتتحكم بهذه المنطقة الغنية بالنفط والسدود والأراضي الزراعية عن طريق قوات "قسد" الداعمة لها.

وختم أورهان أن الولايات المتحدة كانت "تريد إعطاء ي ب ك ـ بي كا كا، قوة سياسية كما في الشمال العراقي، فهي تحاول السيطرة على المناطق النفطية كي تكون بيدها قوة أمام النظام السوري والروس في الأوراق السياسية، من أحل التحكم بالمنطقة".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ