الذكرى السَّنوية الثالثة ... تدخل قوات التحالف في سوريا خلف 2286 شهيداً مدنياً
الذكرى السَّنوية الثالثة ... تدخل قوات التحالف في سوريا خلف 2286 شهيداً مدنياً
● أخبار سورية ٢٤ سبتمبر ٢٠١٧

الذكرى السَّنوية الثالثة ... تدخل قوات التحالف في سوريا خلف 2286 شهيداً مدنياً

أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرها الثالث عشر بعنوان "الكُلْفَة الدَّامية" في الذكرى السنوية الثالثة لتدخل قوات التحالف الدولي في سوريا، والتي بدأت حملتها العسكرية الموجهة ضد تنظيم الدولة في سوريا منذ 23/ أيلول/ 2014، وشنَّت في ذلك اليوم العديد من الغارات على مواقع في محافظة الرقة، كمطار الطبقة العسكري، واللواء 93 في بلدة عين عيسى، كما شنَّت غارات على مواقع لتنظيم "جبهة النصرة سابقاً" في قرية كفردريان بريف إدلب الشمالي؛ وقد تسبَّب هذا الهجوم في استشهاد 12 مدنياً، بينهم 5 أطفال، و5 سيدات.

ذكر التقرير أنّ قوات التحالف الدولي استمرَّت في شنِّ هجماتها الجوية على مناطق تخضع لسيطرة تنظيم الدولة، وتركَّزت هذه الغارات على محافظات حلب والرقة، ودير الزور، والحسكة، وبشكل أقلَّ على محافظات حمص وحماة، ولم تظهر في ذلك الوقت سمةُ اصطفاف علني في الهجمات إلى جانب أحد أطراف النزاع حتى نهاية عام 2015، حيث بدا جليّاً أنَّ قوات التحالف الدولي بدأت تدعم وبشكل صارخ قوات سوريا الديمقراطية تحت مُبرِّر محاربتها تنظيمَ الدولة.

وأوضح التقرير أنَّ تركيز هجمات قوات التحالف الدولي كان واضحاً على المناطق الشرقية كالرقة وريف الحسكة ودير الزور، في حين أن مناطق كريفي حمص وحماة لم تشهد تكثيفاً مماثلاً للغارات الجوية على الرغم من سيطرة تنظيم الدولة عليها؛ لأنها فيما يبدو لا تُشكِّل هدفاً، ولا وجودَ لقوات سوريا الديمقراطية فيها.

وقال فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان: "لم يُقنعنا العرض الذي قدَّمته القيادة المركزية الأمريكية في حزيران الماضي عن نتائج التحقيقات في حادث الهجوم على قرية الجنية، ولا أعتقد أنه أقنع أحداً، لابُدَّ من إجراء تحقيقات جديَّة، والتحدُّث مع ناجين أو شهود مباشرين، وأقرباء للضحايا، والاعتراف، والتأكيد على عدم تكرار الأخطاء التي يَنظر إليها المجتمع السوري في تلك المناطق على أنها مقصودة، بل هي مازالت تتكرر".

وقدَّم التقرير إحصائيات لما ارتكبته قوات التحالف الدولي منذ تدخلها في 23/ أيلول/ 2014 حتى 23/ أيلول/ 2017 حيث قتلت ما لا يقل عن 2286 مدنياً، بينهم 674 طفلاً، و504 سيدة، كما ارتكبت ما لا يقل عن 124 مجزرة، كما سجل التقرير ما لا يقل عن 157 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية.

ونوَّه التقرير إلى تغيُّر النَّمط الذي اتَّبعته قوات التحالف الدولي منذ بدء هجماتها في أيلول/ 2014 بشكل كبير فقد اتَّسمت الهجمات التي نفَّذتها حتى نهاية عام 2015 بأنها محدَّدة ومركَّزة وأقلَّ تسبُّباً في وقوع ضحايا مدنيين في حين أنَّ الهجمات التي تم توثيقها في عامي 2016 و2017 كانت عشوائية وغير مبرَّرة وتسببت في وقوع مئات الضحايا المدنيين، ودمار كبير في المراكز الحيوية المدنية.

كما استعرض التقرير 38 حادثة استهدفت فيها قوات التحالف الدولي مناطق مدنية ومراكز حيوية مدنية، تسبَّب 21 منها في سقوط ضحايا مدنيين، ذلك في المدة الواقعة منذ 1/ تشرين الأول/ 2016 حتى 15/ أيلول/ 2017.

وأكَّدت الشبكة أن عمليات القصف العشوائي الغير متناسب تعتبر خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني، وإن جرائم القتل العشوائي ترقى إلى جرائم حرب كما ذكر أن الهجمات قد تسببت بصورة عرضية في حدوث خسائر طالت أرواح المدنيين أو إلحاق إصابات بهم أو في إلحاق الضرر الكبير بالأعيان المدنية، وهناك مؤشرات قوية جداً تحمل على الاعتقاد بأن الضرر كان مفرطاً جداً إذا ما قورن بالفائدة العسكرية المرجوة، وطالبت الشبكة قوات التحالف الدولي باحترام القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي العرفي، وبتحمل التَّبعات المترتبة عن هذه الانتهاكات كافة، وأن تحاول بأقصى ما يمكن تجنب تكرارها، كما حث دول التحالف على أن تعترف بشكل صريح وواضح بأنَّ بعض عمليات القصف خلَّفت قتلى مدنيين أبرياء، ولا يفيد إنكار تلك الحكومات لأنَّ التقارير الحقوقية الموثقة وشهادات الأهالي تكشف ذلك بشكل واضح.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ