انتخابات "مجلس التصفيق" إقبال منخفض يقابله تصاعد تصريحات مسؤولي النظام المثيرة للجدل
انتخابات "مجلس التصفيق" إقبال منخفض يقابله تصاعد تصريحات مسؤولي النظام المثيرة للجدل
● أخبار سورية ٢٠ يوليو ٢٠٢٠

انتخابات "مجلس التصفيق" إقبال منخفض يقابله تصاعد تصريحات مسؤولي النظام المثيرة للجدل

انقضت فترة الانتخابات التي ضجت بها وسائل إعلام النظام من خلال الدعاية والترويج في الفترة الأخيرة، ليسدل الستار على مسرحية هزلية جديدة بإشراف النظام إلا أن عدم الإقبال الكبير والملحوظ على الانتخابات المزعومة شكل نقطة تحول تلقي بظلالها على واقع الحال وعدم فعالية الترويج لما وصفه إعلام الأسد بأنه "عرس ديمقراطي"، فيما أدلى المسؤولين البارزين في النظام بتصريحات مثيرة للجدل والسخرية أعقبت مشاركتهم في  الانتخابات أمس.

واستكمالاً لفصول المسرحية الهزلية أوردت وسائل إعلام النظام خبراً مفاده بأن اللجنة الانتخابية القضائية العليا قررت تمديد الالنتخابات لأربع ساعات وذلك لعدم وجود إقبال لافت كما روج له نظام الأسد للمشاركة فيما وصفه بـ "الاستحقاق"، لما اعتبره "عرساً وطنياً"، فيما زعمت كثافة إقبال المواطنين على الإدلاء بأصواتهم، الأمر الذي أظهرت الصور ما يخالفه تماماً، وفق تقديرات.

في حين تصاعدت التصريحات الصادرة عن المسؤولين في نظام الأسد بعد عملية التصويت المزعومة وكان على رأس القائمة وزير الخارجية التابع للنظام "وليد المعلم"، الذي وجد من ظهوره فرصة لمهاجمة قانون "قيصر" في تصريحات نقلتها وسائل إعلام موالية فضلاً عن قوله بعد الإدلاء بصوته "الديمقراطية بخير"، الأمر الذي اثار سخرية كبيرة من قبل رواد مواقع التواصل لا سيّما مع معرفتهم المسبقة بفصول هذه المسرحية.

بالمقابل قال وزير الاتصالات والتقانة "إياد الخطيب"، إن الانتخابات رسالة للخارج بأن "سوريا بخير وقبلت التحدي"، حسب وصفه من جانبه قال وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك، "طلال البرازي"، إن الانتخابات تؤكد على أن الدولة مستمرة بممارسة كافة أشكال السيادة القانونية والتتشريعية، وفق تعبيره، في وقت تتماثل تلك التصريحات مع الكثير من مسؤولي النظام.

فيما أعلنت اللجنة القضائية العليا للانتخابات اليوم أنه ستتم إعادة الانتخاب والفرز في خمسة مراكز انتخابية في حلب ودير الزور وذلك بسبب عدم تطابق الأوراق داخل الصندوق مع بيانات السجل، حسب وصفها بهدف الترويج بأنها تكشف عمليات التزوير التي يشرف عليها النظام بشكل مباشر كما جرت العادة.

ومع معرفة السوريين بهيمنة حزب البعث على قرارات مجلس الشعب التابع للنظام فضح الممثل الموالي للنظام "بشار إسماعيل" آلية الفساد المتبعة في الانتخابات قائلاً: إن هناك من يصرف مليارا أو ملياري ليرة على الحملة الانتخابية، وأوضح أن بعض المرشحين يقومون بشراء 2000 هوية للتصويت بها بـ 75 مليون ليرة، وفق ما أورده في تسجيل بثه على صفحته على فيسبوك.

وتحدثت مصادر متابعة عن ما أعتبر ضمن مشروع إيران في مناطق سيطرة النظام القاضي بالتوسع والهيمنة على مجالات متعددة مستغلة نفوذها في تلك المناطق، من خلال رجال الأعمال المقربين من إيران ومثالاً على ذلك تجدد ترشح "أحمد حسام قاطرجي"، متزعم ميليشيا التي تربطها علاقات وطيدة مع ميليشيات إيرانية وغيره الكثير من قادة ميليشيا لواء القدس والدفاع الوطني.

وفي السياق قالت شبكة "فرات بوست" المحلية إن القيادي في ميليشيا "لواء الباقر" فادي رمضان العفيس،  يزعم أنه من المعارضين للنظام في السنوات الأولى للثورة ضد الأسد، ليعود فيما بعد إلى حضن النظام ويقاتل إلى جانب ميليشياته، ما بين هاتين المرحلتين، انتسب إلى تنظيم الدولة ليساهم أثناء تواجده داخل الجهاز الأمني التابع للتنظيم في اعتقال العشرات من أبناء المحافظة.

وبرغم الترويج الإعلامي المتواصل للانتخابات مع دخول موعدها المحدد اليوم، لم يلاحظ المشاركة الشعبية التي زعمت وسائل إعلام النظام حدوثها من خلال الإقبال الكبير على المشاركة في وقت أظهرت الصور مشاركة الموالين للنظام إلى جانب عدد من المسؤولين البارزين من بينهم "وليد المعلم" إلى جانب عدد من الوزراء والحزبيين المعروفين بالتشبيح والولاء المطلق للنظام.

فيما أعلنت وسائل إعلام النظام عن بدء انتخابات مجلس التصفيق وفتح صناديق الإقتراع أمام وكلاء المرشحين أمس الأحد، في 7237 مركزاً انتخابياً في مناطق سيطرة النظام لاستقبال الناخبين للإدلاء بأصواتهم وانتخاب 250 من أصل 1658 مرشحاً إلى المجلس، حسب وصفها.

وسبق أن عمل إعلام النظام والمقربين منه على تروج للانتخابات المزعومة وسط دعوات للمشاركة بها باعتبارها "واجب وطني وشرعي للمساهمة في بناء سوريا المتجددة"، بحسب ما نشره تلفزيون النظام الرسمي ضمن الدعوات الإعلامية التي نشرها مراراً وتكراراً قبيل الانتخابات التي انطلقت أمس.

ومن المعتاد إعادة انتخاب رئيس مجلس الدمى "الشعب" السوري، ومكتب المجلس لدورة جديدة، بالتزكية دون منافس، في استمرار لنهج اللاديمقراطية التي يتبعها نظام الأسد في انتخاباته منذ عقود طويلة، وبات رغم عدم توفر أي سلطة في يده حكراً على الشبيحة والشخصيات الموالية كما مؤسسات الدولة التي استغلها النظام وحلولها لأدوات يمارس بها التشبيح ضدَّ المدنيين.

هذا وتعود أسباب تسمية السوريين لـ "مجلس الشعب" الداعم للنظام بـ "مجلس التصفيق" للتأييد الكامل الذي يحظى به رأس النظام السوري من قبل أعضاء المجلس الذي استخدمه نظام الأسد منبراً لتوجيه خطاباته الأولى فيما اكتفى الأعضاء المقربين من أجهزة مخابرات الأسد بالتأييد والتصفيق لمحتوى الخطاب الذي تزامن مع المجازر بحق المدنيين في عموم المحافظات السورية الثائرة ضد النظام.

وكانت انطلقت أمس الأحد 19 يوليو/ تمّوز عملية الانتخابات المزعومة لما يُسمى بـ"مجلس الشعب" التابع للنظام بمشاركة المجرم "بشار الأسد" وزوجته أسماء الأخرس فيما اقتصر الحضور والمشاركة على الموالين للنظام لا سيّما الموظفين وطلاب الجامعات، كما جرت العادة، وغابت تلك الانتخابات عن مناطق سيطرة "قسد" والمناطق المحررة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ