تحت المجهر ... الإعلام الرسمي والرديف لـ "هيئة تحرير الشام" (ملف خاص)
تحت المجهر ... الإعلام الرسمي والرديف لـ "هيئة تحرير الشام" (ملف خاص)
● أخبار سورية ٦ يناير ٢٠٢٠

تحت المجهر ... الإعلام الرسمي والرديف لـ "هيئة تحرير الشام" (ملف خاص)

يلعب الإعلام لدى التنظيمات الجهادية بشكل عام، دوراً فاعلاً كأداة هامة في ترسيخ معالم وأفكار التنظيم أو التشكيل وحرب الخصوم، وإثبات الأحقية وترويج الأخبار والأعمال، كان لهذا الجانب لدى "هيئة تحرير الشام" وسابقاتها "جبهة النصرة وفتح الشام" أهمية بالغة في تعزيز موقف التنظيم، مستغلاً دور الإعلام وتكريسه لخدمة المشروع في مواجهة وحرب الخصوم وتبني أفكاره.

بداية بـ "المنارة البيضاء" وليس انتهاء بشبكة "إباء" كمؤسسات رسمية ناطقة، إضافة لعشرات المؤسسات والمواقع والصفحات وريع كبير من "الذباب الإلكتروني"، أحد أبرز وسائل الهيئة الإعلامية، في ظل هيمنة أجنبية على ذاك الذراع الإعلامي الذي تستخدمه الهيئة حتى اليوم في تمكين نفوذها ومحاربة خصومها.

وطيلة السنوات الماضية، اتبعت "هيئة تحرير الشام وأخواتها" وسائل وأساليب عدة في الحرب الإعلامية، سواء ضد النظام أو ضد مكونات الثورة الأخرى التي حاربتها وأنهتها وشوهت صورتها، من خلال ماكينة إعلامية كبيرة، تدار في غرف مغلقة وتشرف عليها شخصيات أجنبية مدربة.

وتنفرد شبكة "شام" الإخبارية بالتعاون مع "فريق الرائد الاستقصائي" بنشر جانب من التفاصيل والمعلومات التي حصلت عليها من جهات ضمن "هيئة تحرير الشام" خصت الشبكة بملف كبير يكشف جانب من خفايا الذراع الإعلامي للهيئة، والمؤسسات الرديفة لها، وبعض وسائل الترويج الإعلامي الذي تقوم به، بدأ مبكراً بـ "المنارة البيضاء" ومروراً بوكالة أنباء رسمية تحت مسمى "إباء" وليس انتهاءاً بوكالات "أنباء الشام - الدرر الشامية - عين الحق، أمجاد ... وغيرها"

وكالات الهيئة لا مكان للسوريين فيها:

تعتمد الشبكات الإعلامية التابعة للهيئة وعلى رأسها "إباء" على إدارة كوادرها من قبل شخصيات تحمل الجنسية المصرية والتونسية والسعودية، - وفق المصادر - ويدير الموقع "الديسك" شاب مصري يدعى "أبو العز المصري" وهو خريج معهد إعلامي ويعتبر شخصية متعددة المهام بسبب الحسابات الكبيرة التي يديرها ضمن أسماء مستعارة، في وقت تحولت الأسماء الوهمية التي تحمل اسم "مهاجر" و"تقي الدين" و"مجاهد" وغيرها من الأسماء الوهمية لأدوات تنفيذية كواجهة فقط، بين النشطاء وعلى مستوى الإعلام الخاص بالهيئة.

وتعتمد الماكينة الإعلامية للهيئة في التمويل الأكبر، فللترويج "حصة الأسد للمواقع الإعلانية" تنشر وكالة أنباء الهيئة روابط أعمالها في المواقع الرسمية وما هي إلا لحظات حتى تتصاعد المشاهدات إلى الآلاف ويعود ذلك إلى شبكة الدعم الترويجي التي يديرها "أبو العز" إلى جانب عدد من الشخصيات الأخرى.

ويبقى دور الإعلاميين السوريين الذين انضموا إلى الوكالات الإعلامية المقربة من الهيئة بعيداً عن الإدارة مقتصراً على تصوير التقارير المرئية إلى إنجاز كافة المهام الموكلة إليهم في سياق العمل المضني والشاق.

 

سنوات طويلة حتى يتم إضافة السوريين إلى كادر الإعلام!

وعلى الرغم من العمل الميداني الكبير الذي تقدمه الكوادر السورية، والذي يستغرق إضافة أي منهم إلى المجموعات المغلقة وقتاً طويلاً ويعود ذلك للأسباب الأمنية المتبعة من ضمن إدارة وكالات الأنباء التابعة لهيئة تحرير الشام، وتتضمن الخطوات والإجراءات اللازمة لضمان ذلك "تزكية، دراسة أمنية، إِلى جانب حضور اجتماعات تنظمها الهيئة بشكل دوري".

 

دعم الوجوه الجديدة إعلامياً واستغلالها للترويج و"التطبيل"

تعتمد الهيئة منذ بداية تكوينها وقبلها أخواتها "فتح الشام وجبهة النصرة" على مايسمى بـ "الذباب الإلكتروني" عبر مواقع التواصل، من خلال مئات الحسابات الوهمية وبأسماء مختلفة لترويج أفكار الهيئة وتعميمها عبر مواقع تواصل شتى، مؤخراً كروبات الأخبار عبر الواتساب والتيلجرام، هذا بالإضافة لميولها في سنواتها الماضية، للاعتماد بشكل كبير على استقطاب الوجوه الإعلامية الصاعدة ودعمها وتعميم حساباتها، ومن ثم استثمارها في ترويج أفكار وأخبار الهيئة، وماتريد ترويجه إعلامياً، إضافة لمهامهم في الدفاع عن فكر الهيئة وكذلك نقل الأخبار والمعلومات من كروبات الأخبار وحسابات مواقع التواصل، علاوة عن رصد ردات الفعل حيال أي خبر أو قضية تتعلق بالهيئة ومؤسساتها.

ومن ضمن الأمثلة التي وصلت لشبكة "شام" عبر مصادرها، فمع ظهور هيكلية "هيئة تحرير الشام" في 8 يناير 2017 وصلت تعميمات صادرة عن شخصيات قيادية في "جبهة فتح الشام" آنذاك تنص على ضرورة الترويج لفكرة (عام الجماعة) وذلك تمهيداً لإعلان الاندماج الشهير في التاريخ ذاته.

وفي خضم السعي للهيمنة الإعلامية دعت الحاجة بحسب شخصيات يلتفها الغموض نظراً للأسماء الوهمية التي تحملها ضمن الكادر الإعلامي إلى ضرورة دعم وجوه جديدة وشابة قادرة على إيصال رسالة مضمونها أنّ "هيئة تحرير الشام" هي المخلص الوحيد للثورة السورية.

وحصلت "شام" على أسماء ومعلومات كاملة عن عدد من تلك الشخصيات الإعلامية التي تعمل الهيئة على استثمارها والاعتماد عليها في ترويج أفكارها، بينما تكون كوادرها الرسمية تدير تلك الأشخاص من وراء ستار وحجاب دون أن تظهر في الواجهة، وكان أبرز الأمثلة المطروحة على ذلك:

"ر، أ" مختصراً الحكاية، والذي عاش تجربة تلخص حكاية الإعلامي الذي يحمل الجنسية السوريّة ضمن صفوف تحرير الشام، حيث أرسلت الأخيرة توجيهات وقائمة مصطلحات جديدة بدء الشاب بالتقييد بها، ومع مرور السنوات أثبت أن قاعدة الجماهير الشعبية التي حصدها من خلال النشاط الميداني استغلتها الهيئة لتمرير مشاريعها والترويج للرواية التي تتبناها في مختلف الأحداث التي عجت بها مناطق متفرقة من شمال غرب البلاد.

ومع جميع الخدمات التي قدمها "أ" لم تشفع له من الاعتقال مع أول موقف أبداه متحزباً لأحد تيارات الهيئة جراء خلافات في بنية الهيئة الداخلية، تبنى الأخير موقفاً مناقضاَ لما تريده قيادة الهيئة فكان مصيره الاعتقال والملاحقة الأمنية.

أيضا شخصية ثانية "ح، م" تنشرها "شام" كمثال عن طبيعة الدور الإعلامي السوري لكوادر الهيئة الإعلامية إلا أنه يمثل وبدقة كبيرة حقيقة الاستغلال الهائل المتبع من قبل الكوادر الأجنبية بحق السوريين الذين كانوا ولا يزالون العماد الأساسي للعمل الميداني التي تنشره تلك الجهات الإعلامية، وقد يكون مفاجئاً تقديم مبلغ قدره "دولار أمريكي واحد" لقاء التقارير المكتوب الذي يقدمه لوكالته الإعلامية التي يشغل إدارتها عدداً كبيراً من المصريين في المجمل، بما فيهم نشطاء الترويج.

كذلك الشخصية الخارقة "ع ، ط" والتي تتمتع بحضور كبير وقوي في الترويج لمعارك الهيئة وتعميم أفكارها ونشر أخبارها العسكرية، ونقل ماتريد الهيئة نشره وتعميمه، وإجراء اللقاءات المتلفزفة، كذلك مساهمته في التجييش ضد الفصائل الأخرى، وتضليل المعلومات والترويج لانتصارات وهمية على الجبهات، علاوة عن تشويه صورة الإعلام المضاد للهيئة وتكذيب أخباره، وكان له دور فاعل في التجييش ضد الفصائل لشن حملات البغي ضدها.

ووفق المعلومات التي وصلت لشبكة "شام" فإن المجموعات الإعلامية ترتبط بالقيادة العامة للهيئة حيث تعتزم الأخيرة تنظيم اجتماعاً دورياً في كل شهر، يضم الإداريين فيها، ومع تبيان هيكلية الكيان الإعلامي كان لا بد من الكشف عن خفايا وكواليس الحملات الإعلامية الموجهة ضد جهات محددة، ومثالاً على ذلك "حملة التعريف بفرض الزكاة" و"حملة الترويج لتغيير علم الثورة" و"حملة الدعم المالي من قبل الفعاليات الشعبية"، ويصاحب تلك الحملات التحريض على فصيل محدد ويتزامن ذلك مع التجهيز للهجوم عليه عسكرياً.

ومثالاً على ذلك: طلب إداري في جهة إعلامية مقربة من "هيئة تحرير الشام" نشر خبراً مفاده أن عناصر الهيئة تمكنوا من إلقاء القبض على أحد عشر عنصراً للنظام على جبهة الكبينة وذلك عقب مرور ساعات على عملية تسليم جنود لنظام الأسد في منطقة شرق الفرات، وتأكدت "شام" من مصادرها عدم صحة الخبر فيما أكدت المصادر ذاتها أن عملية الترويج الإعلامي من قبل الهيئة هو كسب حاضنة شعبية مفقودة وتشويه صورة عملية "نبع السلام".

 

ترويج روايات خيالية لضرب سمعة الفصائل الثورية!

اتبعت الماكينة الإعلامية لـ "جبهة النصرة ومن ثم فتح الشام وأخيراً هيئة تحرير الشام" سياسية ممنهجة تقوم على تشويه صورة الفصائل الأخرى التي تحاربها، بدأت بمكونات الجيش الحر، وساقت لكل فصيل قضية وقصة قامت بتضخيمها والترويج لها، ساهمت في تأليب الحاضنة الشعبية ضدها، وكانت في كل مرة بداية لمشروع بغي جديد على فصيل جديد منها قضايا "الفساد والسرقة والتعدي على الحرمات وخطف وقتل والإساءة لشخصيات مشهورة وقيادية"، تكون بداية التجييش الإعلامي تزامناً مع التحشيد العسكري لإنهاء الفصيل.

وعلمت شبكة "شام" بأن عدة روايات خيالية روجت لها وكالات الإعلام الممولة من "تحرير الشام" وتنفرد بذكر تفاصيل عنها، الرواية الأولى وهي صورة لشخص مجهول الهوية يبلغ من العمر 15 عاماً، قيل أنه أندونسي وقام بتحرير قرية بمفرده من قبضة عصابات الأسد، الرواية التي تنافي الواقع إذا طُلب نشرها بالتزامن مع انسحاب فصائل الثورة من مناطق بريف حماة، ليقال أنّ عنصراً من هيئة تحرير الشام يسترد قرية بينما الفصائل بكاملها تنسحب!

وفي سياق متصل نشرت المعرفات التابعة لـ "تحرير الشام" رواية مفادها أن رجلاً واحداً استطاع قتل 45 جندياً من ميليشيات النظام على جبهات القتال، والهدف من ذلك هو ليس المدنيين وعامة سكان المناطق المحررة بل عناصر الهيئة ذاتهم لتحفيزهم على العمليات القتالية، دون التأكد من صحة الرواية التي انتشرت قبيل شهر من الآن.

 

توجيه الإعلام إبان قتال الفصائل وتدني الخدمات:

التعامل مع الأمريكان والنظام وإيصال الماء والوقود لقوات النظام في وادي الضيف أحد الروايات التي روجت لها الماكينة الإعلامية لجبهة النصرة في السنوات التي سبقت البغي على جبهة ثوار سوريا وعدة مكونات أخرى، وزرع فكرة العمالة والفساد وإمداد النظام بالوقود والمياه في وادي الضيف والحامدية لإنهاء "جمال معروف" آنذاك، في وقت غاب إعلام الجبهة حينها عن تهريب الضباط والعلويين من المعسكرين بدباباتهم إلى مناطق سيطرة النظام بمورك.

وتستنفر الطواقم الإعلامية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" كامل قدراتها المؤلفة من مئات الحسابات الوهمية في تبني رؤية محددة يتم نشرها، ومثالاً على ذلك خلق خلافات قد تكون سابقة بين الفصائل لإعادة التصعيد بهدف القضاء على فصيل كما الحال في قتال عدة مكونات عسكرية مؤخراً إذ فرضت الهيئة بشكل مفاجئ دخول دوائرها إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها، وطُلب من الإعلاميين السوريين آنذاك استطلاعات للرأي العام وتحديد سؤال من قبل "أبو العز المصري" وهو "كيف ترى توحيد المحرر في حكومة واحدة" يقصد حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة، وطلب من الحسابات الرديفة نشر الفيديوهات الناتجة عن الاستطلاع على نطاق واسع لتزييف صورة الواقع الشعبي الرافض لقتال الفصائل تحت أي حجة كانت.

ونظراً للقرارات المتتالية التي صدرت عن حكومة الإنقاذ كان لزاماً على إعلام الهيئة تلبية مطالب الإداريين الغير سوريين، وتمثلت تلك الطلبات "إظهار حجم ضرورة الحصول على ضرائب لاستمرار الخدمات" الترويج لفكرة أن الدعم الذاتي يجعل مع قرار الحكومة غير مقيد من الجهات الخارجية".

وفق مصادر "شام" فإن "الذباب الإلكتروني" بما فيه من نشطاء سوريين يتلقون الأوامر من الجهات المسؤولة عنهم لرصد ردة فعل الشارع حيال قرار أو إجراء تريد تنفيذه في المحرر عبر مؤسساتها أو حكوماتها كتعزيز الحواجز وتدقيقها ومسائل تسجيل السيارات وليس آخراً الهيمنة على قطاع الإنترنت الفضائي في المحرر ورفع الأسعار، ويتم ذلك من خلال نشر بيانات صادرة عن الهيئة أو مؤسساتها كحكومة الإنقاذ، ونشرها ومن ثم رصد ردة فعل الشارع والنشطاء ومواقع التواصل، قبل العودة لتكذيب البيان والترويج لأنه غير رسمي ومزور، حيث يتم جمع المعلومات وردات الفعل لدى الجهات المسؤولة وبعدها دراسة إمكانية اتخاذ القرار من عدمه أو تأجيله.

ومن المهام الموكلة لمجموع النشطاء والمتعاونين مع الهيئة بكوادرها الإعلامية، تتبع غرف الأخبار عبر مواقع التواصل وحسابات النشطاء، بطريقة أمنية بحتة ورصد وتصوير ونقل صوتيات وصور لمحادثات أو منشورات عبر مواقع التواصل، وإرسالها للمسؤولين عنهم، يتم تحويلها للجناح الأمني التابع للهيئة بعد فرزها وتنظيمها، وبناء عليه تم اعتقال الكثير من النشطاء لمحادثات أو منشورات عبر مواقع التواصل، كذلك تهديد الكثير منهم من خلال أرقام أمريكية على حساباتهم الشخصية لمجرد مشاركته في نقاش ما ضد الهيئة، وهو أحد أساليب الترهيب التي تتبعها ضد النشطاء في المحرر.

 

كم يتقاضى إعلاميو الهيئة ..؟

تفيد المصادر لشبكة "شام" أن الميزانية المخصصة للجهات الإعلامية في شبكة "إباء" الإخبارية التابعة للهيئة، وعلى الرغم من ضخامة الموارد البشرية والمادية التي تستحوذ عليها الهيئة، إلا أن جدول التعامل المالي والإداري ضمن وكالة "إباء" كالتالي، 35 دولار للتقرير التلفزيوني، و14 دولاراً للتقرير التوثيقي، وثلاثة دولارات فقط للموضوع المصور، و"يقصد به تقريراً مكتوباً مزود بصور حصرية يوضع عليها شعار إباء الرسمي".

بالمقابل يجبر المراسل الميداني على تقديم ما لا يقل عن 4 تقارير تلفزيونية "بدقة متناهية" فضلاً عن تزويد الوكالة بستة تقارير توثيقي وهي تسجيل مصور لحدث معين، إلى جانب 9 مواضيع مصورة "ألبومات مصورة مرفقة بشرح مفصل عنها، ويضاف 50 دولاراً أميركياً لمن ينتمي إلى "هيئة تحرير الشام"، ولا يدخل إلى الوكالة الرسمية من لا ينتمي إلى الهيئة كعنصر وينوب عن ذلك "تزكية" لأكثر من ثلاثة مدراء في مناصب رفيعة المستوى بالمجال الإعلامي والأمني بصفوف الهيئة.

ويرصد المكتب الإعلامي الذي يتخذ من بلدة "ت" مقراً له ثلاثة جوائز مالية للمراسل الحربي النشط الذي يزيد على أعماله الموكلة إليه تتراوح ما بين 20 و100 دولار للجائزة، في الوقت الذي مدراء الشبكات الاجتماعية أسماء وهمية ومتعارف عليها ضمن الاجتماعات الدورية لتوجيه بوصلة الإعلام الموالي لممارسات الهيئة.

ورغم القاعدة الواسعة من "الذباب الإلكتروني" إلا إدارة المواقع الإعلامية والصفحات عبر "تيلجرام" تقوم بعمليات الترويج الممول للحصول على متابعين وشرائهم من قبل جهات عدة.

وقامت شبكة إعلامية موالية لتحرير الشام بشراء آلاف المتابعين من قبل شركات إيرانية وروسية، وذلك وفقاً لمصادر تقنية قالت ان هذه تلك الشركات غير رسمية و تهتم ببيع الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي عبر بوتات ممولة، فيما دفعت الشبكة "التابعة للهيئة" مبلغ مالي قدره 500$ أمريكي مقابل عدد من المتابعين.

كما الحال لـ "وكالة أنباء الشام" التي اشترت قناتها على تطبيق تيلجرام التي كانت تحمل أسم "أكلات شامية" لمالكتها "أم عمرو السورية" كما تسمي نفسها وذلك بمبلغ وقدره 200 دولار أمريكي، كانت تضم القناة وقت شراءها 3000 متابع.

وتعكس "وكالة أنباء الشام الواقع" الخدمي كما تحب أن تظهره الهيئة حيث تعمل على نشر وترويج تعبد الطرقات والتنسيق مع المجالس المحلية "المختارة من قبل الهيئة" والكثير من المشاريع الاقتصادية البراقة التي تعكس مدى الخدمات التي من المفترض تقديمها.

كذلك "الدرر الشامية" التي تتخذ شعاراً لها (مشروع إعلامي يهتم بالشأن الشامي " سوريا - لبنان - فلسطين - الأردن ") وهي شبكة إعلامية رديفة للهيئة، تأسست على يد نشطاء سوريين في مصر، وكانت سابقاً تدار من قبل كادر سوري وآخر مصري من التقنيين وهما "أحمد الخولي، أحمد الشافعي"، والأخيرين، قاما بعد خلاف مع إدارة المؤسسة "خلاف مالي وسياسية الشبكة في انتقاد التنظيمات"، فقاما بالسيطرة على دومين الموقع الإلكتروني، وثم بدأت عبر شخصيات إعلامية مقربة من الهيئة "أ،ن" بتأمين أموال لهم والبدء بمرحلة العمل ضمن الإعلام الرديف للهيئة، وجزء من فريقها الميداني يعمل ضمن شبكة "إباء" الرسمية.


المراقبة والأمن الرقمي:

تستجدي الجهات الإعلامية في "تحرير الشام" دعماً كبيراً من جهات تقنية مرموقة، وتسعى من خلال ذلك لدعم حساباتها الوهمية وتنشيطها كما الحال بمتابعة أمور المراقبة، وحصلت "شام" على معلومات حصرية تكشف عن قيام شخصية مصرية في جهة إعلامية بشراء تطبيق يعيد المحذوفات من الأجهزة التقنية الهواتف الذكية، وتستهدف بهذا التطبيق النشطاء المناهضين لحكومة الإنقاذ والهيئة في حال التحقيقات معهم، وهذا ما تم تطبيقه على هاتف "أ، ر" عند احتجازه، وبدورها تقوم الحسابات المدعومة رقمياً بمتابعة صفحات الناشطين السوريين ورصد انتقادات قد يسفر عنها الملاحقة الأمنية من قبل تحرير الشام.

 

الأجهزة المتطورة مصدرها "المصادرات"

ظهرت المعدات الإعلامية المتطورة عقب عمليات مداهمة نفذتها القوة الأمنية التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" لا سيما مقرات جند الأقصى التي نتج عنها الحصول على أجهزة لابتوب حديثة إضافة إلى كاميرات رقمية متطورة.

وتجلى ذلك عقب مصادرة "تحرير الشام" لمقتنيات المكتب الإعلامي لوكالة "أعماق" التابعة لتنظيم الدولة بريف إدلب قبل سنوات، وحصلت مصادرنا على التأكيد أن من بين الكاميرات المصادرة ما يعمل تحت الماء، تمت مصادرتها في قرية (م،ن) قرب (ج،أ) مكان الحدث الذي غير مسيرة الإنتاج الإعلامي لتحرير الشام حيث صادرت بعض الكاميرات الرقمية المتطورة التي كانت بجعبة خلايا من تنظيم الدولة، أمر وقتها بعدم الاقتراب من هذه المصادرات إلى حين وصول تقني مختصر كويتي الجنسية ليصار إلى العمل على تلك الكاميرات وتسليمها لوكالتي "شامنا وأمجاد" لإنتاج فيديوهات بدقة متناهية فيما يعرف بالإعلام الحربي.

وإلى جانب مصادرات بعض الفصائل العسكرية قد تحتفظ تحرير الشام ببعض أجهزة الإعلاميين لتستخدمها في الإنتاج الإعلامي، كما وثقت شبكة "شام" وجود نحو ٢٠ لابتوب في مقر الهيئة الإعلامي جميعها لمنظمات المجتمع المدني تمت مصادرتها لأسباب وحجج متنوعة.

 

"ز، ن" وتشغيل الماكينة الإعلامية والسياسية!

المصادر التي تمكنت من إيصال المعلومات وصفت "أ، ن" بالأب الروحي للجهاز الإعلامي التابعة للهيئة باعتباره الشخصية الملهمة لكامل الخطوات المتبعة "إعلامياً" في وكالات الأنباء الموالية للهيئة، فيما تربطه علاقات قوية مع شخصيات نافذة في حكومة الإنقاذ.

وجد "ز" نفسه في هذا الموقع مستخدماً علاقاته القوية بتوجيه إعلام الهيئة من خلف الكواليس يعمل على زيادة خبرة المعرفات الرسمية للهيئة بالتعامل مع مجريات الأحداث مستغلاً مشواره الطويل إلى جانب التنظيمات الجهادية المقرب منها، فيما يتزايد نشاطه المساند لحكومة الإنقاذ.

في أخر زيارة له لسوريا قبل أيام استقبله وفد من حكومة الجولاني، لتتم مرافقته إلى "ت،ز"، المصادر ذاتها توصلت إلى قيام مرافقته بتقبيل يديه قبيل اصطحابه إلى منزله، موضحة أنّ هذا الإجراء يعد روتينياً عند لقاء "ز" بعناصر من "تحرير الشام" لما له من أهمية في تشغيل وتنظيم الذراع الإعلامي.

كذلك دوره في تخفيف ضغط الشعبي ضد الهيئة، مصادرنا توصلت إلى معلومات تفيد بقيام "ز" بنشاطات ضخمة للحيلولة دون ارتفاع سقف المطالب الشعبية ومحاولاً اقناع الناس بوجود بجهود كبيرة من قبل حكومة الانقاذ لكي تنعم المنطقة بكامل الخدمات.

 

خاتمة

نجحت الماكينة الإعلامية للهيئة وأخواتها خلال سنوات عديدة في ترويج فكر الهيئة وتعميم ماتنريد من اتهامات ضد فصائل الجيش الحر والفصائل الأخرى التي تقترب منها فكرياً حتى كـ "جند الأقصى وأحرار الشام" وساهمت تلك الحملات في التمهيد لمعارك بغي كبيرة، أنهت جل تلك المكونات، وسيطرت الهيئة على مناطقها ومقدراتها، إلا أن إعلام الهيئة بدأ في العام الأخير يخطو خطوات كبيرة نحن الانحدار، وباتت تتكشف حقيقة تلك الحملات والمزاعم التي تروج لها، والتي باتت سياسية ممنهجة، علاوة عن إغراق الهيئة في تتبع النشطاء واعتقالهم ومصادرة معداتهم دفعت الكثير منهم لاتخاذ موقف عدائي منهم، في وقت يواصل أخرين التعامل والتعاون معها لدواع السلطة والمال أو الحماية، تملك "شام" معلومات وافية عن الكثير منهم ستنشرها في الوقت المناسب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: هيئة التحرير في شبكة شام وفريق الرائد الاستقصائي
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ