كاتب لبناني يحلل دوافع ترامب وراء إعلان الانسحاب من سوريا
كاتب لبناني يحلل دوافع ترامب وراء إعلان الانسحاب من سوريا
● أخبار سورية ٦ فبراير ٢٠١٩

كاتب لبناني يحلل دوافع ترامب وراء إعلان الانسحاب من سوريا

تطرق الجامعي والكاتب اللبناني الدكتور "سناء أبو شقرا" في مقال له، إعلان الرئيس ترامب أنه سيسحب قواته من سوريا، ان ترامب يريد من وراء ذلك تحقيق عدة أهداف.

الهدف الأول وفق الكاتب في مقاله الذي نشرته " سي إن إن" هو الخروج من النفق الذي حفره بنفسه في مسألة الصراع الكردي- التركي، معتبراً أن الدعم الذي قدمته الإدارة للأكراد على مدى السنوات الماضية، فتح شهيتهم، ووسع طموحاتهم إلى حد جعل المترصد التركي يندفع في مواقفه المضادة إلى حد التهديد المباشر، والانجرار أكثر فأكثر في استراتيجية الانفتاح على "الصديق الروسي اللدود".

كما رأي أن ترامب لا يريد خسارة أي من الطرفين، ولكنه عاجز عن التوفيق بين مشاريع كل منهما، بخاصة وأن الإدارة الأمريكية كانت تشجع كلا منهما، على حدة، بالمضي قدما في مشاريعه.

والهدف الثاني - برأي الكاتب - هو وضع روسيا في مواجهة مباشرة مع كافة أطراف الصراع في سوريا، حلفاء كانوا أم خصوما".

وقال الكاتب إنه بعد "اتفاق ادلب" أصبح الثنائي الروسي - التركي أمام 3 تحديات: حل مشكلات الشمال-الغربي السوري، وهي متنوعة ومتشابكة، محلياً وإقليمياً، المسؤولية المباشرة عن التأزم القديم-الجديد في العلاقات التركية الكردية، بخاصة مسألة المنطقة الآمنة، التي تريدها تركيا ويرفضها النظام السوري والأكراد في آن، وأخيراً مشكلات ما بعد الحرب، من قضية النازحين واللاجئين إلى الإعمار.

فوق ذلك، سيكون على روسيا التعامل مع "العقدة الإيرانية" في امتداداتها السورية والإسرائيلية وجها لوجه، من دون أي وجود "للفزاعة الأمريكية" التي تتذرع إيران كي تحافظ على وجودها العسكري في سوريا.

بالنسبة للهدف الأول يمكن القول إن ترامب خسر المصداقية تجاه الأكراد ولم يربح من الأتراك شيئا. أما الثاني، فإن إعلان الروس عن تشكيكهم بالقرار الأمريكي هو مرادف ضمني للقول: "لن ندخل في لعبتكم، جربوا سواها"، وفق الكاتب.

ورأى أن ردود الفعل، على الأقل من جانب القيادات العسكرية، جاءت لتؤكد الصفة المرتجلة والمتسرعة لهذا القرار، وآخرها تصريح قائد القوات المركزية الأمريكية، بالأمس القريب. كما أن ردود فعل القوى المنخرطة في الصراع على الساحة السورية كشفت حالة الارتباك الأمريكي، وربما اللامبالاة تجاه مصير بعض الحلفاء، وحتى تجاه مصداقية الاستراتيجية الأمريكية ذاتها.

كما أن الإيرانيون اكتفوا بتعليق مريح من دون بذل أي جهد في التأمل والقراءة، معتبراً "أنه فشل جديد للسياسة الأمريكية في المنطقة " وأن الأتراك عبروا عن ارتياحهم للخطوة التي قد تحررهم من احتمال إغضاب الحليف الأمريكي في صراعهم مع قوى ومشاريع كردية معينة، الأكراد، من جانبهم، رأوا في الانسحاب "طعنة في الظهر"، أما الروس فلن يصدقوا الوعد الأمريكي حتى يروا بأم العين أنه قد تحقق فعلا".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ