لغة روسية ودورات تعليمية .. غطاء النظام لطمس هوية السجون وممارسات التعذيب!
لغة روسية ودورات تعليمية .. غطاء النظام لطمس هوية السجون وممارسات التعذيب!
● أخبار سورية ٣١ يوليو ٢٠٢١

لغة روسية ودورات تعليمية .. غطاء النظام لطمس هوية السجون وممارسات التعذيب!

ينشط إعلام نظام الأسد في الآونة الأخيرة في حديثه عن السجون التي كثف الإعلان عن دورات تعليمية وفروع جامعية كان آخرها دورات منها اللغة الروسية والإنجليزية في سجن دمشق المركزي.

وزعمت مصادر إعلامية موالية بأن افتتاح المكتبات والمراكز الثقافية ودورات تعليمية لرفع المستوى الثقافي والتعليمي للنزلاء، إلا أن ناشطون سوريون قالوا إن هذه البروبوغاندا الدعائية والترويجية لصالح نظام الأسد وتهدف إلى طمس معالم جرائمه بحق المعتقلين.

وقال "محمد حلو"، مصور وزارة الداخلية التابعة لنظام الأسد عبر صفحته الشخصية إن هذه الدورات تأتي ضمن قاعات الدورات التعليمية ابتداء بدورات محو الأمية المخصصة لكبار السن والأحداث مدتها ستة أشهر، حسب كلامه.

يضاف إلى ذلك دورات اللغات الأجنبية الإنكليزية والروسية ودورات تجويد القرآن الكريم والموسيقى والخط العربي واللغة العربية، والحاسب ويحصل الناجحون على وثيقة تمكنهم من استمرار تعليمهم في المستقبل، وفق مزاعمه.

وأثارت المشاهد المتعلقة بافتتاح الدورات التعليمية واللغات تعليقات متباينة لا سيما حول اللغة الروسية، من قبل المتابعين عبر صفحات مواقع التواصل، وسط حالة استهجان وتعليقات متماثلة حول أن الدورات التدريبية هي تحت إشراف "أبو حيدر جوية" الأسم المتداول لمحقق التعذيب في سجون النظام.

وفي تشرين الثاني الماضي أطلق نظام الأسد ما قال إنها فعالية ثقافية تستهدف معتقلين في سجن دمشق المركزي "عدرا"، فيما ظهرت أنها محاولات يائسة لتجميل صورة المعتقلات والسجون التي ترتبط بالموت والتعذيب والتنكيل، وسط تصريحات منفصلة عن الواقع صادرة عن مسؤولي النظام.

وحضر الفعالية المزعومة وقتذاك عدة شخصيات مقربة من النظام بينها وزيرة الثقافة "لبانة مشوح"، ووزير الداخلية "محمد الرحمون"، ومدير إدارة السجون لدى النظام العميد "عبدو كرم"، وأدلوا بتصريحات منافية للواقع استكمالاً لسياسة النظام القائمة على  الكذب والتضليل.

وضمن التصريحات المثيرة للجدل زعم مدير إدارة السجون لدى النظام العميد "عبدو كرم"، بأنه "عندما يدخل المحكوم إلى السجن ننسى جرمه ويتم التعامل معه بمنتهى الإنسانية، له حقوق وعليه واجبات"، وفق حديثه لصحيفة روسية.

وأضاف زاعماً أن الغاية من كل ذلك هو أن يخرج السجين إلى المجتمع مجدداً وبأسرع وقت، ليمارس دوره كعنصر فاعل وإيجابي في أسرته ووطنه، فالسجن هو مكان للتأهيل والإصلاح، وفق تعبيره.

كما وزعمت الوزيرة "لبنة مشوح"، إن ما شاهدته في المعرض من أعمال يدويّة ولوحات فنيّة كان مثيراً للإعجاب، وتحدثت عن ما وصفته بـ "الإتقان العالي" في هذه القطع التي أنجزها معتقلو السجن بعد اكتسابهم الخبرات خلال فترة وجودهم في السجن، وفق زعمها.

في حين أشاد وزير داخلية النظام "رحمون" بهذه الإجراءات فيما وتضمنت الفعالية المزعومة عرض لوحات فن تشكيلي ومنتجات يدوية وتراثية وجاء ذلك فيما أطلق عليه النظام مسمى أيام الثقافة السورية تحت شعار "ثقافتي هويتي"، وفق وسائل الإعلام الموالية.

ونقلت وسائل إعلام مقربة من النظام تصريحات عن عدد من السجناء ممن زعمت أنهم تلقوا دعماً كبيراً من قبل إدارة سجن دمشق المركزي، والقائمين عليه خلال عملهم على التشجيع وتأمين كافة المستلزمات، في مشهد يحاول به الجلاد استغلال الضحية والمفارقة أن يكون مشهد الاستغلال في موقع الجرائم ذاتها.

بحسب إحصاءات النظام فإن سجن عدرا يحوي على 6900 سجين 400 من الإناث ويأتي ذلك بعد انخفاض أعداد النزلاء داخل السجن إلى النصف بموجب مرسوم عفو أصدره رأس النظام المجرم "بشار الأسد"، بوقت سابق.

وكان زعم مدير إدارة الأمن الجنائي اللواء المجرم "ناصر ديب"، عدم صحة ما اسماها "نظرة المجتمع"، لـ"قوى الأمن الداخلي"، بشكل عام أو "الأمن الجنائي" بشكل خاص بأنها تنتزع الاعترافات تحت التعذيب مغلوطة وغير دقيقة، وفق تعبيره.

وقال اللواء في أجهزة الأمن التابعة للنظام إن الضرب والتعذيب أو إهانة المواطن أو الموقوف ممنوع منعاً باتاً ويشكل جريمة بحق ذاتها، مكذباً الحقائق التي تؤكد وفاة عشرات الآلاف من المعتقلين في سجون ومعتقلات النظام، أظهرت صور قيصر المسربة جانباً من فظاعة أساليب التعذيب والتنكيل المتبعة في سجون الأسد.

ووفقاً لما ورد في مزاعمه إيضاً أن إدارة الفرع تنبّه باستمرار الضباط والعناصر بعدم اللجوء إلى أي أسلوب خارج ما وصفه بـ "القانون" في التحقيق مع الموقوفين ولا يقبل بدوره سوى بالأدلة والقرائن ولا يكتفي بالاعتراف معتبراً أن فكرة الاعتراف سيد الأدلة لم تعد صالحة مع تطور تقنيات الكشف عن الجرائم وتطور فكر المجتمع فأصبح الاعتراف دليلاً ضعيفاً أمام المحاكم ما لم يقترن بأدلة وقرائن تدعمه.

وبحسب "ديب" فإنّ الجرائم الخطرة على المجتمع كالقتل والخطف انخفضت بشكل كبير عمّا كانت عليه في السنوات الماضية، فيما ازدادت جرائم المعلوماتية مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي زعماً أن الوضع الأمني في سوريا بشكل عام استعاد عافيته، حسب زعمه.

يُشار الشبكة السورية لحقوق الإنسان قالت في تقريرها السنوي الصادر بمناسبة اليوم الدولي لمساندة ضحايا التعذيب، إن ما لا يقل عن 14338 بينهم 173 طفلاً و74 سيدة، قتلوا في سجون النظام منذ مارس/آذار 2011، في وقت أنّ 129 ألفا و973 شخصاً، لا يزالون قيد الاعتقال أو الاختفاء القسري لدى نظام الأسد.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ