مجموعة العمل: عام على استعادة مخيم اليرموك.. تلكؤ في إعادة الإعمار ووعود تخديرية ونهب وتعفيش
مجموعة العمل: عام على استعادة مخيم اليرموك.. تلكؤ في إعادة الإعمار ووعود تخديرية ونهب وتعفيش
● أخبار سورية ٢١ مايو ٢٠١٩

مجموعة العمل: عام على استعادة مخيم اليرموك.. تلكؤ في إعادة الإعمار ووعود تخديرية ونهب وتعفيش

نشرت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا" اليوم الثلاثاء، تقريراً بمناسبة مرور عام كامل مرّ سيطرة النظام السوري على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق، والتي أعلن عقب دخوله إليه سيطرته على كامل جنوب دمشق، بعد العملية العسكرية التي شنها يوم 19 نيسان/ ابريل 2019 على اليرموك ومناطق جنوب دمشق لطرد تنظيم داعش وإعادة السيطرة عليه، مما أسفر عن إلحاق دمار 60% من منازل اليرموك وقضاء 31 مدنياً وسقوط العشرات من الجرحى.

وقال الإعلامي والباحث نبيل السهلي مقيم في هولندا: "إن المؤشرات السياسية تشير بأن قضية مخيم اليرموك باتت واضحة، عودة قريبة لأبناء المخيم مستحيلة، خاصة مع استمرار عملية التعفيش التي طالت حتى البنى التحتية"، منوهاً أن مخيم اليرموك يفتقر إلى جميع الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وخدمات صرفي صحي، ناهيك عن عملية التدمير المبرمج الذي جعل غالبية بيوت مخيم اليرموك غير صالحة للسكن، إضافة إلى عدم مقدرة أهالي المخيم على اعادة الاعمار والترميم.

وحمل السهلي مسؤولية عدم عودة أهالي اليرموك إلى مخيمهم وممتلكاتهم إلى جهات عديدة منها النظام السوري ومنظمة التحرير وكافة الفصائل الفلسطينية المنضوية في اطارها وخارجها.

واعتبر أن الحديث المتكرر عن تحديث المخيم انما يرسخ فكرة شطب اليرموك من الخارطة السياسية وهذا يعتبر وجهة نظر شخصية المتضرر الاكبر الشعب الفلسطيني، وقد تخسر القوى الفلسطينية رصيدها البشري الكفاحي الأكبر بعد شطب اليرموك وتشتيت أهله وطاقاته الكامنة التي كانت حاضرة خلال مسيرة الكفاح الفلسطيني منذ عام1965.

من جانبه رأى إبراهيم العلي الباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين المقيم حالياً في تركيا أن مخيم اليرموك لايزال في حالة فراغ سكاني نتيجة منع عودة سكانه رغم خلوه من المسلحين والسيطرة عليه بشكل كامل.

وأضاف العلي أن عمليات التعفيش ونهب الممتلكات الخاصة لا تزال مستمرة كالأثاث ونحاس الحمامات وكل المواد القابلة للنقل، وكذلك الاملاك العامة كالكابلات وأعمدة الكهرباء وأجهزة التكرير وغيرها في عملية أشبه بالتفريغ الممنهج لتأخير إعادة النازحين عن المخيم من اللاجئين الفلسطينيين.

أما أحمد كتيلة اكاديمي فلسطيني من سوريا مقيم بهولندا فشدد على أن النهب المنظم الذي تم بعد استعادة النظام للمخيم يؤكد أن هناك فجوة كبيرة بين الفعل على الأرض والأقوال المعسولة التي تصدر عن بعض الجهات المختصة، ويبقى إعادة إعمار المخيم قرارا سياسيا يصعب تنفيذه الآن هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك خطط إعمار موضوعة منذ أكثر من ١٥ عاماً لإعادة إعمار العشوائيات المحيطة بدمشق وبعض أحياء دمشق ولن يكون مخيم اليرموك استثناء. فهناك أحياء كاملة تمسح عن وجه الأرض (القابون وبرزة ..مثال) . وما هو ثابت على الأرض وممارس عدم السماح لأهالي هذه المناطق والأحياء بالعودة.

أما الصحفي الوليد يحيى مسؤول ملف فلسطينيي سوريا في موقع بوابة اللاجئين والمقيم في لبنان اعتبر أن مخيّم اليرموك تحوّل إلى ساحة للارتزاق المالي، عبر مؤسسات وأموال تُصرف وتمويل يأتي من الخارج، تحت عناوين تنظيف المخيّم وازالة الردم، والتمهيد لعودة الناس، لم يكن المستفيدين منها سوى حفنة من المقاولين والمرتشين، بينما اهالي المخيّم مازالوا مشرّدين يعانون من اسوأ الظروف المعيشيّة والانسانيّة.

وأوضح الوليد أنّ دور الفصائل الفلسطينية والممثلين الاعتباريين للشعب الفلسطيني، هامشي وغير فاعل على الاطلاق في حفظ هوية المخيّم وممتلكات الناس وتثبيت حقّهم فيها، حيث أنّ الوعود والتطمينات التي طالما اطلقوها عقب "استعادة" النظام للمخيم، والتي أوهمت الناس بأنّ العودة قريبة وخلال اشهر ستدخل الورش للبدء بإعادة التأهيل، اتضح انّ كلها كلام في الهواء، لا اساس لها ولا تطبيق عملي لأيّ منها، ولم يكن الغرض منها سوى ايهام الناس، فلو كانت هناك نوايا لإعادة الناس لكانت قد ظهرت بوادرها العمليّة خلال العام الذي مضى، فمدّة عام كافية جدّاً لتبيان صدق النوايا من كذبها.

في هذا الإطار قال الإعلامي محمد صفية المهجر إلى إدلب إن مخيم اليرموك بات اليوم وبعد مرور عام على سيطرة النظام كالذي يراوح مكانه منذ ذلك التاريخ وكأن الزمان توقف.

مشيراً إلى أن أكوام من الدمار والصمت والوحشة تصبغ المشهد العام في المخيم، حيث لا حركة سوى حركة التعفيش التي لازالت تنهب كل شيء فوق الأرض وتحت الأرض وكأنها رسالة لمن هجروا منه أن لا تعودوا فقد سرقنا كل ما بناه آباؤكم.

مضيفاً إلى أن هناك محاولات بسيطة لدى القلة القليلة التي تمكنت من دخول المخيم في حارة أو حارتين لم تتضرر كباقي المخيم للتشبث بالذاكرة. منوهاً إلى أنه حتى الآن لم يسمح بعودة الغالبية الى مخيمها ولا أسمع سوى بدخول التوابيت وكأن المخيم ينقصه المزيد من الحداد!

فيما رأى محمود زغموت الباحث في شؤون اللاجئين الفلسطينيين والمقيم في تركيا أنه لا يوجد افق واضح بشأن مستقبل مخيم اليرموك حتى الساعة، وذلك بالرغم مما يتردد من وعود وتعهدات على ألسنة كثير من الشخصيات والجهات ذات العلاقة، سواء من أوساط النظام السوري كمحافظة دمشق والجهات الأمنية، أو الأوساط الفلسطينية، كالسلطة والمنظمة وفصائل دمشق.

ونوه الزغموت أنه بالرغم مما يتردد من حديث عن اعادة اعمار أو ترميم أو عودة سكان، نحن أمام عملية تدمير وتجريف واسعة تعرض لها أكبر مجتمع للاجئين الفلسطينيين خارج البلاد، سواء من حيث العدد والمساحة أو من حيث الرمزية والمكانة على المستوى الوطني أو الدور التاريخي والتجربة النضالية.

ومن المؤسف القول أن عودة المخيم إلى سابق عهد باتت من المستحيلات، ذلك أن عملية التفكيك التي تعرضت لها البنية البشرية والمجتمع الفلسطيني في مخيم اليرموك أدت إلى نتائج كارثية من حيث عدد الضحايا والمفقودين والمهجرين والذين هاجروا خارج البلاد واستقروا في المهاجر، إذ حتى لو توفرت الارادة أو النوايا الحسنة لدى الجهات المسيطرة على المخيم تجاه اعادة الاعمار وعودة المنطقة إلى سابق عهدها، فمن الذي يستطيع أن يعيد الضحايا والمفقودين أو المهاجرين الذين استقروا في أوروبا وقطعوا إلى غير رجعة مع هذه البلاد.

الجدير ذكره أن مخيم اليرموك تعرض في التاسع عشر من نيسان أبريل 2018 لعملية عسكرية بهدف طرد تنظيم "داعش"، بدعم جوي روسي ومشاركة "فصائل فلسطينية"، استخدم فيها جميع صنوف الأسلحة البرية والجوية، ما أدى إلى تدمير 60 % من مخيم اليرموك وسقوط عشرات الضحايا من المدنيين.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ