محللون أتراك يتوقعون حراكاً تركياً واسعاً لمنع سقوط إدلب بيد النظام وروسيا
محللون أتراك يتوقعون حراكاً تركياً واسعاً لمنع سقوط إدلب بيد النظام وروسيا
● أخبار سورية ٥ فبراير ٢٠٢٠

محللون أتراك يتوقعون حراكاً تركياً واسعاً لمنع سقوط إدلب بيد النظام وروسيا

تطرق محللون أتراك لطبيعة التعقيدات والتوترات التي تشهدها منطقة إدلب شمال سوريا بين روسيا وتركيا، بعد بروز خلاف واضح في المنطقة، وتعرض نقاط تركية للضامن التركي للحصار في منطقة خفض التصعيد وأخرى للاستهداف خلفت مقتل جنود أتراك.

وأوضح المحللون أن أنقرة غيرت من مهام نقاط المراقبة في إدلب، مع استمرار تدفق التعزيزات العسكرية الضخمة إلى شمال سوريا، بعد هجوم النظام السوري على قافلة تركية، موقعا ثمانية قتلى.

ولفت الكاتب التركي، سادات أرغين، إلى أن من مخرجات مسار أستانا تأسيس نقاط مراقبة في منطقة خفض التصعيد لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة في سوريا.

وأشار في مقال على صحيفة "حرييت"، وترجمته "عربي21"، إلى أنه وفقا لمسار أستانا فقد تقرر إنشاء 12 نقطة مراقبة تركية في المحيط الداخلي لمنطقة خفض التصعيد، وإنشاء 10 نقاط مراقبة لروسيا، ولإيران سبعة أخرى على أطراف منطقة خفض التصعيد.

ولفت إلى أنه مع بداية التصعيد للنظام السوري وروسيا بإدلب في أيار/ مايو وآب/ أغسطس الماضيين، فإنها لم تتأثر نقاط المراقبة التركية بالتطورات الساخنة، وكانت القوات الروسية حريصة بتجنيبها أي إطلاق نار.

وأضاف أن هجوم النظام السوري على القوات التركية بالمدفعية ما أدى لمقتل ثمانية أتراك، شكل خرقا كبيرا وتخليا عن الحرص الذي كان سائدا طوال العامين الماضيين من إدخال نقاط المراقبة التركية في التصعيد الجاري بإدلب.

وأكد أن صناع القرار في أنقرة، يريدون إظهار الدور الحيوي لتركيا في سوريا، وبالتالي الحفاظ على موقف قوي في المعادلة السورية، من خلال نقاط المراقبة، وممارسة النفوذ العسكري في ظل التطورات المتلاحقة في الشمال السوري.

وأشار إلى أن دور نقاط المراقبة التركية، شهد تحولا كبيرا بعد تقدم قوات النظام السوري بإدلب، موضحا أنها لم تكن ذات فاعلية حتى وقت قريب، لكنها الآن اكتسبت دورا عسكريا فعالا، في إشارة إلى الرد الشديد والقصف المدفعي لمواقع النظام السوري عقب مقتل ثمانية أتراك.

وأكد أن نقاط المراقبة التركية، تلعب حاليا دورا قتاليا في إدلب، في مواجهة تقدم قوات النظام السوري، لافتاً إلى أنه عقب اجتماع مجلس الأمن القومي التركي قبل أيام، تزايدت التعزيزات العسكرية التركية الضخمة إلى شمال سوريا.

وأضاف أن لدى تركيا خطوة ثانية أخرى، وهي إنشاء "نقاط تفتيش" في المناطق الاستراتيجية للحيلولة دون موجة جديدة من الهجرة، من خلال كبح جماح النظام السوري من التقدم شمالا، وشدد على أن بلاده أنشأت ثلاث نقاط مراقبة جديدة، الجمعة الماضي، في شمال وجنوب وشرق مدينة سراقب التي يحاول النظام السوري التقدم باتجاهها.

ولفت إلى أن قوات الأسد اقتربت كثيرا من نقاط المراقبة 6 و7، على شرق الطريق السريع "M5"، وأصبحت النقطتان 10 و11 على مرأى أهداف النظام السوري، مؤكداً أنه في سياق الأزمة المخفوفة بالمخاطر في إدلب، فإن التواجد العسكري التركي هناك سيكون أكثر المواضيع حساسية في الفترة المقبلة.

بدوره قال الكاتب التركي، محمد أجيد، إن مجلس الأمن القومي التركي الأسبوع الماضي، شدد على ضرورة مواجهة التهديدات التي تحدق بتركيا في إدلب، وأشار في مقال له على صحيفة "يني شفق"، وترجمته "عربي21"، إلى تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي انتقد فيها مسار أستانا، والتلويح بالتدخل العسكري المباشر بإدلب.


ولفت إلى أنه بعد اجتماع مجلس الأمن القومي، وتصريحات أردوغان، فقد بدأت القوات العسكرية من يوم الجمعة الماضي، بإرسال تعزيزات كبيرة من منطقة هاتاي نحو إدلب، معبتراً أنه بعد الهجوم على القافلة التركية في محيط سراقب، فإن أنقرة قررت وقف أي تقدم جديد لقوات الأسد المدعوم من روسيا في إدلب.

ولفت إلى أن التطورات المتزايدة في إدلب، من الواضح أنها تشكل مشكلة أمنية كبيرة بالنسبة لأنقرة بعد نزوح نحو 700 ألف سوري بسبب الهجمات المتصاعدة من النظام السوري وروسيا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.

ولفت الكاتب التركي، إلى أن مسألة النزوح ليست المشكلة الوحيدة بالنسبة لتركيا في شمال سوريا، موضحا أن هناك انطباعا لدى أنقرة بأن إدلب إذا وقعت بيد النظام السوري، فسيضع نصب عينيه كما فعل بعد استيلائه على حلب، منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون اللتين تقعان تحت سيطرة القوات التركية.

وأضاف أنه في كانون الأول/ ديسمبر 2016، تم إجلاء المعارضين من حلب إلى إدلب، وكان الحديث عن اتفاق ضمني "حلب مقابل إدلب"، ولكن الأمور الآن لا تسير على هذا النحو بعد تقدم النظام نحو منطقة خفض التصعيد، وسيطرته على بعض البلدات.

وأكد أن النظام السوري المدعوم من موسكو، بعد سيطرته على إدلب لن يتوانى من أجل السيطرة على منطقة عفرين ودرع الفرات، لذلك فإن الأمر يجب أن تتوقف أنقرة أمامه بجدية.

وتصاعد التوتر بين الضامنين لمسار سوتشي واستانا "تركيا وروسيا" بشكل لافت خلال الآونة الأخيرة مع إصرار روسيا على الحسم العسكري واستخدام القوة شمال غرب سوريا، وما آلت إليه الحملة الجارية من تهجير مليون إنسان والسيطرة على مناطق واسعة ومحاصرة نقاط تركية في مناطق عدة، زاد ذلك استهداف نقطة تركية خلفت مقتل عدد من الجنود الأتراك.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ