محللون يستبعدون لجوء واشنطن لتطبيق نموذج كردستان العراق في شرقي الفرات بسوريا
محللون يستبعدون لجوء واشنطن لتطبيق نموذج كردستان العراق في شرقي الفرات بسوريا
● أخبار سورية ٧ ديسمبر ٢٠١٨

محللون يستبعدون لجوء واشنطن لتطبيق نموذج كردستان العراق في شرقي الفرات بسوريا

استبعد محللون سياسيون سوريون، أن تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيق نموذج إقليم كردستان العراق في المناطق التي يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لوحدات الحماية الكردية، في شمال، وشمال شرق سوريا.

وكان المبعوث الأمريكي إلى سوريا جيمس جيفري قد لمح بعد اجتماع لدول "المجموعة الصغيرة"، التي تضم ممثلي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والسعودية والأردن ومصر، إلى احتمال تطبيق واشنطن "نموذج شمال العراق" في إشارة إلى إقليم كردستان العراق، في شمال شرق سوريا.

وفي هذا الصدد استبعد الناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، أن تسعى أمريكا في الوقت الراهن لتطبيق إقليم كردستان العراق في شمال سوريا، من خلال دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني.

ووفق نظرية الأسعد فإن التحالف الأمريكي الكردي في سوريا هو تحالف عسكري خدماتي (بزنس) وليس سياسيا حيث تقوم بموجبه مليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني (الوحدات الكردية) بمحاربة الإرهاب على الأرض مقابل المال والدعم العسكري والذخيرة وبعض الامتيازات الأخرى وليس بإعطائهم أرضا وجغرافيا ووطنا.

واعتبر في حديثه لموقع "عربي21" أن "حلم قيام دولة كردية هي كذبة من قيادات تنظيم (بي كا كا) وحزب الاتحاد الديمقراطي لمناصريه من الأكراد لكي يلتفوا حوله ويقفوا معه، لأن عملهم الأساسي هو محاربة الثورة السورية والضغط على تركيا من خلال العمليات الإرهابية وتهريب الأسلحة لمناطق جنوب تركيا لإبقائها بحالة الدفاع عن النفس دون التدخل المباشر في سوريا إرضاء لأمريكا وبعض الدول الأوربية والعربية، ممن يقدمون المساعدة لتنظيم (بي كا كا) للضغط على تركيا وليس حبا بهذا التنظيم".

وحول أسباب استبعاد الأسعد وجود مساعي أمريكية لتطبيق إقليم العراق في شمال سوريا، أرجع ذلك لعدة أسباب أهمها أن أمريكا تعلم أن الأكراد يشكلون أقل من 25 بالمئة من المنطقة الشرقية، إضافة إلى أن نسبتهم في منطقة الجزيرة والفرات حوالي 7 بالمئة، وبالتالي فإن أمريكا لا تستطيع إعطاء الأكراد أي امتيازات أكثر من أصحاب الأرض وخاصة أن تنظيم "بي كا كا" موجود على لوائح الإرهاب الدولي.

وأضاف الأسعد أن "الدول الكبرى لا يمكن أن توافق على تقسيم سوريا وغير مهيأة لذلك الحل (الأمريكي الكردي) ومنها روسيا والصين وحتى جامعة الدول العربية رغم سباتها، وبالتالي فإن من المستبعد تطبيق نموذج إقليم العراق في سوريا، لأن الجوار الإقليمي (تركيا والعراق وإيران) يرفض رفضا قاطعا تقسيم سوريا أو إعطاء حزب العمال الكردستاني أو غيره أي امتيازات بسوريا".

من جهته، ذهب المحلل السياسي السوري محمد خليفة إلى أن ما تشهده المنطقة في شمال سوريا في الآونة الأخيرة يشير إلى أن ما تقوم به أميركا من دعم بالسلاح لوحدات الحماية الكردية يؤكد أن دعمها ليس فقط عسكريا، وإنما يذهب باتجاه عدة أصعدة، حيث إن فتح النظام قنصلية له في الحسكة يؤكد ذلك.

وأعرب عن اعتقاده في حديثه لـ"عربي21" أن تشهد المنطقة الشرقية من سوريا خلال الفترة المقبلة تطورات سياسية جديدة، وذلك تحت الرعاية الأميركية لتلك المنطقة، معتبرا أن الموقف التركي سيكون صعبا إذا ما فعلتها أميركا بإقامة كيان، كردي على شاكلة كردستان العراق.

يذكر أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف كان قد اتهم قبل أيام الولايات المتحدة الأمريكية بأنها تلعب بـ"الورقة الكردية" في سوريا ، حسب قوله، واصفا إياها بـ "اللعبة الخطيرة"، لافتا إلى أن أمريكا تحاول أن تنشئ هناك "مؤسسات حكومية بديلة".

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ