نظام الأسد يواصل حملته بتهجير أهالي الزبداني في اطار سعيه للتغير الديموغرافي في المنطقة
يواصل نظام الاسد حملات التهجير القسريّة التي يشنها بحق أهالي مدينة الزبداني المهجرين منها و المتواجدين حاليا في المناطق المجاورة ، ولا سيما من بلدة بلودان ومناطق الانشاءات و المعمورة ، و تأتي هذه الحملات استمرارا لسياسة التغيير الديموغرافي الممنهج الذي يسعى نظام الاسد لتطبيقه في المنطقة .
حيث لا يزال تدفق أعداد هائلة من العائلات التي قام نظام الاسد بإخراجها من مناطق الانشاءات والمعمورة مستمرا حتى هذه اللحظة .
و تجدر الاشارة إلى أن ناشطون وجهوا قبل اكثر من 20 يوما نداءات استغاثة لجميع الهيئات والمنظمات العاملة في حقوق الإنسان و الأمم المتحدة و مجلس الأمن ، و ذلك بعد ان طالب جيش الأسد حينها عبر المآذن أهالي الزبداني المتواجدين في منطقة بلودان و المعمورة أن يكونوا جاهزين لإخلاء منازلهم و المغادرة إلى بلدة مضايا عندما يطلب منهم ذلك ، في محاولة منه لحصر المدنيين في منطقة صغيرة .
و نوه الناشطون آنذاك إلى خطورة هذا الأمر مشيرين إلى أن أهالي الزبداني النازحين في بلودان والمعمورة هم هناك منذ قرابة الثلاث سنوات ، و إلى أن منطقتي بلودان و المعمورة هي مناطق تقع تحت سيطرة نظام الأسد بشكل كامل ولا وجود لأي اشتباكات فيها ، مما يدل على وجود نية من النظام لحصر أهالي الزبداني و مضايا ضمن مساحة جغرافية ضيقة لتكوين كثافة سكانية عالية ، و هو ما يجعل الأمر في غاية الخطورة في حال تم قصفها فيما بعد .
و تأتي هذه الخطوة بعد تهجير أهالي الزبداني من بلدة بقين تحت التهديد بالقصف مما أدى لنزوح حوالي ٣٠٠٠ مدني من بقين إلى مضايا ، هذا و أن عدد المدنيين النازحين من الزبداني إلى بلودان هو ١٢٠٠٠ مدني ، وعدد النازحين في منطقة المعمورة هو ٣٠٠٠ مدني ، وعدد أهالي بلدة مضايا 20 الف نسمة ، بالإضافة لتواجد 10 الاف نازح في مضايا ، ما يعني أن النظام يسعى لحصر أكثر من 45 ألف شخص ضمن منطقة صغيرة جدا مقارنة بهذا العدد الهائل و هي تعيش بحالة حصار خانق أصلا .
و أشار الناشطون إلى إن هذا التهديد هو بداية التغيير الديمغرافي ، حيث شمل جميع أهالي الزبداني بكافة مكوناتهم من إسلام ومسيحين ، و مغادرتهم منازلهم يعني "خلق مناطق خالية من المدنيين" و جاهزة لاستقبال مكون دخيل على المنطقة .