414 تهديداً في اليوم .. "السورية لحقوق الإنسان" تواجه أعنف الهجمات الإلكترونية على موقعها وتكشف مصادرها
414 تهديداً في اليوم .. "السورية لحقوق الإنسان" تواجه أعنف الهجمات الإلكترونية على موقعها وتكشف مصادرها
● أخبار سورية ١٤ أكتوبر ٢٠٢١

414 تهديداً في اليوم .. "السورية لحقوق الإنسان" تواجه أعنف الهجمات الإلكترونية على موقعها وتكشف مصادرها

كشفت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" عن تعرض موقعها الرسمي لقرابة 414 هجوم إلكتروني في اليوم الواحد، لافتة إلى أن تلك الهجمات تصاعدت بعد التقرير السنوي السادس عن انتهاكات القوات الروسية والإعلان عن تنظيم فعالية عالية المستوى عن المحاسبة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة

وأكدت الشبكة في بيان توضيحي أن عمل "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" يفضح ويدين مرتكبي الانتهاكات في سوريا، حيث عملت الشبكة على مدى عشر سنوات منذ تأسيسها في حزيران/ 2011 على توثيق الانتهاكات التي يتعرَّض لها المواطن والدولة السورية، وعبر سنوات من عمليات التوثيق اليومية تراكمت لديها قاعدة بيانات واسعة لأنماط متعددة من الانتهاكات، التي نقوم بتحليلها ونشر أخبار وتقارير عنها، مع تحديد هوية المرتكبين، وتعريتهم؛ تمهيداً لمحاسبتهم، وحفاظاً على الذاكرة الجمعية من التشويه؛ مما يساهم في منع تكرار الانتهاكات، وفي مناصرة الضحايا والدفاع عن حقوقهم.

إضافة إلى ذلك، تقوم الشبكة السورية بمشاركة البيانات الأولية مع العديد من الهيئات الأممية والدولية ومع منظمات دولية شريكة، ومراكز أبحاث ووسائل إعلام محلية ودولية، لافتة إلى أن كل هذا أزعج بشكل كبير جداً مرتكبي الانتهاكات في سوريا، وعمدوا على مدى سنوات على تشويه السمعة، وقذف الاتهامات دون أي دليل، يساعدهم في ذلك العشرات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى أن النظام السوري خلق منظمة ووظفها لصالحه تحمل اسم "الشبكة السورية لحقوق الإنسان".

وأوضحت الشبكة أن العديد من الجهات أصدرت بيانات إدانة وتخوين واتهام بحق "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تركَّزت كردٍّ على تقارير أصدرتها توثق وتدين الانتهاكات التي قاموا بها، ولم تلجأ أيٌّ من أطراف النزاع إلى الرد بشكل منهجي، فقد أصدرت وحدات حماية الشعب الكردية العديد من البيانات نفت فيها الانتهاكات التي وثقتها الشبكة، ووجهت لها قائمة طويلة من الاتهامات.


أما تنظيم داعش الإرهابي فقد أرسل للشبكة العديد من رسائل التهديد، فقد كانت الشبكة السورية من أوائل المؤسسات التي أصدرت تقريراً موسعاً بداية عام 2014 يفضح أساليب تنظيم داعش وانتهاكاته، وبعد التدخل الروسي في سوريا في أيلول/ 2015 أصدرت الشبكة عدداً من التقارير التي توثِّق جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات الروسية؛ ما تسبَّب لاحقاً في تعرض موقعنا على الشبكة العنكبوتية لهجمات إلكترونية، ومحاولات لاختراق حساباتها على منصة التواصل الاجتماعي - تويتر، إضافة إلى هجوم لاذع من وزارة الخارجية الروسية ومن وسائل إعلام موالية لروسيا منذ عام 2015، وقد بلغ عدد التقارير التي أصدرتها الشبكة بحق الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية 92 تقريراً، وكلها متوفرة ضمن تصنيف خاص على موقعها الإلكتروني.

ونوهت الشبكة إلى تعرَّض موقع "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" وصفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بنا على مدى السنوات الماضية لمحاولات اختراق عديدة، تمكنّت دائماً من التصدي لها بنجاح، وذلك لما يتمتع به مخدم الموقع من ميزات عالية، وللخبرة الطويلة التي اكتسبها فريق الآي تي لديها، مؤكدة أن الهجمات التي تعرضنا لها مؤخراً كانت الأقسى والأشد ضراوة.

يقول فضل عبد الغني مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان:"هناك أسباب عديدة تدعو مرتكبي الانتهاكات للهجوم علينا بشكل مستمر، لكنني أعتقد أن تقريرنا السنوي السادس عن الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الروسية في سوريا، والذي يصدر بشكل سنوي في 30/ أيلول ذكرى التدخل العسكري الروسي في سوريا، وكذلك الإعلان في الأول من الشهر الجاري عن تنظيمنا لفعالية عالية المستوى مع أبرز ثلاث دول، الولايات المتحدة الأمريكية، بريطانيا، فرنسا، والتطرق لموضوع محاسبة مرتكبي الانتهاكات واستحالة تطبيع العلاقة مع النظام السوري، ربما تكون هذه عوامل إضافية مشجعة للهجوم علينا، لأن الهجمات وقعت بعدها مباشرة"

وأكدت أن فريق الآي تي لدى الشبكة يعتقد أن هذه الهجمات المنسقة والكثيفة تفوق إمكانيات النظام السوري، أو قوات سوريا الديمقراطية، أو فصائل المعارضة المسلحة، ورجح غالباً أن روسيا هي خلف تلك الهجمات وهي صاحبة مصلحة أساسية في القضاء على الشبكة وتشويه سمعتها.

ووفق الشبكة، فقد بدأت الهجمات السبت 2/ تشرين الأول/ 2021 وتسبَّبت في إحداث صعوبة شديدة في أثناء زيارة الموقع الإلكتروني وتصفحه، وعرض رسائل تحذيرية لكل من يرغب بزيارة الموقع بأنه موقع غير آمن، وتبين لنا لاحقاً أن المهاجمين قد تمكنوا من اختراق الحماية الخاصة بالمخدم، وبرامج الحماية الإضافية، وزرع برامج ضارة (Malware) في المخدم.

كما تسبَّبت هذه الهجمات الكثيفة في تشويه طريقة عرض موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان عند البحث عنه عبر محركات البحث العالمية مثل غوغل وبينغ، واستمرَّت الهجمات الإلكترونية وأصبحت أكثر شدة، وهدفت إلى الانتقال من عرقلة تصفح الموقع إلى محاولة شلِّ حركته وإيقافه التام عن العمل، وفي 6 و7 تشرين الأول نجح المخترقون في إيقاف الموقع عن العمل لعدة ساعات، وفي أثناء محاولة التصدي لهذه الهجمات وقعت بعض التعارضات البرمجية؛ مما زاد من مدة توقف الموقع عن العمل.

واستعرضت الشبكة في تقريرها اليوم بعض البيانات الصادرة عن شركات مختصة تظهر جانباً مما تعرض له موقع الشبكة السورية لحقوق الإنسان من هجمات، منها إحصائية لشركة Azure تظهر محاولات الضغط على الخادم، ويظهر تحليل صادر عن خدمة حماية Cloudflare استمرارية الهجمات، وأنها بلغت في أحد الأيام معدل 414 تهديداً محتملاً في غضون 24 ساعة.

وبحسب Cloudflare، فإن المصدر الأول للهجمات هو من بنغلادش، ثم ألمانيا ثم أستراليا ثم الولايات المتحدة الأمريكية، وأوردت توزع لعدد مرات الهجمات على الموقع موزعة بحسب البلدان، مع التنويه أنَّ هذا التوزع غالباً ما يكون مخالفاً للواقع، لأن المهاجمين عادة ما يستخدمون شبكة خاصة افتراضية -VPN، ففي بنغلادش: 128، وفي ألمانيا: 90، وفي النمسا: 45، وفي الولايات المتحدة: 44، وفي الاتحاد الروسي: 16

وأكدت الشبكة تمكَن فريق الآي تي عبر برمجيات تمت إضافتها إلى الخادم تتيح معرفة أية تعديلات تجرى عليه، من تحديد الموقع الجغرافي لمصدر زراعة البرامج الضارة Malware على الخادم الخاص بالشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي مدينة هونغ كونغ/ الصين، كما تمكن من تحديد الموقع الجغرافي لعدة محاولات اختراق، باءت بالفشل، وكانت من: روسيا، ماليزيا، أمريكا.

وحدد الفريق اثنين من عناوين البريد الإلكتروني على صلة بمصدر الهجمات وهي ( [email protected] ، [email protected])، لكن قد تكون عناوين البريد هذه لأشخاص ضحايا تم اختراقهم، ونقوم بالتواصل مع خدمة جيميل لإيقافهم نهائياً.

وعلى مدى الأيام الماضية، تمكن فريق الآي تي في الشبكة من مجابهة الهجمات الكثيفة، وتنظيف الموقع من كافة الفيروسات التي تمت زراعتها تمهيداً لاختراقه، وحظر جميع الأجهزة التي شاركت بالاختراق، والتي حددها أنها المتسبب في توقف عمل الخادم، واستعاد الموقع عمله بشكل جيد.

كما قام الفريق بتحسين جدار الحماية الخاص بالخادم، وتمت إضافة أدوات وبرمجيات إضافية عليه، تساهم في حجب محاولات الاختراق بشكل تلقائي، إضافة إلى عمليات المراقبة اليدوية المستمرة، وما تزال المئات من الهجمات الإلكترونية مستمرة حتى لحظة كتابة هذا البيان، لكنها لم تعد تتمكن من إيقاف الموقع الإلكتروني.

وأشارت الشبكة في ختام بيانها إلى أن العمل في سوريا محفوف بالتحديات والتهديدات والمخاطر، وإن الهجمات الإلكترونية إحدى أبرز التهديدات التي تواجهها، وهي مؤشر مهم على مدى الأثر الذي تحدثه الشبكة السورية لحقوق الإنسان لدى مرتكبي الانتهاكات ورغبتهم الشديدة في حجب الانتهاكات التي يقومون بها، وحذفها من الوجود، متعهدة كمدافعين عن حقوق الإنسان في سوريا بالاستمرار في نضالنا للتحرر من الدكتاتورية والاستبداد، وتحقيق الانتقال نحو الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.

وقدمت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الشكر العديد من المؤسسات والأفراد ووسائل الإعلام الذين عبروا عن تعاطفهم لما تعرضت له من اعتداء، وأبدى كثير منهم رغبته في المساعدة في التصدي لهذه الهجمات الفظيعة.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ