أبو حسين وعائلته .... الوجع بأقسى حالاته
أبو حسين وعائلته .... الوجع بأقسى حالاته
● أخبار سورية ٧ مايو ٢٠١٨

أبو حسين وعائلته .... الوجع بأقسى حالاته

على أعتاب مدينة العلم فقد أبو حسين من مدينة طيبة الإمام بريف حماة الشمالي أجزاءً من جسده لتبقى دفينة فيها علّها تخبر تتار هذا الزمن بأن الأرض لأبنائها الذين تآمر عليهم وعلى ثورتهم العالم أجمع, لم يكن حينها ابو حسين ورفاقه قد دججوا بالدبابات والمدافع بل كان سلاحهم البارودة الروسية في ظل قصف طيرانٍ لا يهدئ.

قرابة خمس سنوات ونصف مرت على معركة تحرير طيبة الإمام كانت شاهدة على بطولة شبانٍ خرجوا لله ودفاعاً عن أرضهم ضمن مجموعات صغيرة لم تعرف حينها الفصائلية, بل كان يجمعهم الحب والهدف المشترك.

بيد مبتورة وأخرى فقدت مفصلها وفقدت 3 أصابع يحاول أبو حسين حمل طفله الصغير محمد نور وضمه إلى صدره دون جدوى ولسان حاله يقول " أكثر شيء بتمناه في هذه الحياة أني احسن شيل ابني محمد وضمه على صدري" بعد أن أضحى نازحاً برفقة عائلته في بلدة معرة حرمة بريف إدلب الجنوبي في منزل قد استأجره ب 8000 ليرة سورية.

وصل أبو حسين إلى حالة العجز عن تأمين متطلبات عائلته المكونة من زوجته و3 أطفال, أكبرهم حسين (12 سنة) الذي يعاني من انفصام في الشخصية جعلت تصرفاته وردات فعله غريبة فهو يضحك أثناء قدوم الطيران بدلاً من البكاء, أما أحمد (11 سنة) فقد اضطر أبو حسين إلى إخراجه من المدرسة والاعتماد عليه بتأمين أغراض المنزل, وأخيرا محمد نور الذي بلغ من العمر 4 سنوات.

ويضيف لـ شام " يحتاج ابني حسين إلى علاج بشكل دائم لا أستطيع تأمينه, كما أني بحاجة ماسة لتركيب طرف علوي ذكي ليدي اليمنى واجراء عمل جراحي ليدي اليسرى من أجل تركيب مفصل, كل هالشي حتى احسن اشتغل وقدم لعيلتي اللي حرمتهم من كل مقومات الحياة وعم يعانوا معي" بهذه الكلمات يخبرنا أبو محمد عن احتياجاته ليصبح نصف إنسان على حد تعبيره.

لم يجد أبو حسين غير الدين سبيلاً لتأمين احتياجات عائلته ليصل المبلغ الذي استدانه من معارفه إلى 700 ألف ليرة سورية في ظل عجزه عن سداده واحساسه بحرمان عائلته.

يشعر أبو حسين بالحزن على أطفاله وخاصة ابنه أحمد الذي لا يعرف القراءة والكتابة بعد أن حُرم من المدرسة واللعب مع أقرانه لتصل حالة أبو حسين لمرحلة الموت على حد تعبيره.

يكمل أبو حسين " شو ذنب أطفالي لحتى ما يعيشوا مثل بقية الأطفال؟!, ذنبهم أنه أبوهم تصاوب وصار عاجز ومانه قادر يقدملهم شيء؟! , أنا بدي ادفن أطفالي معي لأنه وصلت حالتي لمرحلة الموت"

لعل قصة أبو حسين هي واحدة من آلاف القصص التي تحكي الوجع والقهر السوري في أصعب حالاته, في انتظار من يمسح دمعهم ويضعهم على طريق الحياة من جديد فهل سيجد أبو حسين من يساعده وينقذ عائلته من الهلاك بعد أن قدم أغلى ما يملك في سبيل تحرير وطنٍ سليب ؟!.

الكاتب: مهند محمد

المصدر: شبكة شام الكاتب: مراسل شبكة شام : مهند محمد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ