أطفال العالم يحتفلون بيومهم .. وأطفال سوريا يحصون ما فقدوه من أبسط سبل الحياة
أطفال العالم يحتفلون بيومهم .. وأطفال سوريا يحصون ما فقدوه من أبسط سبل الحياة
● أخبار سورية ٢٠ نوفمبر ٢٠١٧

أطفال العالم يحتفلون بيومهم .. وأطفال سوريا يحصون ما فقدوه من أبسط سبل الحياة

يحتفل العالم في العشرين من شهر تشرين الثاني من كل عام بـ "يوم الطفل العالمي"، حسب توصية الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1954 م بأن تقيم جميع البلدان يوماً عالمياً للطفل يحتفل به بوصفه يوماً للتآخي والتفاهم على النطاق العالمي بين الأطفال، يمر في عامه السابع على الأطفال السوريين بمزيد من القتل والدماء والتشرد قتلت عنجهية الأسد وحلفائه براءتهم وسط نظر ومرأى العالم أجمع المحتفي بهذا اليوم.

يعيش الطفل السوري منذ سبع سنوات في ظروف تفتقر لأدنى مستويات الإنسانية التي يتغنى بها العالم، محروماً من حقوقه الأساسية في الحياة والتعليم والصحة والهوية والعيش بأمان في ظل الحرب المستعرة التي يشنها نظام الأسد وحلفائه ضد الشعب السوري أجمع لم تميز صواريخ طائراته ومدافعه بين كبير وصغير، كان الأطفال من أبرز الشرارات الأولى التي أشعلت لهيب الحراك الثوري بعد اعتقاله أطفال صغار في درعا بدايات الحراك وقيام أجهزته الأمنية بتقليع أظافرهم.

يمر "يوم الطفل العالمي" على أطفال سوريا للعام السابع على التوالي بمزيد من القتل الذي يلاحقهم في كل مكان يقتل فيهم طيران الأسد وصواريخه، بشتى أنواع الأسلحة، لاسيما في الغوطة الشرقية التي تشهد خلال هذه الأيام قصفاً همجياً غالبية ضحاياه من الأطفال، في وقت يعاني فيه الآلاف منهم مرارة الحصار والجوع والموت بسبب نقص الغذاء وقلة الطبابة أيضاَ في الغوطة الشرقية غالبيتهم سبق ذلك في مضايا وريف حمص الشمالي و مدينة حلب إبان الحصار.

وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقرير سابق لها استشهاد " 26019" طفلاً على يد الأطراف الرئيسية في سوريا منذ آذار 2011 حتى شهر أيلول 2017، وكانت قوات الأسد والميليشيات الموالية لها المتسبب الأكبر بقتل الأطفال.

قتلت قوات الأسد والميليشيات المساندة لها "21451" طفلاً، محتلة المرتبة الأولى بقتل الأطفال، بنسبة بلغت "82.44 % من تعداد الضحايا الأطفال الكلي، فيما سجلت القوات الروسية قتل "1417" طفل بنسبة 5.45 %، كما قتل تنظيم الدولة "681" طفلاً، بنسبة 2.62 %، كما قتلت هيئة تحرير الشام 88 طفلاً بنسبة 0.34 %، وقتلت فصائل الثوار 934 طفلاً بنسبة 3.59 %، كما قتل "672" طفلاً على يد جهات أخرى بما نسبته 2.58 % من مجموع الضحايا.

وقتلت قوات التحالف الدولي 652 طفلاً بما نسبته 2.50%، وقتلت قوات الحماية الشعبية 124 طفلاً، بنسبة 0.48 % من مجموع الضحايا، تتزايد أعداد الإحصائيات تباعاً مع استمرار القتل اليومي والحصار والموت الذي يلاحقهم في كل مكان.

واجه الأطفال خلال الأعوام الماضية في سوريا عمليات تهجير قسرية ممنهجة مورست ضد المدنيين بينهم الأطفال لاسيما في داريا ومضايا ومعضمية الشام، والأكثر قساوة ما عاناه الأطفال في الرقة ودير الزور وحملات التهجير والتشرد التي واجهوها ومازالوا، وينطبق ذات الأمر ما واجهته منطقة عقيربات بريف حماة الشرقي وما يواجهه ريفي إدلب وحماة الشرقيين اليوم من تهجير يقتل الحياة و الأمل لدى آلاف الأطفال السوريين المعذبين.

ليس ببعيد ما يعانيه الأطفال السوريين في مخيمات اللجوء في الدول التي نزحوا إليها مع عائلاتهم وما يتعرضون له من ضغوط كبيرة دفعت غالبيتهم للعمل في ظل ظروف إنسانية تفتقر لأدنى مقومات حقوق الطفل العالمية، يدفعهم لذلك سوء أحوالهم المعيشية ليغدو الطفل ضحية الاستغلال في المعامل والمصانع وورش العمل بعيداً عن مقاعد الدراسة، كذلك ما يواجهه الأطفال من الموت قنصاً وغرقاً خلال رحلات نزوحهم عبر معابر الموت براً وبحراً هرباً من الموت الذي يلاحقهم في بلدهم باحثين مع عائلاتهم على بر الأمان.

على الصعيد التعليمي حرم الآلاف من الأطفال في سوريا من أبسط حقوقهم في التعلم فقصفوا في مدارسهم وقتلت طائرات الأسد وروسيا المئات من الأطفال وهم على مقاعد الدراسة، ودمرت المئات من المدارس وروضات الأطفال بصواريخها، كما أن الحصار وافتقار المناطق المحررة للدعم المتعلم بالجانب التعليمي بشكل منظم جعل العديد من الأجيال في السنوات الأخيرة دون تعلم من ضمن سياسة نشر الجهل في الجيل السوري الصاعد الذي يعتمد عليه في بناء مجتمعه، إضافة لانتشار عمالة الأطفال بشكل كبير في المحرر لتقديم المساعدة والعون لأهاليهم.

كل ذلك ولا يزال الأطفال السوريين ضحية غطرسة الأسد وحلفائه، وتحت مرمى نيرانه وصواريخ طائرتهم التي تسعى لقتل روح الحياة والأمل لديهم في الحصول على أبسط حقوقهم التي فرضها القانون العالمي وتغنى بها ولك يطبقها، ليغدو الطفل السوري هو الضحية الأكبر المتأثرة في الحرب التي يمارسها الأسد وحلفائه على الشعب السوري حرموا من آبائهم وذويهم وحقهم في الحياة والطبابة والعيش بأمان وأبسط من ذلك مقعد الدراسة والحصول على الدواء وسط صمت العالم أجمع.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ