أطفال مخيمات أطمة بين سندان الجهل ومطرقة التعليم العشوائي
أطفال مخيمات أطمة بين سندان الجهل ومطرقة التعليم العشوائي
● أخبار سورية ٢ مارس ٢٠١٧

أطفال مخيمات أطمة بين سندان الجهل ومطرقة التعليم العشوائي

تعاني مخيمات أطمة في الشمال السوري بالقرب من الحدود السورية التركية واقعاً تعليمياً سيئاً جعل أكثر من 5000 طفل نازح في مواجهة الجهل أو التأخر الدراسي إن لم يتم استدراك الأمر والعمل على تنظيم العملية التعليمية واستخدام الكفاءات، وفي هذا الملف سنحاول تسليط الضور على واقع التعليم في المخيمات المذكورة آنفا:


مدارس مخيمات أطمة:
تضم مخيمات أطمة أكثر من 65 مخيماً يقطنها النازحون من أرياف حماة وإدلب وحلب وحمص وغيرها، وتقسم إلى قاطعين، قاطع شمالي وقاطع جنوبي.

في القاطع الشمالي يوجد 7 مدارس تستقبل قرابة ال 3000 طالب، اثنتان منها فقط تتلقى دعم من منظمات، أما القاطع الجنوبي فيوجد فيه 4 مدارس لا تتلقى أي دعم وتستقبل أكثر من 2000 طالب.

أكبر هذه المدارس "تجمع الإحساس" والذي يضم 1200 طالب وطالبة.


الواقع التعليمي في مخيمات أطمة:
تعتبر العملية التعليمية عملية متكاملة تنبغي تضافر كافة الجهود للارتقاء بها نحو الأفضل، فالطفل والأهل والمعلم والمدرسة والمجتمع والظروف المحيطة كلها ركائز رئيسية للعملية التعليمية.

الأستاذ فريد محيميد مدير مدرسة الإحسان في تجمع مخيمات أطمة، أخبرنا أن عدم توفر الدعم والكتب والقرطاسية أدى إلى واقع تعلمي صعب جداً ومستوى متدني، فالطلاب يقطعون مسافات طويلة بالوحل حتى يصلون إلى المدرسة، كما أنهم لا يحصلون على التدفئة في فصل الشتاء ولا المراوح في فصل الصيف في ظل عدم توفر الكهرباء، ولا توجد لدى التلاميذ حقيبة تضم الكتب المدرسية إن حصلوا عليها.

وأضاف "محيميد" أن المعلم لا يوجد لديه أي حافز أو مردود مادي لكي يكون لديه رغبة في العمل في ظل الظروف المعيشية الصعبة، وكل هذه العوامل فرضت واقع تعلمي صعب جداً فالطلاب يصلون للصف الرابع والخامس ولا يجيدون القراءة والكتابة كما أن هذا الأمر يؤدي إلى تسرب الطلاب وعدم التزامهم بشكل يومي بالدوام في المدرسة، وهذا يؤدي إلى ارتفاع أعداد الأميين.

وأكد الأستاذ فريد أن معظم الأهالي لا يتواصلون مع المدرسة بسبب انشغالهم بأعمالهم لتأمين قوت يومهم، وهذا الواقع التعليمي أوجب على الجميع قرع جرس الإنذار ومحاولة تجاوز العقبات للارتقاء بالعملية التعليمية نحو الأفضل.


عدم تنظيم العملية التعليمية يزيد المشاكل:
يعاني التعليم في مخيمات أطمة من عدم التنظيم حيث أن بعض المدارس كانت تتلقى الدعم من قبل منظمات ثم تم التخلي عنها، فالكادر التدريسي والإداري لا يتبعون إلى أي جهة تقوم بتنظيم عملهم باستثناء قيام مديرية التربية الحرة في حماة وإدلب في الآونة الأخيرة بجولة على المدارس والقيام بإحصائيات ولغاية الآن معظم المدارس لا تتلقى دعم.

وتعاني العلملية التعليمية أيضا من عدم التنظيم بالشكل المطلوب، وكل هذه الأمور أدت لوجود فروقات في الدعم والحصيلة النهائية بسبب عدم تبعيتها إلى جهة واحدة حيث أن كل جهة تعمل ما يناسبها وبالتالي فإن المدارس تتبع لسياسة داعميها.


دور مديريات التربية الحرة:
بدأت مديريات التربية الحرة في الآونة الأخيرة بالقيام بعمل إحصائيات ضمن مدارس مخيمات أطمة لكن كوادر مديريات التربية الحرة قليلة، إذ أن مديريات التربية الحرة والمجمع التربوي بحاجة إلى كوادر ضخمة من موجهين اختصاصيين إلى كوادر تعليم إلزامي وغيرها للقيام بعملهم، وبسبب قلة الكوادر هم يقومون بجولات بسيطة على المدارس وتنسيق بسيط يقتصر على امتحانات الشهادة الإعدادية والثانوية، ولكن كإشراف ومتابعة ودعم لا يتم تقديمه من قبل مديريات التربية الحرة باستثناء الدعم المتعلق بأوراق الامتحانات والجلاءات والسجلات.


أعداد كبيرة من الطلاب يعانون من فوارق بين أعمارهم وصفوفهم الحالية:
نتيجة ظروف النزوح والتنقل المستمر هناك الكثير من الطلاب الذين ضاعت عليهم سنوات دراسية، فتجد طالب الصف الثالث الذي أضاع سنتان من عمره دون دراسة لدى قدومه إلى أي مدرسة يتم تسجيله في نفس الصف الذي ترك الدراسة فيه وبالتالي نجد أن عمر الطالب لا يتناسب مع الصف الذي سجل فيه، ويسبب هذا الموضوع مشاكل للمدرس والمدرسة لإن الطلاب الموجودين في الصف الواحد ليسوا من عمر واحد.


الكفاءات التعليمية:
يوجد كفاءات تعليمية ولكنها تحتاج لمن يبحث عنها ويقوم بتنظيم العملية التعليمية ودعمها وتسجيلها ضمن نقابات، حيث أن قلة الدعم أدت إلى قيام عدد من المعلمين بأعمال أخرى لتأمين أوضاعهم المعيشية، ويضاف إلى ذلك أن المدارس الحالية يتواجد فيها أعداد من المدرسين الذين لم ينهوا دراستهم الجامعية وفي بعض الأحيان تجد مدرسين حصلوا على الشهادة الثانوية فقط، وعدد كبير منهم عمل تطوعاً دون أجر مما لاقى ممانعة من قبلهم في حال الرغبة بتغيير الكادر التدريسي للارتقاء بالعملية التعليمية وهذا من أسباب إحجام عدد من المنظمات عن دعم المدارس والخاسر الأكبر هم الطلاب.

كل هذه الأمور جعلت الواقع التعليمي لمخيمات أطمة واقعاً سيئاً يحتاج إل عمل دؤوب لتجاوز العقبات للارتقاء به نحو الأفضل وبناء جيل متعلم قادر على بناء سوريا المستقبل وإعادة إعمارها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ