أكبر حملة تهجير تطال بلدات وقرى ريف حلب الشرقي.. والعالم يتفرج
أكبر حملة تهجير تطال بلدات وقرى ريف حلب الشرقي.. والعالم يتفرج
● أخبار سورية ١١ مارس ٢٠١٧

أكبر حملة تهجير تطال بلدات وقرى ريف حلب الشرقي.. والعالم يتفرج

تواجه بلدات وقرى ريف حلب الشرقي الخاضعة مسبقاً لسيطرة تنظيم الدولة، أكبر حركة تهجير عرفتها سوريا منذ بدء الثورة السورية لآلاف العائلات التي شردتها الصراعات الدائرة على أرضها باسم "الإرهاب"، لا ذنب لهم إلا أنهم حكموا بقبضة من حديد وطبقت عليهم شرائع الأرض كلها من قبل تنظيم الدولة، قبل أن يتركهم وينسحب مفسحاً المجال لقوات الأجراء الأسدي بالتقدم.

سنين عدة قضاها مئات آلاف العائلات في ريف حلب الشرقي يعانون ما يعانون من القبضة الأمنية السلطوية لتنظيم الدولة، وهو يحدثهم عن الإسلام والدين والأمان والعدل ويطبق بحقهم الحدود رجماً وقتلاً وحرقاً، ثم لا يلبث ان يتركهم في مواجهة مصير مجهول بعد أن انسحب من المنطقة بشكل مفاجئ أمام تقدم قوات الأسد الزاحفة باتجاه منبج، ما أجبر آلاف العائلات على الهرب باتجاه الشرق، علها تجد لها ملاذاَ آمناً من القتل والتنكيل والاعتقال الذي عهدوه على قوات الأسد فيما سبق.

مئات آلاف العائلات تركت منازلها وكل ماتملك وحاولت النجاة بأرواحهم هاربة من جحيم الصراع الدائر على أرضها، فقوات الأسد تتقدم والتنظيم ينسحب وقوات قسد تتبادل الأدوار مع الأسد وروسيا تقصف من السماء والتحالف الغربي يمهد أمام قسد، والمدنيون لا بواكي لهم، باتت الصراح والبادية ملجأهم وموطنهم الجديد بعد أن نزحوا هاربين من الموت للمجهول.

تتناقل صفحات النشطاء صوراً وفيديوهات على رداءة تصويرها إلا أنها تجسد جانباً مراً من المعاناة التي يلاقيها آلاف المدنيين الهاربين من الموت، مشاهد وصفت بالمحشر وأخرى بالتغريبية الفلسطينية، بل أكثر من ذلك، وأقسى وأمر، فالأطفال والشيوخ والنساء باتوا في العراء، والرجال تبكي من حرقة قلبها وعجزها أمام تعنت قوات قسد وتنظيم الدولة في منع العائلات من دخول مناطقها بعد أن وصلت لمنطقة الطبقة وريفها غربي الرقة.

آلاف العائلات تواجه المصير المجهول بدون مساعدات من المنظمات الإنسانية ولا طائرات يوشن حربية تمدهم بالمساعدات من الجو، بل قتل وموت في كل مكان على الأرض جوعاً وقصفاً واعتقلاً وفي السماء طائرات التحالف وروسيا تجول وتصول في الأجواء ترقبهم وتغفل نقل صورهم للعالم أجمع، فهي شريك في قتلهم وتدمير منازلهم وتشريدهم.

آلاف العائلات تواجه المصير المجهول اليوم بعد تعنت تنظيم الدولة في السماح للعائلات الراغبة في التوجه لمناطق سيطرة قوات قسد، ومنعها من اجتياز سد الرشيد، ولو نجحت في اجتيازه فمواجهة أخرى تلاقيها العائلات مع منع قوات قسد لآلاف المهجرين من دخول المناطق التي تسيطر عليها، وكأن هذه الأرض باتت حكراً لهم، يتصارعون فيها على حساب دماء ومعاناة المدنيين، وكأن هذه الأرض ضاقت بما فيها من اتساع على آلاف العائلات المشردة في البوادي والصحاري لا معيل ولا مساعد لها.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ