أكثر من 25 يوماً والاقتتال بين تحرير "الشام وسوريا"... رفض للتحاكم وإصرار على الحسم العسكري
أكثر من 25 يوماً والاقتتال بين تحرير "الشام وسوريا"... رفض للتحاكم وإصرار على الحسم العسكري
● أخبار سورية ١٥ مارس ٢٠١٨

أكثر من 25 يوماً والاقتتال بين تحرير "الشام وسوريا"... رفض للتحاكم وإصرار على الحسم العسكري

مضى قرابة عشرين يوماً على بدء المعارك بين جبهة تحرير سوريا المكونة من فصيلي "الزنكي وأحرار الشام" وهيئة تحرير الشام، بعد قرار اتخذته قيادة الأخيرة لاستئصال فصيل الزنكي بريف حلب الشمالي، متخذة من مقتل أحد كوادرها "أبو أيمن المصري" حجة للتجييش وتسيير الأرتال.

شهدت مناطق ريف حلب وإدلب المحررة خلال أقل من شهر معارك طاحنة بين طرفي الصراع، استخدمت فيه من قبل الطرفين الدبابات والمدافع، وسيرت فيها الأرتال العسكرية ضمن المناطق المحررة، لم تعط كل المعارك أي تقدم حقيقي لصالح أي من الطرفين.

ويأتي استمرار المعارك مع إصرار هيئة تحرير الشام على الحسم العسكري ورفض كل طروحات ومبادرات الحل، والتحاكم للشرع مع جبهة تحرير سوريا في وقت تعيش فيه الثورة السورية منعطف خطير في تاريخها مع الهجمة العسكرية التي تجتاح الغوطة الشرقية، وتمكن العدو الحقيقي للثورة السورية وأبنائها من تقسيم الغوطة وتمكين الحصار عليها بشكل أكبر.

ورغم كل النداءات التي خرجت سواء من فصائل عسكرية أو شرعيين وعلماء دين و شخصيات ثورية وفعاليات شعبية مدنية إلا أن هيئة تحرير الشام تواصل بحشد الأرتال والتجييش الإعلامي ضد الطرف الأخر، وتصر على الحسم العسكري وإنهاء مكون الزنكي، مع ميولها وقبولها بالتصالح مع أحرار وصقور الشام إن قبلوا التخلي عن حليفهم الزنكي.

ولعل الحجج التي ساقتها هيئة تحرير الشام لابتلاع فصيل الزنكي في الاقتتال الأخير بعد العشرين، وتضارب مواقفها وتسليمها منطقة شرقي سكة الحديد مؤخراً وتكشف زيف ادعائاتها في نصرة المدنيين وتوجيه السلاح لأبناء الثورة وفصائلها جعلها في مواجهة مباشرة مع الحاضنة الشعبية التي خرجت في مظاهرات عديدة في جل المناطق التي خرجت عن سيطرتها معبرة عن رفضها لتصرفاتها وماتقوم به من تعدي.

الاقتتال الحاصل برأي محللين ماهو إلا استنزاف جديد لفصائل الثورة السوري في وقت هي أحوج للتكتل والالتفاف مع بعضها البعض لمواجهة المشاريع التي تحاك ضدها، خسر الطرفان خلال المواجهات الدامية أكثر من 400 قتل في إحصائيات غير رسمية والعديد من الدبابات والمدرعات والذخائر، الكفيلة بتحرير مدينة حلب او حماة لو وجه هذا السلاح في مكانه الصحيح.

ولعل استمرار هيئة تحرير الشام في رفض التصالح والتحاكم للشرع كما فعلت في غالبية الصراعات الداخلية التي قادتها مؤخراً، ورفض مبادرات الصلح المطروحة لاسيما مبادة فيلق الشام، وكذلك الاستمرار في التجييش والتركيز على ريف حلب الغربي خاصة يجعل الحل السلمي أمراً مستبعداً وبات الإصرار اليوم على حسم عسكري ينهي الصراع الحاصل في ظل توازن القوة الحاصلة، مما ينذر بطول أمد المعركة وبالتالي استمرار الاستنزاف للطرفين وللثورة السورية بشكل عام.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ