إدلب خارج حسابات "الأسد وروسيا" ... والدبلوماسية التركية تنتصر في وجه الإجرام الروسي
إدلب خارج حسابات "الأسد وروسيا" ... والدبلوماسية التركية تنتصر في وجه الإجرام الروسي
● أخبار سورية ١٧ سبتمبر ٢٠١٨

إدلب خارج حسابات "الأسد وروسيا" ... والدبلوماسية التركية تنتصر في وجه الإجرام الروسي

جاء الإعلان الروسي التركي من مدينة سوتشي الروسية حيث يجتمع الرئيسان "أردوغان وبوتين"، عن وقف شامل لأي عملية عسكرية في إدلب، والاتفاق على جملة من البنود بين الطرفين تضمن هدوء شامل وتجنيب 3 مليون إنسان حرب إبادة، ليعزز جميع التكهنات والتحليلات السابقة بشأن مصير المنطقة الأخيرة للمعارضة شمال سوريا، ويعلن انتصار الدبلوماسية التركية، وأن إدلب باتت بشكل رسمي خارج حسابات روسيا والأسد.

وطيلة الأسابيع القليلة الماضية وبالتزامن مع التجييش والتصعيد الروسي عسكرياً وإعلامياً بات واضحاً أن روسيا تحاول الضغط ما أمكن لتحقيق مكاسب سياسية أكثر منها عسكرية على لأرض، كون المنطقة لم تشهد أي تعزيزات وحشود تنبئ بالتجهيز للمعركة، إلا بضع أرتال للميليشيات، قابلها فورة كبيرة لفصائل إدلب وإعلان الجاهزية الكاملة لمواجهة أي تقدم، ونهضة شعبية كبيرة في مظاهرات عارمة هي الأولى منذ سنوات طويلة، كانت رسالة واضحة للمجتمع الدولي وسنداً لتركيا الساعية لتجنيب المنطقة أي مواجهة.

ومع أن المعركة لم تبدأ على الأرض، إلا أن غمار معركة طويلة خاضها الجانب التركي في مواجهة التعنت والتصلب الروسي، للوصول إلى صيغة نهائية ومعلنة بشكل رسمي لحل سلمي يجنب المنطقة ويلات الصراع، لعبت تركيا دورها بشكل واضح مع الدول الغربية والأوربية واستخدمت أوراقها في مواجهة روسيا التي رضخت أخيراً لتنتصر الدبلوماسية التركية، وتؤكد تركيا أنها رقم صعب اليوم في سوريا.

وكانت تركيا منذ بداية دخول قواتها إلى إدلب تدرك أنها لن تكون لفترة قصيرة، ولذا فإنها وحتى تاريخ قمة طهران الثالثة كانت تعزز قواتها وتثبت قواعدها وتحصنها بشكل كبير، أي أنها تعمل وفق خطة طويلة الأمد ولايمكن أن تنحسب بهذه السهولة.

كما أن تركيا واجهت تهديدات النظام وروسيا خلال الأسابيع الماضية بحشد المزيد من القوات العسكرية التركية على حدود إدلب الشمالية ضمن الأراضي التركية، والتي كانت رسالة واضحة للجميع بأن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي في وجه أي حملة عسكرية، وهذا ماكان واضحاً في حديث الرئيس التركي أردوغان.

ووفق محللين يعود تراجع الموقف الروسي أمام الدبلوماسية التركية لأسباب عديدة أبرزها أن العملية العسكرية على إدلب لن تكون سهلة لروسيا كباقي المعارك، فهنا فصائل ترفض أي تسوية أو تسليم وتقاتل عن عقدية قتالية بأنها مسألة وجود أو فناء وبالتالي ستواجه روسيا مقاومة شرسة وكبيرة وقد لاتمكنها من حسم المعركة مهما استخدمت سلاح الجو في دعم النظام.

كما أن لعملية إدلب لها إضافة للأبعاد الداخلية أبعاد إقليمية كبيرة، ستنعكس أثارها سلباً على علاقة روسيا بالدول المعنية بالملف السوري، وسيكون إعطاء الأسد مزيداً من السيطرة على الأرض على حساب مصالح روسيا الإقليمية والدولية في مواجهة المعسكر الغربي، وبالتالي فإن المغامرة في هذه المعركة يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لها لاسميا علاقاتها مع تركيا.

ومنذ بدء دخول القوات التركية إلى محافظة إدلب في 13 تشرين الأول 2017، كان الموقف التركي واضحاً في دعم الاستقرار في إدلب، رغم كل الضغوطات الروسية التي واجهتها تركيا في المرحلة الماضية، وعمليات القصف المتكررة لروسيا والنظام في مناطق قريبة من تمركز القوات التركية كان هدفها زعزعة العلاقة بين المدنيين هناك وتلك القوات التي من المفترض أن تحميهم وتوقف القصف عنهم.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ