إعادة إعمار سوريا "معركة" من أجل صياغة المستقبل السياسي فيها
إعادة إعمار سوريا "معركة" من أجل صياغة المستقبل السياسي فيها
● أخبار سورية ٨ أكتوبر ٢٠١٧

إعادة إعمار سوريا "معركة" من أجل صياغة المستقبل السياسي فيها

طالب كاتب ومحلل، الدول الغربية بالامتناع عن إعادة بناء سوريا، لأنه لن يكون لها مصلحة في ذلك، كما لن يحقق لها الكثير، لافتاً إلى أن إعادة الإعمار باتت بمثابة المعركة التالية، من أجل صياغة المستقبل السياسي في سوريا، بحسب مجلة "فورين أفيرز".

وقال "سام هيلر"، وهو كاتب ومحلل وزميل مركز سنتشري للدراسات، لم يبق لداعمي المعارضة السورية إلا أموال إعادة إعمار البلاد، كإحدى الوسائل المتبقية للضغط على نظام الأسد.

ورأى هيلر أنه في الوقت الحالي، "بعدما تمكن بشار الأسد من إلحاق الهزيمة بقوى المعارضة في بلده، أو تحييده معظمها، فقد بدأ الاهتمام الدولي والمحلي يتجه نحو إرساء الاستقرار إعادة بناء سوريا".

وبحسب الكاتب، ما زالت قطاعات واسعة من المجتمع الدولي، ومنها دول مانحة، تواصل رفض الاعتراف بشرعية الأسد ونظامه، وقد تخلت الولايات المتحدة مع حلفائها عن حربهم بالوكالة في سوريا، والتي قصدوا من ورائها دفع الأسد نحو التخلي عن السلطة.

وبرأي هيلر، لم يبق لداعمي المعارضة السورية إلا أموال إعادة إعمار البلاد، كإحدى الوسائل المتبقية للضغط على نظام الأسد. ويقترح خبراء تنفيذ مخططات معقدة للغرب لإعادة بناء سوريا، في ظل نظام الأسد، أو ربط أموال إعادة البناء بشرط تقديم النظام لتنازلات سياسية.

واقترح هيلر حلاً أبسط، وهو رفض تمويل إعادة بناء نظام الأسد، لافتاً إلى خطاب ألقاه الأسد في أغسطس/آب الماضي، حذر فيه خصومه من أنهم لن يحققوا الانتصار.

ورأي الكاتب، يفترض بالغرب أن يأخذ كلام الأسد على محمل الجد. ولن تستطيع جهات مقرضة غربية الإشراف على إعادة الإعمار من أجل تحقيق غايات سياسية، كما ليس بمقدور الغرب، حالياً، أن يلعب أي دور سياسي في سوريا.

وبالنظر لارتفاع كلفة إعادة الإعمار (ما بين 200 إلى 350 مليار دولار) وعجز سوريا أو إيران أو روسيا عن توفيرها، فسوف توفرها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وربما البنك الدولي.

ولكن بحسب هيلر، من أجل تبرير تلك الأموال الضخمة، اقترح داعمو المعارضة احتمال أن توفر أموال إعادة الإعمار فرصة لانتزاع تنازلات سياسية.

وقال "ديفيد ساترفيلد"، مسـؤول في وزارة الخارجية الأمريكية، إن "تمويل إعادة البناء ستكون بمثابة أكبر رافعة"، وبحسب وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون": "ما زالت في حوزتنا ورقة هامة نستطيع أن نلعبها، وتلك هي الأموال التي نستطيع توفيرها لإعادة إعمار سوريا".

ومن أجل تحقيق تلك الغاية، اقترح عدد من الخبراء تمويل مشاريع صغيرة محلية داخل مناطق تقع خارج سيطرة النظام، وتتم دون مشاركته أو موافقته.

ولكن، برأي هيلر، مثل تلك المشاريع لن تكون إعادة إعمار، ويقدم حالياً مانحون غربيون هذا النوع من "المساعدات لدعم الاستقرار"، بما فيها دعم لمجالس حكم محلية، ولإعادة خدمات أساسية لمناطق يسيطر عليها الأكراد أو المعارضة، ولهذه المساعدة فوائدها، فهي تبقي تلك المناطق قابلة للحياة.

ودعا هيلر الغرب إلى رفع عقوبات عن قطاعات محددة في الاقتصاد السوري كعرض تجاري مغرٍ، ومواصلة الإنفاق على مشاريع تساعد على المصالحة، وإرساء الاستقرار في سوريا، وهي ذات أثر محدود، لكن تبعاتها إيجابية.

كما يرى هيلر بوجوب الاستثمار في دعم وإسكان لاجئين سوريين، سواء كانوا في أوروبا أو في دول مجاورة لسوريا. ولربما في مرحلة لاحقة، يتم التفكير بمشاريع إعادة الإعمار والإنفاق في البنية التحتية، إن جرى تحول في موقف النظام السياسي.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ