اقتتال في ريف حلب على وقع المذابح في الغوطة الشرقية
اقتتال في ريف حلب على وقع المذابح في الغوطة الشرقية
● أخبار سورية ٢٠ فبراير ٢٠١٨

اقتتال في ريف حلب على وقع المذابح في الغوطة الشرقية

في الوقت الذي تواصل فيه الطائرات الحربية الروسية وطائرات الأسد بنشر الموت وشلالات الدم في الغوطة الشرقية دون أي رادع، وفي وقت يتطلع أهالي الغوطة الشرقية لمن ينصرهم من الفصائل في الشمال والجنوب ويخفف عنه، تبدأ مرحلة جديدة من الاقتتال الداخلي بين فصائل الشمال السوري ممثلة بهيئة تحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي المنضوية مؤخراً في "جبهة تحرير سوريا"، في تصعيد واضح مع غياب تحكيم الشرع.

يأتي هذا الاقتتال والأخير بعد سلسلة اقتتالات سابقة بين الفصائل كانت هيئة تحرير الشام ومن قبلها جبهة فتح الشام وجبهة النصرة، لم تسلم منها فصائل الجيش السوري الحر وأحرار الشام ومكونات أخرى، وفي كل مرة يعود السبب لمقتل شرعي أو عنصر أو قيادي يتهم فيه الطرف الأخر وتشن حملات التجييش الإعلامي والشحن الشرعي للقتل وسفك الدم.

ومع كل اقتتال تخرج الفصائل والمناطق المحررة أضعف من ذي قبل، ويستغل النظام حالة الصراع الداخلي ليحرز تقدماً هنا أو هناك، في وقت يغيب الشرع وتحكيم المشرعين وتغيب أصوات المصلحين وتعلوا أصوات المحللين لسفك الدم واقتحام المحرر وإرعاب المدنيين.

هذا الصراع الحالي لايختلف عما سبقه من صراع قادته هيئة تحرير الشام ضد فصيل ما، إلا أنه يأتي في أصعب مرحلة تمر بها الثورة السورية، بعد أن انسحبت الهيئة من مساحات شاسعة في أرياف حماة وإدلب وحلب لصالح قوات النظام ومكنته من السيطرة على كامل منطقة شرقي سكة الحديد بدعوى استنزافها وعدم قدرتها على سد كل الجبهات وأن الفصائل خذلتها ولم تساندها، لتبدأ قبل أقل من شهر بالتجييش والتجهيز لاعتداء جديد على فصيل من فصائل الثورة.

هذا الاعتداء والاقتتال اليوم يتزامن مع المذابح التي تنفذها قوات النظام وروسيا بحق 350 ألف مدني محاصر في الغوطة الشرقية، يحتاجون لمن يخفف عنهم مصابهم ويساندهم في محنتهم ويشعرهم بأنه إلى جانبهم ليساندهم ويقف ويخفف عنهم بمعركة ضد النظام في موقع ما، إلا أن الحقيقة هي معاونة للقتال على قتلهم بتركه هادئاً مطمئناً وتوجيه السلاح لقتل أبناء الثورة السورية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ