أفضى اتفاق المدن الأربعة والذي وسع "للمدن الخمس" مؤخراً، إلى الافراج اليوم عن أولى دفعات المعتقلين في سجون قوات الأسد، وعددهم 750 معتقلاً، وذلك بعد إتمام تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق بتهجير دفعة من المحاصرين في بلدات مضايا وبقين وإجلاء كامل للثوار والعائلات من مدينة الزبداني بريف دمشق.

اللافت في عملية التبادل التي تمت اليوم باستقبال الحافلات القادمة من الزبداني بعد احتجازها لـ 48 ساعة في منطقة الراموسة، وإدخال تتتمة الدفعة الأولى من أهالي كفريا والفوعة وعددهم 8 آلاف، مع وصول أولى طلائع المعتقلين، أن غالبية المعتقلين بل جميعهم، تم اعتقالهم حديثاً، ووصل منهم 120 معتقلاً لمدينة إدلب، فيما فضل قرابة 630 الباقي في مناطق سيطرة قوات الأسد.

وذكرت مصادر ميدانية لـ شام أن الأهالي في محافظة إدلب، أصيبوا بخيبة أمل كبيرة مع التعرف على الدفعات الواصلة من المعتقلين، وجميعهم ممن اعتقلتهم قوات الأسد على حواجزها مؤخراً، أثناء توجههم لمناطق سيطرة قوات الأسد لقبض رواتبهم أو لأمور أخرى من المدنيين، بينهم معتقلين قبل قرابة شهر أو اقل بكثير.

وخلت قوافل المعتقلين من أي من المتهمين بقضايا تتعلق بمناهضة نظام الأسد ومشاركته في الحراك الثوري، أو أي من المعتقلين السياسيين أو الشخصيات المعارضة للأسد البارزة والتي تغيبها السجون منذ أعوام عدة، في إشارة إلى عدم وجود أي قوائم اسمية قدمت لنظام الأسد، او رفض قوات الأسد أي قوائم قدمت لذلك، ومع ذلك تم التنفيذ.

وتشهد محافظة إدلب حالة من الغليان الشعبي الرافض لهذه "المهزلة" حسب وصفهم، حيث عادت عشرات العائلات التي توجهت لمنطقة الراشدين من ذوي المعتقلين في قضايا تتعلق بالثورة، دون أن تحظى بأي معلومات عن أبنائها، والتي ظنت أنها ستستقبلهم من ضمن المعتقلين المفرج عنهم ضمن صفقة التبادل، فيما لم يصدر أي بيان أو توضيح من الفصائل المعنية بالاتفاق حول هذا الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن شبكة "شام" تواصلت مع أحد طرفي الصفقة المبرمة من الفصائل، دون أن تحظى بأي رد على موضوع المعتقلين، والأسباب التي أوصلت لهذه الحالة من عدم الرضا الشعبي، وعدم وجود أي من المعتقلين الثوريين من ضمن المفرج عنهم، واقتصرت على حدثاء الاعتقال من المدنيين فقط.