التصعيد في جبل الزاوية رسائل بين "روسيا وتركيا" والمدنيون ضحايا "الهدن المؤقتة"
التصعيد في جبل الزاوية رسائل بين "روسيا وتركيا" والمدنيون ضحايا "الهدن المؤقتة"
● أخبار سورية ٢٤ يونيو ٢٠٢١

التصعيد في جبل الزاوية رسائل بين "روسيا وتركيا" والمدنيون ضحايا "الهدن المؤقتة"

تواصل قوات الأسد ومن خلفها القوات الروسية التي تدير التصعيد الجاري في مناطق ريف إدلب الجنوبي لاسيما "جبل الزاوية" منذ أكثر من 20 يوماً على التوالي، حملة قصف برية عنيفة، استخدمت فيها أسلحة حديثة متطورة، في وقت تقوم القوات التركية المتمركزة في المنطقة بالرد المدفعي، إلا أن المدنيون هم الضحية جراء عدم ثبات "الهدن المؤقتة" المبرمة بين الطرفين.

مصادر عسكرية من فصائل الثوار، قالت في حديث خاص مع شبكة "شام" إن قوات الأسد استقدمت تعزيزات عسكرية لمناطق ريف حماة الغربي، ومطار حماة العسكري، إضافة لتثبيت عدة نقاط ارتكاز رئيسية لمدفعية روسية متطورة، بدا استخدامها بشكل واضح خلال الحملة الأخيرة لاسيما قذائف الـ "كراسنبول".

وأوضحت المصادر أن مايجري في "جبل الزاوية" اليوم، هو نتاج عدم التوصل لأي اتفاق حقيقي لوقف إطلاق النار بين روسيا وتركيا، علاوة عن رغبة روسية واضحة في استمرار الضغط سياسياً وعسكرياً على الأرض لتحقيق ماتريد من مطالب تعجيزية في مناطق شمال غرب سوريا، وفق وصف المصادر العسكرية.

ومنذ بداية شهر حزيران الجاري، صعدت القوات الروسية التي تشرف على قصف المناطق المحررة في جبل الزاوية وسهل الغاب ومناطق غربي حلب - وفق مصادر فصائل الثوار - حيث تتولى عمليات الرصد عبر طائرات الاستطلاع، وتحديد الأهداف، لتقوم المدفعية المتطورة بقصف المنطقة، وتحقق إصابات مباشرة.
 
وسبب القصف منذ بداية التصعيد، ارتقاء العشرات من المدنيين بقصف يطال القرى المأهولة بالسكان، علاوة عن استهداف مركز للدفاع المدني، وأبراج تغطية الإنترنت، في حين طالت قذائف عديدة مواقع قريبة من نقاط تمركز القوات التركية في جبل الزاوية ومناطق غرب حلب، لتقوم القوات التركية في كل مرة بالرد على مصادر النيران، واستهداف مواقع النظام وروسيا على محاور معرة النعمان وكفرنبل وسهل الغاب.

واعتبرت المصادر العسكرية لشبكة "شام" والتي فضلت عدم كشف هويتها، أن التصعيد بين الطرفين في جبل الزاوية، هو رسائل سياسية أكثر منها عسكرية، حيث تحاول روسيا الضغط على تركيا من خلال قصف المدنيين واستهداف نقاط الجيش التركي، قبيل اجتماع مجلس الأمن لتجديد آلية إدخال المساعدات الإنسانية عبر الحدود والتي تحاول روسيا تعطيلها والضغط ما أمكن لتحصيل مكاسب من خلالها أبرزها ملف فتح معابر مع مناطق النظام، ورفع العقوبات الأمريكية.

وتطمح روسيا منذ حملتها العسكرية أواخر عام 2019 للسيطرة على منطقة "جبل الزاوية"، والتي باتت ساحة مواجهة وتماس مباشر، بهدف الوصول للطريق الدولي "أم 4" وتطويق سهل الغاب، إلا أن القوات التركية عززت المنطقة وقامت بإنشاء عشرات القواعد العسكرية المزودة بكافة أنواع الأسلحة والذخائر، والتي تقوم بالرد على الخروقات المستمرة للنظام وروسيا باستهداف مواقعهم.

ويبقى المدنيون في المناطق التي تشهد حملات تصعيد منظمة، هم الضحية في الرسائل المضرجة بالدماء، حيث أن منطقة جبل الزاوية شهدت خلال الأشهر الأخيرة من عام 2020 عودة كبيرة لعشرات الآلاف ممن عادوا لقراهم وبلداتهم ظناً أن اتفاق الهدنة سيمنع قتلهم وتدمير منازلهم، لتتجدد المأساة، إلا أن حجم حركة النزوح هذه المرة ضعيف مقارنة بالحملات السابقة، في مشهد صمود كبير لأهالي المنطقة في وجه أعتى أنواع القصف.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ