التطورات الدراماتيكية التي أخرجت أكبر فصائل سوريا من الوجود الطاغي ... ما هو القادم بعد انهيار الاحرار ...؟؟
التطورات الدراماتيكية التي أخرجت أكبر فصائل سوريا من الوجود الطاغي ... ما هو القادم بعد انهيار الاحرار ...؟؟
● أخبار سورية ٢١ يوليو ٢٠١٧

التطورات الدراماتيكية التي أخرجت أكبر فصائل سوريا من الوجود الطاغي ... ما هو القادم بعد انهيار الاحرار ...؟؟

رسمت التطورات الميدانية التي خلفت بشكل أو بآخر سقوط حركة أحرار الشام، خلال أقل من يومين، تساؤلات كبيرة عن سبب هذا التفكك ضمن مؤسسة الحركة، وعزف الكثير من مجموعاتها وعناصرها على الحياد، في حين فضل الكثير منهم إعلان البيعة لتحرير الشام برضا أو تحت ضغط .

لا إجابات حالية عن هذه التساؤلات، الأمر متروك لجلاء دخان المعارك الذي غطى المشهدين السياسي و العسكري، و انعكس على الواقع الحالي و المستقبل، ولكن المؤكد أن مشروع الحركة قد انتهى وأصبح شيئ من الماضي حتى لو استمرت الحركة في وجودها كفصيل صغير، فإنها لم تعد قادرة على الاستمرار في المشروع الأخير الذي بدأت فيه بعد فشلها واعترافها بفشلها في المشاريع السابقة التي طرحتها كمشروع أمة والجبهة الإسلامية ومشروع شعب..

وعلى الرغم من التحذيرات التي أطلقتها الحركة مراراً عن توجسها بهجوم قريب لتحرير الشام ضدها في إدلب، والتي من المفترض أعدت العدة للتصدي والمواجهة، إلا أن التطورات الميدانية تشير لسقوط مدوي للحركة في معظم مناطق إدلب، وفرض الهيئة سيطرتها على كامل المنطقة الحدودية مع تركيا حتى جسر الشغور، مع وصولها لآخر معقل للأحرار في الشمال وهو معبر باب الهوى، وبقاء تشكيلات متفرقة للحركة في جبل شحشبوا وجبل الزاوية وريف حلب الغربي والشمالي، قد تكون على موعد مع المواجهة في القريب العاجل في حال لم يوجد حل يوقف الصراع.

لعل بعض التطورات الموازية التي رافقت عملية الانهيارات المتتالية، تشكل نوعاً من الخطوط التي من الممكن أن ترسم مستقبل أكبر و أهم المناطق المحررة، فالتزام فيلق الشام الحياد، وانشقاق الزنكي عن تحرير الشام في هذا التوقيت، علماً أن الكثير من المصادر تحدثت عن نية الزنكي الانشقاق قبل قرابة شهر، فيما يبدوا كان تحضيراً لهذه المرحلة، ثم جاء اليوم البيان المشترك بين فيلق الشام والزنكي على الرغم من خلوه من أي توضيحات إلا أنه يرسم في طياته مرحلة جديدة "مرحلة ما بعد أحرار الشام" يمكن أن يقودها الطرفان ربما في كيان جديد كفصائل معتدلة تحظى بقبول دولي، وباتفاق ما مع تحرير الشام، أو أن الهيئة سترفض دخول أي طرف ولو كقوات فصل باعتبارها باتت القوة المتحكمة بشكل كامل، وربما تحافظ على استمرار هذه التشكيلات "فيلق الشام، الزنكي، جيش إدلب الحر" للمحافظة على التنوع في إدلب دون أن يكون لهم أي قرار في الداخل لفترة قد لا تطول.

يضاف لذلك حسب البعض فشل الحركة في إدارة الملف المدني داخلياً، وتكريس المؤسسات المدنية لصالحها الخاص، أبرزها معبر باب الهوى الذي يدر آلاف الدولارات شهريا لم تكرسها الحركة في بناء أي مؤسسات جدية تساهم في تطوير المناطق المحررة، أيضا الفشل العسكري للحركة بعد سقوط حلب والتي لم تستطع الدخول في أي معركة منها حماة وريف اللاذقية، والتي ظهرت فيها الحركة بموقف ضعيف، ظهر ذلك جلياً في الاقتتال الحاصل مؤخراً.

وتتعدد التحليلات والرؤا قبل أن يعلن عن انتهاء فصيل الأحرار بشكل رسمي والتي مازالت تتمتع ببعض مصادر القوة في سهل الغاب وجبل شحشبو وجبل الزاوية، إلا أن وصول تحرير الشام لباب الهوى، وتأخر دخول القوات المحتشدة في الجانب التركي لمساندتها يعطي مؤشرات كبيرة عن نهاية الحركة دولياً لو صح التعبير، قبل انتهائها عسكرياً.

ولعل رغبة تركيا في الحفاظ على إدلب كمنطقة آمنة وبعيدة عن تحويلها لدائرة صراع بين قوى مختلفة قد تصل لتتحول لموصل أو رقة أخرى، مع الحديث عن لقاءات مع قادة الهيئة سابقاً، ورغبة الهيئة في الحصول على القبول الدولي والشروط المطروحة لذلك ربما تكون هي بداية المرحلة الجديدة فعلياً على الأرض، والتي لايمكن أن تؤكدها إلا التطورات التي تحملها الأيام القادمة في إدلب.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ