التواجد التركي ومستقبل "الوحدات الكردية" بعد عفرين
التواجد التركي ومستقبل "الوحدات الكردية" بعد عفرين
● أخبار سورية ٢٦ مارس ٢٠١٨

التواجد التركي ومستقبل "الوحدات الكردية" بعد عفرين

فتح التقدم السريع الذي حققه الجيش السوري الحر المدعوم من تركيا في عملية غصن الزيتون على حساب وحدات حماية الشعب الكردية باب الأسئلة حول قدرة أنقرة على استغلال هذا "النصر" في استكمال هدفها الرئيسي في سوريا، والمتمثل في إبعاد خطر الوحدات الكردية عن حدودها الجنوبية.
وفي قراءته لهذه التطورات، يرى الكاتب والباحث في الشأن التركي علي باكير أن أنقرة لم تحصل حتى الآن على ما يمكن تسميته الاتفاقات مع موسكو أو واشنطن في ما يتعلق بإزاحة خطر الوحدات الكردية من منطقة شرق الفرات.

وأضاف أن الحاصل هو تفاهمات أولية قد تتغير مع تغير المعطيات على الأرض، لافتا إلى أن كل طرف -سواء تركيا أو روسيا أو الولايات المتحدة وحتى إيران- يركز حاليا على التحالف التكتيكي مع الأطراف الفاعلة في سوريا، وذلك لتحقيق أهدافه.

وبحسب باكير، فإن التفاهم الأولي التركي مع واشنطن -الداعم الرئيسي لهذه الوحدات- عُقد مع وزير الخارجية الأميركية السابق ريكس تيلرسون، ويتعين على أنقرة الانتظار قليلا حتى يتسلم الوزير الجديد، وفق المتحدث.

في المقابل، استند التفاهم مع موسكو إلى مدى انعكاس علاقتها بواشنطن، واعتبر باكير أن موقف الأولى ومدى دعمها لخيار أنقرة في إبعاد الوحدات الكردية عن أي حل سياسي في سوريا يعتمد على هذا التوازن.

وسعت الجزيرة للحصول على وجهة نظر الوحدات الكردية من التطورات الحاصلة من خلال التواصل مع الناطق باسم الوحدات الكردية نوري محمود، إلا أنها لم تتوصل إلى ردود على استفسارات بشأن انحسار الدعم الدولي وتأثيره.

واعتاد المبعوث الأميركي الخاص في التحالف الدولي بريت ماكغورك على أن يقوم بزيارات للطرف الكردي، إلا أنها أصبحت نادرة شأنها شأن الكثير من زيارات المسؤولين الأميركيين الآخرين.

مع ذلك، نشرت مواقع مقربة من الوحدات الكردية مؤخرا خبر وجود عسكريين أميركيين في مدينة منبج نقلوا تطمينات أميركية بالحفاظ على وجود الأكراد شمالي سوريا.

أما بالنسبة للموقف الروسي، فقد امتنعت موسكو منذ انطلاق عملية غصن الزيتون عن الحديث عن الوحدات الكردية أو أي دور لها في مستقبل سوريا.

وفي ظل التحولات السابقة في المواقف وعلى الأرض، يبدو أن الوحدات الكردية أو ما يعرف بقوات سوريا الديمقراطية التي تشكل الوحدات عصبها الرئيسي منشغلة بترتيب بيتها الداخلي بعد هزيمتها في عفرين.

وخلال الفترة القادمة، تبدو خريطة الشمال السوري الأكثر قابلية للتغيير مع التدخل العسكري التركي؛ فأنقرة أصبحت تتعامل مع المنطقة كجزء من حماية أمنها القومي في ظل ما تراه أولوية تتمثل في إبعاد المقاتلين الأكراد عن حدودها الجنوبية.

ولذلك تسعى تركيا بكل قوتها لجعل واشنطن وموسكو تدعمان أولوياتها في سوريا، بعد أن كانت حليفا تكتيكيا لهما مستفيدة من رغبة واشنطن في إنهاء وجود تنظيم الدولة، حيث أدخلت تركيا جيشها ودعمت الجيش الحر لإخراج التنظيم من شرق وشمال حلب.

كما تركز أنقرة على شراكتها مع موسكو وطهران في اتفاقات خفض التصعيد التي أسهمت في رسم خارطة نفوذ جديدة على الأرض السورية.

وفي ظل هذه المتغيرات، ترى الوحدات الكردية أن التوازنات الدولية، وما قدمته خلال شراكتها مع العسكريين الأميركيين في أرض المعركة ضد تنظيم الدولة؛ كفيلة بحفظ دورها في المنطقة والحد من طموحات تركيا في إنهاء وجودها وتجنب تكرار سيناريو عفرين.

يشار إلى أن -وإثر إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده بدأت عملياتها العسكرية ضد مسلحي الحزب شمالي العراق، في إشارة إلى الغارات الجوية التركية الأخيرة التي استهدفت مواقع للحزب في منطقة سنجار- مصادر عراقية أكدت أن مسلحي حزب العمال الكردستاني انسحبوا من منطقة سنجار باتجاه الحدود السورية.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ