"الجولاني البراغماتي" يواصل مساعيه لتعويم وجهه "المعتدل" أمام حاضنة شعبية تلفظه
"الجولاني البراغماتي" يواصل مساعيه لتعويم وجهه "المعتدل" أمام حاضنة شعبية تلفظه
● أخبار سورية ١١ مارس ٢٠٢٠

"الجولاني البراغماتي" يواصل مساعيه لتعويم وجهه "المعتدل" أمام حاضنة شعبية تلفظه

طيلة السنوات الماضية، استخدم الجولاني "البراغماتي الشخصية" والمتقلب والمتبدل بأوجه عدة الكثير من الوسائل لإرهاق الحاضنة الشعبية بقبضته الأمنية التي سلطتها على المناطق المحررة، فحارب الفصائل وشوه صورة الجيش الحر وتغلب على الجميع وسيطر على المناطق وفرض حكومته بقوة السلاح وأرهق الشعب بالأتاوات والاعتقالات ولاحق الكثير منهم، ليفرغ جل المناطق من أبنائها وثوارها ويزج بالكثير منهم في السجون التي لاتزال تمتلئ بآلاف المعتقلين، قبل أن يدرك فشل مشروعه والنهج الذي اتبعه لتمكين نفوذه رغم تبدل الرايات والأسماء التي استخدمها لتحقيق ذلك ....

ومع سقوط المناطق - التي يتحمل الجولاني شخصياً والجوقة المحيطة به - المسؤولية الأكبر عن ذلك كونه هو من حارب فصائلها وهجر شبابها وولى نفسه وصياً عليها ثم تركها لقمة سائغة للنظام وروسيا، يحاول الجولاني لمرة جديدة تدعيم شعبيته المنهارة، لتبرير ماحصل ومحاولة توجيه رسائل جديدة بوجه وعقلية جديدة متبدلة.

سلسلة لقاءات ورسائل وجهها الجولاني للداخل والخارج في المرحلة الماضية، وكان القائد الوحيد الذي كثف لقاءاته مع الفعاليات الشعبية والنشطاء والفعاليات الثورية في الداخل، محاولاً تبرير ماجرى، وإقناعهم بالتوجه الجديد المتبدل للهيئة والذي بات يقترب أكثر من الاعتدال المفرط وفق تعبير البعض.

هذه السياسية وفق متابعين تنم عن نية واضحة للجولاني للاستمرار في تملك المنطقة واستخدام قناع جديد بوجه معتدل تماماً هذه المرة، للاستمرار، بعد سلسلة خطوات اتخذها لضمان تحقيق اعتداله، ضحى فيها بالكثير من الشخصيات التي شاركته بحروبه وكانت سنداً له في تغلبه على الفصائل قبل أن يتخلى عنهم.

ورغم كل مايقوم به الجولاني إلا أن شعبيته باتت في الحضيض وبات غير مقبولاً شعبياً، وهذا مايفرض عليه أن يحافظ على قبضته الأمنية التي أرهقت الحاضنة ولاتزال تمارس التسلط والتخويف، والترهيب لضمان البقاء، في مشهد لايختلف عما تقوم به الأنظمة الاستبدادية وأبرزها نظام الأسد.

وعمل الجولاني خلال السنوات الماضية على تمكين الهيئة عبر كوادرها في جميع المؤسسات المدنية في المناطق المحررة، على جميع المستويات الأمنية والخدمية والتعليمية والمجالس المحلية، تصلها لمرحلة أن تتسلم الكوادر المحسوبة عليها جميع مفاصل الإدارة المدنية والأمنية في المنطقة.

وعملت الهيئة وفق مخطط مدروس لتهيئة كوادرها ليكونوا هم القوة الأكبر مدنياً من خلال وسائل عدة منها تسجيل المئات من كوادرها ضمن المعاهد والجامعات التي تديرها في إدلب، وتخريجهم بشهادات دراسية تمكنهم من الدخول في مؤسسات الدولة، إضافة لتوظيف جل عناصرهم في المؤسسات المدنية التابعة لحكومة الإنقاذ والإدارات المدنية، وتمكين يد المحسوبية عليها في المجالس المحلية.

يضاف لذلك الاختراق الكبير الذي قامت به الهيئة للمنظمات المحلية والمؤسسات الإغاثية عبر فرض شخصيات تتبع لها في مواقع إدارية، تتيح لهم لاحقاً لتوظيف كوادر جديدة من الهيئة، وكذلك بناء كيان اقتصادي كبير من خلال السيطرة على المعابر وسوق الصرف وتجارة المحروقات والدخان والغاز والقمح والأسواق العامة في المدن والبلدات، وتملك العقارات والأملاك العامة وتكريسها لصالحها.

كل هذه المساعي باتت في الطور الأخير من تنفيذ مخططها، وجل الرافضين لخطة الهيئة هذه باتوا خارج ملاكها ضمن فصائل أخرى، حيث ستكون قيادة الهيئة الحالية كخلية تعمل في الظل وتدير الحكم مدنياً في المحرر وفق التصور الذي تريد وتسعى له بواجهات مدنية كبيرة تدرك جيداً أنها ستكون نواة حكم وإدارة المنطقة مهما كانت القوة المسيطرة فيها والتي لن تستطيع اختراق هذه "الدول العميقة" فيها.

 

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ